يوجد في هذه الواحة مسجداً عتيق جداً، يطلق الأهالي عليه مسجد عبد الله بن أبي سرح يقع في واحة أوجلة التي تبعد عن بنغازي جنوباً بنحو 300 كيلو متر، ذكر البكري أن منطقة أوجلة كانت مزدهرة وأن مدينتها الرئيسية تحوي مساجد وأسواقاً، ولم يذكر البكري وجود ضريح أو مسجد بهذا الاسم يقع في منطقة الواحة.
خصائص مسجد واحة أوجلة:
ربما اعتقد سكان واحة أوجلة إن وفاة عبد الله بن أبس سرح (وهو أحد الصحابة وحاملي راية الرسول صلى الله عليه وسلم) كانت في ليبيا، وأنه قد دفن في أوجلة وهكذا كرم أهالي هذه الواحة هذا الصحابي الجليل، واعتبروه حامي مدينتهم وارتبط اسمه بهذا المسجد وهذه الواحة.
ويرجع كل اميليو سكارين وغاسبري ميسانا بناء المسجد المنسوب إلى عبد الله بن أبي سرح إلى القرن الثاني عشر اعتماداً على الروايات الشعبية المتواترة، وعلى الطراز المعماري وعلى الحقيقة الماثلة، وهي أن أغلب البناء مطمور في الرمال بفعل مرور الزمن.
والمسجد الحالي الذي ربما شيد لتخليد ذكرى عبد الله بن أبي سرح، مسقوف بعشرة قباب صغيرة مخروطية تشبه القمع أو الطرطور والبناء كله من النوع البسيط، فجدرانه من الحجارة غير المنتظمة والطين ومغطاة بالملاط، والمباني التي شيدت على هذا الطراز البنائي من الصعب تحديد فترات بنائها الأول.
علاوة على ذلك فإن قباب هذا الجامع من هذا الطراز، ومستوى المادة المستخدمة لا تعمر لمدة طويلة ويعاد بناؤها وترميمها، ومن المحتمل أيضاً أن المسجد بصفة عامة قد جدد وأعيد بناؤه في العصر الحديث.
والمسجد الذي يطلق عليه الأهالي مسجد أوجله القديم، وهو من المساجد العتيقة وله قباب من نوع ومادة وأسلوب القباب التي تغطي الجامع المسمى بجامع عبد الله بن أبي سرح، والبناء كان في حالة يرثى لها من الحفظ وأن بعض قبابه في أثناء زيارة اميليو سكارين لهذه الواحة (1937) قد تهدمت.
والبناء بصفة عامة غير منتظم الشكل وأن قبابه مختلفة الأحجام وذات أقطار مختلفة، ومن المعتقد أن مسجد واحة أوجلة هو أقد من المسجد المنسوب إلى عبد الله بي أي سرح، وعليه فإن مسجد واحة أوجلة ربما يعود إلى فترة البكري.