وصف الروضة المشرفة في المسجد النبوي

اقرأ في هذا المقال


سمات الروضة المشرفة:

إن الروضة المطهرة فقد تحددت معالمها بموجب الحديث الشريف: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)، حيث يبلغ طولها 22 متراً وعرضها 15 متراً، وعن الطول فمتفق عليه؛ وذلك لأن الحديث صرح بأنه ما بين بيته (صلى الله عليه وسلم) ومنبره، ولكن الاختلاف وقع في تحديد عرضها، ومنشأ هذا الاختلاف أن الحجرة الشريفة المتفق على أنها المقصورة في الحديث الشريف ليست في موازاة المنبر الشريف.
لهذا فليس شيء من البيت في محاذاة شيء من المنبر، بل البيت يحاذي الرواقين خارج المنبر من أمامه من جهة الشمال والمنبر يحاذي الرواق الذي خارج البيت من جهة القبلة، وعلى هذا فإن جعلت الروضة ما حاذى كلا منمها وإن لم يحاذ الآخر كانت مربعة لشمولها الرواقات الثلاث المذكورة، وإن جعلت ما حاذاهما معاً خرجت عن التربيع، وكانت كصورة مثلث قاعدته جدار البيت، وهو الذي فيه القبر الشريف الآن.

ميزات الروضة الشريفة:

أشهر ما يميز الروضة المطهرة اسطواناتها الشريفة التي اكتسبت فضلها وشهرتها في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وهي التي مكنت من معرفة حدود رواق القبلة في عهده، وآخر هذه الاسطوانات مما يلي الصحن اسطوانة الوفود التي يقول عنها ابن النجار أنها خلف اسطوانة علي بن أبي طالب التي خلف اسطوانة التوبة، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يجلس إليها لوفود العرب إذا جاءته، وتعرف أيضاً باسطوانة القلادة، وهو اسم اكتسبته بعد موت الرسول نظراً لجلوس سرات الصحابة وأفاضلهم إليها.
أما اسطوانة التوبة فهي الاسطوانة الثانية عن يمين حجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) في الصف الأول خلف إمام الروضة، وتجمع النصوص على أنها في صف اسطوانة الوفود واسطوانة المحرس في الصف الثاني من الحجرة الشريفة، ولم يشذ عن ذلك إلا ابن فرحون الذي اعتبرها ملاصقة للشباك أي موضع اسطوانة السرير، وقد أنكر السمهودي ذلك وأثبت صحة موقعها الحالي اعتماداً على تأكيده بنفسه من ذرع ابن زبالة المسافة بينهما وبين مصلى الرسول في مسجده الأول والذي يبلغ 19 ذراع، وبينه وبين جدار القبر الشريف 20 ذراع.
أما اسطوانة مصلى رسول الله فهي واقعة اليوم في الجانب الغربي من المحراب النبوي في موضع جدار القبلة في عهد الرسول، ويوحى بأنها لم تكن من الاسطوانات التي كان يعتمد عليها سقف المسجد المسجد في عهد الرسول.


شارك المقالة: