وصف زخارف قبة الصخرة:
استخدم داخل القبة أشكال المجوهرات المتمثلة بالأصداف والأحجار الكريمة أحياناً على هيئة قلائد وضعت في مزهريات كبيرة مركبة، وفي أحد الروابط الموجودة على أقواس الأوراق المثمنة توجد عناصر زخرفية تضم قرون الرخاء، والتي تنبثق من مزهرية في الوسط، مكونة أشكالاً دائرية، وعلى جانبيها تضم أوراق العنب وعناقيده.
كما توجد في رباط آخر بعض الأثمار وكيزان الصنوبر وأنصاف مرواح نخيلية، كما أن الحوائط من الداخل إلى ارتفاع أربعة امتار وجميع الاكتاف كانت مغشاة بالرخام، وفي داخل القبة يوجد كتابة كوفية طولها 240 متر، حيث إنها كتبت بماء الذهب على أرضية زرقاء، كما جرت محاولة ساذجة من المأمون العباسي، وهي تعديل في الكتابة المذكورة لينسب العمل له، إلا أن الفنان نسي تعديل تاريخ البناء وهو 72 هجري.
علماً أن القبة ليس لها مئذنة وكانت الفسيفساء تغطي البناء كله من الداخل بما في ذلك منطقة القبة والرقبة، كما كانت تكسو أرضية المبنى أيضاً، بل إن جدران المثمن الخارجي كانت مكسوة بالصور الفسيفسائية، لكنها سقطت وأعيد تزينيها ببلاطات زخرفية في زمن سليمان القانوني 1545 متر.
وهذه الفسيفساء قوامها فصوص صغيرة أو مكعبات رقيقة من الزجاج والحجر ومن صفائح صدفية، كان قد روعي في لصقها على الجص أن تكون مسطحة في وضع أفقي، في حين ألصقت الفصوص الذهبية لصقاً غير منتظم وكذلك المفضضة مع ميل يعكس الضوء ويزيدها بريقاً.
ميزات زخارف قبة الصخرة:
ومن حيث الألوان كانت الفسيفساء الزخرفية بالأخضر والأزرق بدرجات مختلفة والأحمر الفضي والرمادي والبني والأسود والبنفسجي والأبيض مع الذهبي في الخلفية، ويورد وصف حسن الباشا لمثمن الأوسط من القبة في أحد الأكتاف، حيث تحققت في مساحات كبيرة منها: وحدات زخرفية فسيفسائية مؤلفة من أشكال وصور نباتية، والتي وضعها الفنان بتوازن على جانبي صورته.
ويذكر بنتليو دافيرو 1552 ميلادي على رسم نخلة: مثال ذلك رسم نخلة تعصف بها الرياح وعلى جانبيها نجد رسم شجرة صغيرة، وهذه الصورة جاءت متفوقة على الفسيفساء البائسة في رافنا المدينة الإمبراطورية، وهذا علامة على أن الفنان أو الفنانين الذين أنجزوا هذا العمل الكبير نجحوا في رسم صورة الفسيفسائي توافق المساحات المعمارية وتؤلف وحدة البناء.