محراب المسجد النبوي الشريف

اقرأ في هذا المقال


وصف محراب مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم):

كانت قبلة المسلمين الأولى إلى بيت المقدس ناحية الشمال، وبعد تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة ناحية الجنوب صلى النبي (صلى الله عليه وسلم) شهرين أو أكثر إلى اسطوانة السيدة عائشة، ثم تقدم للصلاة إلى الاسطوانة المخلقة بعد ذلك، أي في موضع محرابه الشريف، ولم يكن على عهد النبي محراب، وكان النبي (عليه الصلاة والسلام) يصلي في جذع نخلة في موضع الاسطوانة المخلقة.
وأول من أحدث محراباً مجوفاً في هذا المكان هو عمر ابن عبد العزيز، وقد جعله الذي كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي فيه الصلوات المفروضة إماماً بالمسلمين، والمحراب الموجود الآن بناه السلطان قايتباي وملتصق به من خلف الاسطوانة المخلقة، وقد احتوى المسجد النبوي الشريف على خمس محراب منها: المحراب العثماني والمحراب السليماني ومحراب فاطمة.
ومحراب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو أصح محراب على ظهر الأرض؛ لأن النبي هو الذي خط اتجاه القبلة فيه، ويقول الإمام الزركشي: لا يجتهد في محراب رسول الله لأنه صواب قطعاً، إذ لا يقر على خطأ فلا مجال للاجتهاد فيه باليمنة واليسرة بخلاف محاريب المسلمين؛ وذلك لأن النبي وضع اتجاهه إلى الكعبة، وكان جبريل عليه السلام هو الذي عين له اتجاه قبلة مسجد المدينة، كما يقول الإمام مالك: سمعت أن جبريل (عليه السلام) هو الذي أقام لرسول الله قبلة مسجد المدينة.

خصائص محراب المسجد النبوي:

وعندما شرعوا في بناء المحراب النبوي لم يستطيعوا وضع الاسطوانة المخلقة في منتصف تجويفه، فكانت الاسطوانة إلى اليمين من المحراب، وقد ذكر الرزنجي أنه لما بنوا المحراب منعتهم الاسطوانة (المخلقة) أن يجعلوا تجويفه في محل مقامه (صلى الله عليه وسلم)، فجاء طرف المحراب الغربي في محاذاة مقامه الشريف، ولهذا صار الموضع الذي كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي فيه، ليس في وسط المحراب الحالي، حيث أنه يكون في الطرف الغربي منه، أي على يمين الواقف في وسط المحراب النبوي عند الرخام الأسود الموجود على الساق اليمنى للمحراب النبوي الشريف، والمكتوب أعلاه: هذا مصلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم).


شارك المقالة: