ما هي الأقاليم الباردة البحرية (نوع النرويج)؟
إن المناخ البارد البحري اضافة إلى سواحل النرويج يحدث في مجال ساحلي يكون ضيق، حيث يوجد في كل من ألاسكا وغرب كندا، كما يلاحظ في المنطقتين التابعتين لمناخ الأقاليم الباردة البحرية في أوروبا وأمريكا الشمالية أن هناك مجالات جبلية مرتفعة تمتد دون أن تنقطع تقريباً بحذاء الساحل، حيث ترتب على ذلك أن أصبح النوع البحري من المناخ البارد مقتصراً على شريط ساحلي ضيق جداً في الجهة الغربية من الجبال، فإذا ما انتقلنا إلى جهتها الشرقية فإننا نجد نوعاً مناخياً لا يكاد يظهر فيه أي أثر للمناخ البحري، فهذا النوع الأخير هو الذي يشتهر باسم المناخ البارد القاري.
ومن أهم تتميز به الأقليم الباردة البحرية أن فصل الشتاء فيه معتدل بشكل نسبي إذا ما قارناها بغيرها من الأقاليم الباردة، فمثلاً على ساحل النرويج فإن المعدل الحراري في أي شهر من أشهر الشتاء لا ينخفض عن درجة التجمد، فلا شك بأن تيار الخليج هو عاملاً أساسياً في الدفء النسبي الذي يتمتع به هذا الساحل إذا ما تم مقارنته بالأجزاء الداخلية، فهو الدفء الذي يكون حتى خط عرض 67 درجة في جهة الشمال تقريباً.
كما أن ظاهرة الملاحة مفيدة جداً حيث أنها لا تتوقف على طول ساحل النرويج في أي شهر من الشهور، حيث أن الظاهرة نفسها تتكرر على ساحل كل من كندا وألاسكا، أما المعدل الشهري لدرجة الحرارة لا يقل في أي شهر من الشهور عن أقل من درجة التجمد، وذلك في كل أجزاء المنطقة التي تمتد حتى خط عرض 52 درجة شمالاً إلى الجنوب باتجاه 10 درجات تقريباً من الجهة الشمالية للمنطقة المقابلة لها على ساحل النرويج.
وكما أن التيار الخليجي الدافئ هو الذي يعمل على تدفئة هذا الساحل الأخير فإن تيار المحيط الهادي الشمالي الدافئ هو الذي يعمل على تدفئة السواحل الغربية لكندا وألاسكا، فنلاحظ أن هذا الدفء يقتصر على شريط ساحلي ضيق جداً وأن البرودة تكون شديدة بمجرد أن نبتعد قليلاً عن البحر، ودرجة الحرارة من الممكن أن تقل عند رؤوس الخلجان حيث تتراوح ما بين 3 و 6 درجات مئوية عما هي عليه عند مداخل هذه الخلجان، والمطر في هذا النوع يكون موزعاً على جميع أشهر العام ويكثر بشكل خاص في فصلي الخريف والشتاء، والحياة النباتية تكون من غابات صنوبرية دائمة الخضرة.