معبد أبو سمبل

اقرأ في هذا المقال


معبد أبو سمبل(Abu Simbel)

معبد أبو سنبل: هو موقع أثري من الحضارة الفرعونية، يقع على بعد 230 كم من جنوب مدينة أسوان، التي تقع جنوب مصر، على الضفة الشرقية لنهر النيل، حيث يتمتّع مناخ مدينة أسوان بمناخ صحراوي حار جداً، وهي واحدة من أكثر المدن الحارة والجافة في العالم، وتعد منطقة أثرية لوجود العديد من المعالم الأثرية فيها، وأشهرها معبد أبو سمبل.
ويعتبر معبد أبو سمبل من أحدث مواقع التراث العالمي لليونسكو، وتم نقل المعبد في عهد رمسيس الثاني، يحتوي على معبدان، معبد أبو سمبل الصغير و معبد أبو سمبل الكبير، وخُصص المعبد الكبير لرمسيس الثاني، وهو من أروع المعابد التي بُنيت في عهد رمسيس الثاني، وكذلك من أجمل المعابد المصرية القديمة.
تم بناء معبد أبو سمبل في الأصل على بعد أكثر من 200 كم عن مدينة أسوان، على الضفة الغربية لبحيرة ناصر، في الستينات من القرن الماضي قررت الحكومة المصرية بناء السد العالي في أسوان على نهر النيل، وكان يخشى أن يؤدي هذا إلى إغراق بحيرة ناصر إلى مستويات ستغرق فيها معبد أبو سمبل.
من عام 1964_1968، أطلقت اليونسكو مبادرة لنقل كل من المعبد الكبير والمعبد الصغير إلى هضبة على المنحدرات، تم تفكيف المعابد ونقلها على ارتفاع 60 متراً فوق منحدر الحجر الرملي، الذي بنيت عليه في الأصل، وبذلت جهود كبيرة لإعادة بناء المعبدين في الأتجاه الأصلي الدقيق

تاريخ معبد أبو سمبل

يبدأ تاريخ معابد أبو سمبل بالجهد الذي استغرق عشرين عاماً لبناء هذه المباني المثيرة للإعجاب، إلى جانب أربعة معابد صخرية أخرى بنيت في عهد رمسيس الثاني، بدأ بناء معبد أبو سمبل حوالي عام 1244 قبل الميلاد وانتهى في حوالي عام 1224 قبل الميلاد.
يعتقد العديد من العلماء أن معبدين أبو سمبل كانا بمثابة الأنا والفخر والحب للمصرين القدماء، وقد بنيت هذه المعابد لعدة أسباب منها:

  • إحياء ذكرى فوزه في معركة قادش، ونحت قاعدة المعبد على هيئة شخصيات الأسرى المقيدين.
  • تخويف جيران مصر النوبيون، لقد كانت هذه طريقة رمسيس الثاني في محاولة التأثير على جيران مصر وكذلك فرض الدين المصري على هؤلاء الجيران.
  • بني المعبد الصغير ليكون نصب تذكاري للملكة المحبوبة نفرتاري وهي إحدى زوجاته التي كان يحبها كثيراً، كما أنها كانت مخصصة للإلهة المصرية القديمة حتحور.
  • بني رمسيس الثاني المعبد الكبير تكريم لنفسه.

معبد أبو سمبل الكبير

في العصور القديمة، كان المعبد يعرف باسم معبد رمسيس مريامون؛ وهو ما يعني رمسيس المحبوب من قبل آمون، يبلغ طوله 30 متراً وعرضه 35 متراً، وبيلغ طول واجهة هذا الهيكل 35 متراً، وارتفاعه 30 متراً.
يتوج مدخل معبد أبو سمبل الكبير بنحت رمسيس يعبد الإله ري ، ويشار إليه عادة باسم رع، يحيط المدخل أربع شخصيات ضخمة، يبلغ طول كل منها 20 متراً، وكل من هذه الشخصيات الكبيرة هي صورة لرمسيس الثاني على عرشه، مرتدياً تاجه المزدوج، وعند ركبتيه هنالك منحوتات صغيره تمثل زوجاته وأطفاله، وهنالك تماثيل أخرى تمثل أفراد عائلة رمسيس الثاني آلهة الحماية.
في الداخل يتميّز المعبد بتصميم متميز، حيث يتناقص حجم الغرف مع تقدم الشخص إلى المعبد، تمتلىء الغرف بنقوش رمسيس الثاني وزوجته الحبيبة نفرتاري.
يحتوي الجزء الداخلي من المعبد على بهو يحتوي على ثمانية أعمدة، إحدى هذه الأعمدة تم تصوير فيها رمسيس الثاني وهو يلبس زي الإله أوزوريس، وتبين الصور في هذا الفناء تفاصيل الانتصار الكبير الذي حققه الملك في معركة قادش.
ويحتوي المستوى الثاني من الفناء، بأربعة أعمدة مزينة بصور توضح رمسيس الثاني وهو يحتضن مختلف الألهة، وبجانب المستوى الثاني يوجد الحرم الداخلي الذي يحتوي على تماثيل رع وأمون ورمسيس الثاني.

معبد أبو سمبل الصغير

بُنيَ المعبد الصغير لزوجة رمسيس الثاني الملكة نفرتاري، وهذه المرة الثانية التي يخصص فيها الحاكم معبداً لزوجته (تم بناء المعبد الأول من قبل أخناتون لنفرتيتي)، كانت هذه المرة الأولى التي نُحِتَ فيها تمثال للزوجة، حيث نحت رمسيس الثاني تمثال زوجته نفرتاري، وهذا يدل على حب رمسيس الثاني لزوجته نفرتاري، حيث كانت تماثيل الزوجات لا تتعدى ركبتي الملك أو الفرعون، لكن تمثال نفرتاي يبلغ ارتفاعه 10 أمتار.
يبلغ طول المعبد 12 متراً ارتفاعه 12 متراً، يتميز المدخل بست شخصيات هائلة، هنالك أربع شخصيات لرمسيس واثنين للملكة نفرتاري.
يوجد داخل المدخل قاعة كبيرة، مدعومة بستة أعمدة، كل منها منقوش برأس حتحور، بالإضافة إلى مشاهد تظهر الملك والملكة، على الجدار الخلفي للغرفة نقوش لنفرتاري تتوجها إيزيس وحتحور.
الجزء الداخلي من المعبد الصغير ليس معقّداً مثل المعبد الكبير، ويوجد في نهاية القاعة الكبيرة مدخل يؤدي إلى غرفة أخرى مزينة بمشاهد لرمسيس الثاني ونفرتاري مع العديد من الآلهة.

اكتشاف معبد أبو سمبل

مع مرور الوقت، توقّف استخدام المعابد، وأصبح في النهاية مغطى بالرمال، وبحلول القرن السادس قبل الميلاد، كان المعبد الكبير مغطى بالفعل بالرمال، حتى ركبتي التماثيل، وفي النهاية تم نسيان كلا المعبدين حتى تم اكتشافهما في أوائل القرن التاسع عشر.
يقال إن أبو سمبل أُعيد اكتشافه في عام 1813، على يد باحث سويسري يدعى يوهان، حيث يقال أنه بينما كان يستعد لمغادرة المنطقة، جاء يوهان فوق الجبل ورأى مقدمة المعبد العظيم، وقد دفن ما تبقى منه في الرمال، أخبر يوهان صديقه المستكشف الإيطالي جيوفاني بيلزوني عن هذا الاكتشاف، وانضم إليه المستكشف الإيطالي للمساعدة في أعمال التنقيب الأولي، على الرغم من كل جهدهم لم يتمكنا الاثنين من اكتشاف مدخل المعبد في ذلك الوقت.
عاد بلزوني في عام 1817 مع المستكشف الإنجليزي والعالم ويليام جون بانكس، وتمكّن من الكشف عن المدخل والدخول إلى قاعدة النصب التذكاري، مع أخذ كل قطعة صغيرة ذات قيمة عند مغادرته.


شارك المقالة: