ما هي الأقاليم القطبية؟
يقصد بهذه الأقاليم بأنها تلك التي ينخفض المعدل الشهري لدرجة الحرارة فيها إلى ما دون درجة التجمد في أغلب شهور العام، حيث توجد معظم هذه الأقاليم داخل العروض العليا من نصف الكرة الشمالي، أمَّا في النصف الجنوبي فلا تمثلها إلا القارة القطبية الجنوبية، حيث أن حدها الشمالي يتفق في هذا النصف مع خط عرض 55 درجة جنوباً، أمَّا في النصف الشمالي فبسبب اختلاط اليابس بالماء اختلاطاً قوياً فإن الحد الجنوبي للأقاليم القطبية ينحرف باتجاه الشمال أو باتجاه الجنوب وذلك بحسب الموقع بالنسبة للمؤثرات البحرية.
كما أننا نلاحظ على ساحل النرويج وساحل ألاسكا أن الحد الجنوبي للمناخ القطبي يذهب باتجاه الشمال وذلك بتأثير التيارات البحرية الدافئة، حيث يختلف الحال في الأجزاء الداخلية من اليابس، كما أن هذا الحد ينحرف باتجاه الجنوب لتدخل فيه أماكن كبيرة وواسعة في شمال روسيا وكندا، أما التيارات الباردة التي تمر بالسواحل الشرقية لكل من آسيا وأمريكا الشمالية فهي تعمل على دفع هذا الحد باتجاه الجنوب بشكل واضح على طول هذا الساحل.
حيث يمكن أن نقسم هذه الأقاليم إلى قسمين وذلك على أساس درجة الحرارة وهما كما يلي:
- مناطق التندرا فإن معدل درجة الحرارة يرتفع فيها خلال فصل الصيف القصير إلى أعلى من درجة التجمد، ممَّا يسمح بنمو حياة نباتية تكون فقيرة وتتكون من بعض الأعشاب والنباتات الزهرية.
- أماكن الثلج الدائم حيث لا ترتفع فيها درجة الحرارة في أي شهر من الشهور عن درجة التجمد، لذلك فإن سطح الأرض يكون مُغطى بالجليد طول العام، حيث لا يوجد فيها أي مظاهر من مظاهر الحياة تستحق الذكر.
ومن أهم ما يميز الأقاليم القطبية بشكل عام أن الفرق بين طول النهار وطول الليل يزداد كثيراً كلما توجهنا باتجاه القطب، حيث نجد هنا أن العام يُقسم إلى فصلين مدة كل فصل ستة أشهر، أحدهما يكون ليله طويل لا تظهر الشمس خلاله أبداً وهو فصل الصيف، ففي الواقع هو أكثر طول لليل وأكثر طول للنهار، كما أن طول الليل الشتوي وطول النهار الصيفي يتناقص بشكل تدريجي كلما ذهبنا ناحية خط الاستواء، حتى إذا ما وصلنا إلى الدائرة القطبية فإن هناك يوم واحد في 21 يونيو تبقى الشمس مشرقة فيه لمدة 24 ساعة، ويوم 22 ديسمبر لا تشرق الشمس فيه لفترة 24 ساعة.