تتكون المساجد الليبية من عناصر معمارية مميزة، لا تختلف عن باقي مساجد العمارة الإسلامية، إلا أن لها طابع معماري وزخرفي مميز.
المحراب في المساجد الليبية
إن المحراب عبارة عن جوفة في جدار المسجد المواجه للقبلة، وبالتالي يصلح لتمييز الجهة التي يجب على المصلين استقبالها، إن المحراب يشكل عنصراً آخر من عناصر المسجد التي برع الفنيون والمزخرفون على اختلاف مذاهبهم في إظهار مواهبهم من أجلها، ومن الواجب القول أن في ليبيا كما في سواها من البلدان كلما كان المسجد غنياً بالزخارف كلما لمع المحراب من حيث الكسوة وروعة المواضيع الزخرفية واتقان التنفيذ، ويمكن القول بأن قيمة المحراب الفنية ترتفع بقدر غنى الجامع.
وحتى في المساجد البسيطة وقليلة الزخرفة أيضاً، يلاحظ المرء دوماً أن مجهوداً ما قد بُذل في سبيل النهوض بها من حضيض البساطة العلمية إلى رفعة التعبير عن بعض المشاعر الفنية، وإن المجهود كان منصباً على المحراب، وفي هذه الحالة يكون المحراب جوفة نصف دائرية على جانبها عمودان صغيران فوقهما تاجان مبتكران، ويكللهما في النهاية عقد نصف دائري أو عقد مدبب أو عقد حدوة فرس، وتغطي الجوفة عادة قبة ربع كروية، كما أن جميع هذه العناصر تدهن في الغالب بوجه من الطلاء.
المنبر في المساجد الليبية
يقع المنبر دائماً إلى يمين المحراب وغالباً ما ينتهي في أعلاه بقبة، وله سلم قصير وشديد الانحدار، وأحياناً يكون السلم مسبوقاً برتج محدود الأبعاد ولكنه غني بالزخارف، ومن أعلى المنبر يقوم الخطيب بإلقاء خطبتيه اللتين يضمنهما آيات من الذكر الحكيم وبعض الأحاديث النبوية الشريفة والمواعظ والدعاء بالنصر والهداية لرئيس الدولة.
إن المنبر كان يوجد أصلاً في الجوامع، ولكن في الوقت الحالي مع انتشار المدن واتساعها وتكاثر سكانها زود كثير من المساجد بمنابر، حيث تصنع المنابر في العادة من البناء المقرمد وتكسى بصورة متفاوتة بالمرمر والخزف والحشوات الجصية، غير أن كثيراً منها وخاصة في المساجد المتواضعة، جاءت مصنوعة من الخشب، وفي هذه الحالة يكون صنعها غير متقن على أنها تطلى بالدهان الأخضر أسوة بالمحراب، ويمكن القول أن قيمة المنبر الفنية ترتفع بقدر غنى الجامع.