تعد أنطاكية من المدن التي تم تحصينها دفاعياً بشكل جيد، حيث احتوت على العديد من الأبراج الدفاعية والحصون المتينة، كما احتوت على قلاع قديمة جداً ساعدت في عملية تحصين المدينة، كما تعد انطاكية من إحدى المدن التي تم تحصينها على مر العصور بتقنيات حديثة ومتواكبة مع العصر الذي تمر فيه المدينة.
خصائص عمارة أنطاكية الدفاعية
أحد الأبراج الرئيسية للتحصينات في أنطاكية شيد فوق الجانب المتطاول لجبل سليبيوس على يد الإمبراطور جوستنيان خلال الفترة ما بين (527-565) ميلادي، أعيد تحصين المدينة من قبل جو ستنيان رغم انه قلص من حجمها كثيراً، ولقد حدثت بعض التعديلات الطفيفة فقط في العصور التي تلت، ولكنها شكلت أحد الموانع الرئيسية الأولى في وجه زحف أو جيش صليبي.
حوصرت المدينة التي كانت في يد السلاجقة اعتباراً من شهر تشرين الأول (أكتوبر) عام 1097 إلى شهر حزيران يونيو 1098 ميلادي عندما الصليبيون من الاستيلاء عليها نتيجة خيانة أحد القادة الصغار.
ولقد كشف عن التقنية التي طبقها البناؤون في تشييد السور الذي يمتد حوال 7 ونص ميلاً، وقيل بأنه كان محمياً بثلاثمئة وستين برجاً، ولقد شيد قسماه العلوي والسفلي من كتل الحجارة المربعة المنحوتة، كما تم تعبئة ما بينهما ببناء أشبه بالخرسانة (يعرف باسم أوبوس إنسيرتوم)، ومنحها الملاط القاسي للغاية المستخدم في بنائها قدرة على مقاومة عوامل الطبيعة أحقاباً طويلة، وكان مقوى في أوسطه تقريباً بثمانية مداميك رابطة من الآجر التي تمتد على عمق السور بكامله.
وصف عمارة أنطاكية الدفاعية
طبق أسلوب مشابه لهذا تقريباً في بناء معظم الأبراج التي تشكل جزءاً من دفاعات المدينة، والتي ظلت قائمة حتى القرن التاسع عشر، ورغم ان هذه التقنية كانت مستخدمة على نطاق واسع في العهد البيزنطي فهي لم تكن شائعة في سورية وتدل على تأثير العاصمة البيزنطية.
إن الأسوار التي موجدة في المقدمة مع البرج الصغير النصف دائري والممر الخلفي الملحق به يعود إلى عهد الدولة اللاعسكرية التي بدأت عندما استولى الفرنجة عليها في العام 1204 ميلادي، وأجبروا الإمبراطور تيودور أسوار المدينة وقوى محيطها كله بإقامة سور خارجي.