أهمية زيادة الوعي بتغير المناخ

اقرأ في هذا المقال


من أجل معالجة القضايا العالمية مثل تغير المناخ، فإن الوعي العام ضروري وغالبًا ما يُعتبر الوعي بتغير المناخ ضروريًا للدعم العام لسياسات التخفيف والتكيف، وقد يبدأ الأفراد الأكثر تعرضًا والأكثر وعيًا في تطبيع المخاطر من أجل التعامل معها نفسياً، حيث يعد تغير المناخ مشكلة خطيرة وعواقبه واضحة؛ كذوبان القمم الجليدية القطبية وتشكل تهديدًا للحيوانات وزيادة مخاطر الفيضانات وغير ذلك، لقد تم التقليل من شأن تغير المناخ نظرًا لأن العديد من الأشخاص يربطونه تلقائيًا بقضية عالمية وليس شيئًا يمكن أن يؤثر عليهم، أو قد يصل إلى حد الاعتقاد بأنه غير موجود.

ما أهمية زيادة الوعي بتغير المناخ

عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ، فإن الوعي العام يتخلف عن التقدم العلمي، حيث يشجع هذا على انتشار الإنكار والمعلومات المضللة، وبينما يعد التخطيط والسياسات الحكومية مكونًا رئيسيًا في هذا الانتقال، إلا أنها ليست كافية في حد ذاتها.

إن الوعي المجتمعي والمعلومات حول الخيارات المتاحة لمواجهة المشكلة يعد أمرًا ضروريًا، وكذلك تمكين المجتمع من العمل ومفتاح أي خطة ناجحة لتغير المناخ هي المشاركة العامة الفعالة، ونتيجة لزيادة الأدلة العلمية والتغطية الإعلامية الأكبر فقد ازداد الاهتمام العام والوعي والفهم بتغير المناخ.

فمن خلال زيادة الوعي العام والمعرفة بشأن تغير المناخ، يمكن للمواطنين أن يصبحوا أكثر انخراطًا في صنع القرار، والذي بدوره يمكن أن يؤثر على وعي المجتمع ومعرفته وكنتيجة للوعي العام والتعليم والمشاركة، فإنه يمكن تغيير السلوك العام والإجراءات المتعلقة بتغير المناخ.

سيكون الاحترار العالمي أقل حدة إذا قللنا من البصمة الكربونية في العالم، فقد يعتقد بعض الناس أن القضايا البيئية بعيدة جدًا عن أن يهتم بها الشخص العادي، ومع ذلك يمكن أن يكون لخيارات نمط الحياة الفردية تأثير على البيئة أيضًا ويمكن التغلب على القضايا المجاورة لتغير المناخ مثل تلوث الهواء وتلوث المجاري المائية من خلال زيادة الوعي بالمشاكل البيئية، وذلك من خلال إجراءات وطرق بسيطة مثل مهرجان أزمة المناخ السينمائي (CCFF) وهو أول مهرجان لأفلام العمل المناخي في المملكة المتحدة، حيث إنه مكرس لمساعدة البرامج التي يقودها الشباب والحلول الشعبية وكذلك استخدام طرق مبتكرة لنشر الوعي حول قضايا تغير المناخ في جميع أنحاء العالم.

هذا وقد تشمل العديد من حملات التوعية واسعة النطاق بشأن تغير المناخ استراتيجيات التخفيف وكفاءة الطاقة والاستدامة بدلاً من استراتيجيات التكيف مثلاً حملة المفوضية الأوروبية أنت تتحكم في تغير المناخ (2006) تُطلع الناس على تغير المناخ، بحيث تبدأ حوارات استباقية وتسعى إلى حشد التغييرات السلوكية الصغيرة دون التأثير على الحياة اليومية للأفراد من خلال منحهم إحساسًا بالتمكين والمسؤولية الشخصية.

فمثلا لمعالجة شكوك المجموعة المستهدفة، كانت اللجنة تحاول تقليل شكوكهم وإقناعهم بأن الإجراءات الفردية يمكن أن تساعد في الحد من تغير المناخ، ولتحقيق هذا الهدف فإن الاتحاد الأوروبي استثمر بشكل كبير في الإعلان وموقع ويب ومعارض وعلاقات إعلامية وفعاليات وبرامج مدرسية على المستويين الوطني والأوروبي.

فوائد زيادة الوعي

يزيد الوعي من الحماس والدعم ويعزز التعبئة الذاتية والعمل، لذلك فإن دور زيادة الوعي في التكيف مع تغير المناخ أمر حاسم لإدارة آثار تغير المناخ وتعزيز القدرة على التكيف وتقليل نقاط الضعف بشكل عام، حيث أن أي حملة لتغير المناخ تهدف إلى تحقيق تغييرات سلوكية طويلة الأجل تؤدي إلى تأثيرات إيجابية ويتم إنشاؤها من خلال مشاركة الجمهور.

فالوعي مثلا يرفع اليقظة مما يؤدي إلى العمل و بمجرد أن يفهم الفرد جوهر المشكلة، حيث يمكنه بعد ذلك تقييم التغييرات التي تطرأ على روتينه الطبيعي والتي ستكون صديقة للبيئة بحيث يدرك هذا الفرد أن بعض الإجراءات يمكن أن يكون لها عواقب سلبية ويمكنه الحد من انبعاثات الكربون، وسيؤدي ذلك إلى تعزيز محو الأمية المناخية بين الشباب ومساعدتهم على تغيير مواقفهم وسلوكهم ومساعدتهم على التكيف مع آثار الاحتباس الحراري.

إدراك المخاطر

أظهرت العديد من الدراسات أن إدراك المخاطر يؤثر على الدعم العام والمشاركة في مبادرات تغير المناخ، ومع ذلك لم تحدث تغييرات كثيرة حتى مع استخدام مناهج الوعي المختلفة، ومن الممكن أن يكون الوعي الأعلى بتغير المناخ مرتبطًا بانخفاض تصورات المخاطر بسبب تطبيع المخاطر، فالظاهرة هي أن الناس لم يعودوا ينظرون إلى المخاطر على أنها تهديدات، فبالتالي تصبح الممارسات أو الظروف المحفوفة بالمخاطر أي الخطرة مقبولة بمرور الوقت نتيجة للتكيف التدريجي.

هذا يترجم إلى فهم الناس لتغير المناخ، حيث يشرح البعض كيف يفشل الأشخاص الذين يعرفون عن تغير المناخ في التصرف بناءً على تلك المعرفة؛ بسبب عدم تكامل الآثار النفسية أو السياسية أو الأخلاقية في الحياة اليومية والعمل الاجتماعي الإنكار الضمني، مما يوضح الشقاق بين المفهوم المجرد لتغير المناخ وأهميته في الحياة اليومية وناقشت أيضًا كيف يمكن أن يعرف الناس عن تغير المناخ لكنهم يسيئون تفسيره، فعلى سبيل المثال التفكير في أنه أمر طبيعي أو لن يكون سيئًا كما يبدو الإنكار التفسيري.

ما الذي يوقف الإجراءات التي يتخذها الفرد

لتغير المناخ العديد من الآثار البعيدة بالنسبة لمعظم الناس، حيث تقترح نظرية المستوى التأويل أن الناس يصورون الأشياء البعيدة نفسياً عنهم في الزمان أو المكان أو المسافة الاجتماعية بشكل تجريدي أكثر من الأشياء القريبة نفسياً ففي كثير من الأحيان، تحدث كوارث الطقس التي ربما تكون مرتبطة بتغير المناخ مثل حرائق الغابات أو العواصف الشديدة بعيدًا عن المكان الذي يعيش فيه معظم الناس، وبالتالي لا يتعين على معظم الناس التعامل مع تفاصيل تغير المناخ، ولكن يمكنهم بدلاً من ذلك النظر إليه على أنه مجرد مفهوم فالناس ببساطة لا يتصرفون بقوة استجابة للمفاهيم المجردة.

حيث أن كثير من الناس لا يستطيعون تحمل خيارات صديقة للبيئة بسبب القيود المالية والكثير من التغييرات في نمط الحياة باهظة الثمن مثل شراء سيارة كهربائية، وهذا السعر قد أوقف الناس عن التحول من سياراتهم إلى السيارات الكهربائية.

وفي نهاية ذلك وعلى الرغم من العقبات، فإن هناك العديد من الطرق للمساعدة في هذه القضية ويكفي مجرد نشر شيء عن تغير المناخ أو مجرد استخدام الإنترنت لفهم المشكلة، بحيث أنه ليست هناك حاجة لإجراء تغييرات جذرية لإحداث تأثير فالخطوات الصغيرة كافية؛ لأن لكل شخص حواجزه الخاصة في المساعدة.

وتعد زيادة الوعي طريقة رائعة للمساعدة ويمكن لأي شخص أن يبتكر في هذا الأمر ويمكن أن يصل بإنشاء مقطع فيديو قصير أو إنشاء فن ونشره عبر الإنترنت إلى ملايين الأشخاص، وبالتالي يمكن أن تبدأ المعلومات في الانتشار ببطء لذلك يعد الوصول إلى هذه المعلومات أداة لبدء تغيير إيجابي.

المصدر: كتاب "التغير المناخي بالعالم" للمؤلف كايد خالد عبد السلام سنة النشر 2015 كتاب "الأرض غير صالحة للسكن" للكاتب والاس ويلزكتاب "حماية الطقس يبدأ من وجبة الإفطار" للكاتب جوناثان سافران فوير كتاب "التعامل الأخضر" في بؤرة الضوء للكاتبة نعومي كلاين


شارك المقالة: