اقرأ في هذا المقال
ما هي أهم الحقائق عن نهر فيستولا؟
إن التغيرات المناخية في حوض فيستولا تُسبب تنوعاً في الجريان السطحي، وبالتالي تذبذبات ملحوظة في مستوى مياه النهر، والذي يبلغ متوسطه 12 قدماً تقريباً في الجزء العلوي و25 قدماً في الوسط وحتى 33 قدماً في الروافد السفلية، حيث تتكرر فترات انخفاض المياه الممتدة، والتي تمتد من أواخر فصل الصيف حتى فصل الربيع، حيث أن هذه تعيق التنقل أو تعيقه بشكل تام.
كما تعتبر فيضانات الربيع الناتجة عن ذوبان الثلوج والجليد في حوض الصرف بأكمله، والفيضانات الصيفية الناتجة عن الأمطار الغزيرة في مناطق التلال والجبال من السمات المشتركة، فخلال الفترة من عام 1951 إلى عام 1980، بلغ متوسط التدفق للمسار العلوي لنهر فيستولا حوالي 2200 قدم مكعب؛ أي (62 متراً مكعباً) في الثانية، بحد أقصى 410 و52620 قدماً في الثانية، وكان متوسط المسار الأوسط حوالي 20900 قدماً في الثانية، بحد أقصى 3810 و199.530، كما كان متوسط المسار السفلي 38500 قدماً في الثانية، مع حد أقصى قدره 8940 و276870 قدماً.
إلى جانب ذلك فقد حدثت فيضانات غزيرة بشكل استثنائي في الأعوام التالية: (1924، 1934، 1947، 1960، 1962، 1970، 1997، 2010)، ويوجد أيضاً عدد من خزانات التخزين في وديان روافد الجبال التي تهدف إلى مواجهة الفيضانات المفرطة، حيث تم بناء بعض أحواض التخزين الأحدث والأكبر، كما يتشكل الجليد في العادة على سطح فيستولا في النصف الأول من شهر يناير، ويتفكك في نهاية شهر فبراير.
وفي الروافد العليا والسفلى، تتراوح مدة الغطاء الجليدي من 20 إلى 40 يوماً، وفي الوسط تصل من 40 إلى 60 يوماً، وفي قسم المصب تصل إلى 20 يوماً، حيث تتأثر جودة مياه نهر فيستولا بهياكل إدارة المياه مثل: السدود ومحطات الطاقة الكهرومائية، تصريف مياه الصرف الصحي البلدية والصناعية، الجريان السطحي للزراعة والجريان السطحي.
على الرغم من أن الروافد العليا للنهر لا تزال نقية بشكل نسبي، فإن الأجزاء السفلية من نهر فيستولا، بالاشتراك مع الامتدادات المماثلة للعديد من الأنهار الكبرى في العالم، تظهر درجة عالية من التلوث، حيث إن متوسط درجة الحرارة السنوية لمياه فيستولا هو 46 درجة فهرنهايت (8 درجات مئوية) في الروافد العليا و49 درجة فهرنهايت (9 درجات مئوية) في الروافد الوسطى والسفلى، وفي الأجزاء الوسطى والسفلية من النهر، يكون الماء أكثر دفئاً بمقدار 4 درجات فهرنهايت (2 درجة مئوية) من متوسط درجة حرارة الهواء السنوية في بولندا.
وفي فصل الشتاء تتراوح درجة حرارة الماء من 36 إلى 37 درجة فهرنهايت (2 إلى 3 درجات مئوية)، وفي الصيف تتراوح من 54 إلى 59 درجة فهرنهايت (12 إلى 15 درجة مئوية)، وفي أقسام الأنهار التي تتأثر حرارياً بالصناعات المجاورة، كما هو الحال في مناطق كراكوف ووارسو و(Włocławek)، ومن الممكن أن تكون درجة حرارة الماء أعلى من 11 إلى 18 درجة فهرنهايت (6 إلى 10 درجات مئوية).
الحياة على نهر فيستولا:
إن الأنواع النباتية المائية عالية النمو التي توجد في الغالب داخل وادي فيستولا هي من بين النباتات المغمورة في الماء، ورأس السهم (Sagittaria sagittifolia، متنوعة vallisinfolia)، ومن بين النباتات ذات الأوراق العائمة ما يُعرف بزنبق الماء (Nuphar luteum)، أما بين نباتات الهواء فمن أشهر الأمثلة عليها هو: علم الحلو (Acorus calamus)، كما يوجد أكثر من 40 نوعاً من الأسماك في فيستولا، وفي الامتداد العلوي يوجد سمك الترس وهو الأكثر شيوعاً، حيث يكون الدنيس في الروافد الوسطى والسفلى، وفي مياه المصب يوجد سمك السلمون المرقط وسمك الفيمبا، حيث توجد الأنواع التي تخترق النهر من بحر البلطيق بشكل متقطع.
الاقتصاد على نهر فيستولا:
يرتبط نهر فيستولا بنهر أودر عن طريق نهر (Brda)، قناة بيدغوز ونهري (Notec و Warta)، وفي عام 1960 ميلادي وافق الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية وبولندا على إنشاء خطوط شحن دائمة على طول هذا الطريق، وفي عام 1963 ميلادي تم افتتاح قناة لتجنب المخاطر الطبيعية عند التقاء نهري فيستولا ونهر نارو، ممَّا أدى إلى تحسين الروابط بين فيستولا ونظام الممرات المائية في الشرق.
وعلى الرغم من الدور المحتمل لنهر فيستولا كحلقة نقل بين المراكز الصناعية الثقيلة في جنوب بولندا وموانئ البلطيق، فقد قللت المخاطر الملاحية من حركة المرور، ومع ذلك فقد ظهر عدد من المشاريع الصناعية الكبيرة على طول نهر فيستولا؛ وذلك نتيجة جذبها لإمدادات المياه وإمكانيات أسعار النقل الرخيصة للمواد السائبة.
تاريخ نهر فيستولا:
لعب (Vistula) دوراً بارزاً في تاريخ بولندا القديم، فمنذ أوائل العصر الحجري، كان النهر بمثابة طريق تجاري ووسيلة للتوسع من الشمال والجنوب، لمختلف الشعوب والثقافات، وفي البداية انتقلت المواد الخام وأدوات الصوان إلى الشمال، بينما تم إرسال الكهرمان إلى الجهة الجنوبية، وبحلول وقت الإمبراطورية الرومانية، كانت فيستولا واحدة من الطرق التجارية الرئيسية التي تؤدي إلى وسط أوروبا، ومن تلك الفترة تم تأريخ أولى الإشارات التاريخية من قبل الجغرافيين الكلاسيكيين بليني، تاسيتوس، بطليموس إلى قبائل فيستولا والسلاف الذين يعيشون على طول ضفافه.
وبعد ذلك بوقت طويل، في الفترة المبكرة للدولة البولندية (خلال القرنين العاشر والثالث عشر)، كانت أهم البضائع التي تم شحنها عبر طريق فيستولا هي الملح والأخشاب والحبوب وحجر البناء، فقد جاء التطور الأكثر كثافة لفيستولا كطريق تجاري من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر، حيث تم خلال هذه الفترة إنشاء مجموعة متنوعة من الهياكل الهيدروليكية، فضلاً عن السدود لتوفير الحماية من الفيضانات.
كما تم بناء العديد من مخازن الحبوب والمخازن في القرن الرابع عشر على ضفاف نهر فيستولا، وفي نهاية القرن الثامن عشر، وضع تقسيم بولندا بين بروسيا والنمسا وروسيا حداً للأهمية الاقتصادية لفيستولا، فقد تم إجراء تحسينات طفيفة على الملاحة محلياً في كل من بروسيا والنمسا، كما تم ذكر التحسينات الرئيسية في القرن التاسع عشر في منطقة الدلتا وبناء قناة بيدغوز أعلاه.
ومن عام 1920 إلى عام 1939 لم يتم عمل الكثير لتحسين قناة النهر، ولم يتم بذل جهود متضافرة لإعادة فيستولا إلى وظيفتها التاريخية كممر مائي صالح للملاحة إلا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تم ذلك من خلال بناء عدد من خزانات التخزين وسدود مجاري الصرف في النهر وروافده، فقد كان الغرض هو الاستفادة من إمكانات النهر الكهرومائية وفي نفس الوقت، تكييف القناة مع حركة صنادل الشحن من 600 إلى 1000 طن.
كما تهتم عدد من المؤسسات بالبحوث حول فيستولا والحفاظ على تشغيل الممر المائي، وإن أعلى سلطة تنسيق الأنشطة في مجال البحث واتخاذ قرار بشأن النفقات الفنية والتحسينات الملاحية هي وزارة حماية البيئة والموارد الطبيعية، بالإضافة إلى ذلك، يتم إجراء القياسات والتحقيقات الهيدرولوجية وكذلك الدراسات الهندسية بواسطة معهد الأرصاد الجوية وإدارة المياه.