ما هي الأقاليم الموسمية المدارية (نوع الهند)؟
إن هذه الأقاليم الموسمية المدارية توجد بشكل خاص في جنوب وجنوب شرق آسيا حيث تحدث في كل من (الهند، بورما، الهند الصينية، الجزر الفلبينية)، كما تتمثل أيضاً في شمال أستراليا وفي الحبشة والصومال واليمن ومن أهم أوجه التباين بين مناخ هذه الأقاليم وبين أنواع المناخ المداري الثانية هي أن الرياح التجارية ونظامها العام التي تحدث في هذه الأنواع الأخيرة يحدث عليه البعض من الاختلافات نتيجة التغيرات التي تحدث على حالة الضغط الجوي فوق كتل اليابس الكبرى بالأخص التي تكون على قارة آسيا؛ وذلك لأن هذه القارة يكون خلال فصل الشتاء مركزاً لضغط مرتفع كبير الاتساع تخرج منه الرياح الموسمية الشتوية باتجاه السواحل الجنوبية والشرقية للقارة.
بينما تكون خلال فصل الصيف أساساً لضغط منخفض كبير الاتساع وعمقها شديد تنجذب باتجاهه الرياح الموسمية الصيفية التي تأتي من المحيطين الهادي والهندي، وبسبب هذا فنجد أن هذه القارة تشمل أكبر الأقاليم الموسمية المدارية في العالم، حيث تضم القسم الأكبر من جنوب وجنوب شرق القارة، وكما تهطل أغلب أمطار هذه الأقاليم ففي فصل الصيف يكون معظمها أمطار تضاريسية تكثر بشكل خاص على السواحل المرتفعة التي تحدث الرياح العمودة عليها من جهة البحر مثلما هو الوضع أيضاً على المنحدرات الغربية (الملايووبورما) والمنحدرات الغربية التي توجد في جبال (غاتس الغربية).
كما نلاحظ أن هطول الأمطار الموسمية على المنحدرات الغربية على هذا الشكل يعاكس ما هو معروف عن أمطار الأقاليم المدارية الثانية بشكل عام إذ المعروف أن أمطار هذه الأقاليم تقل كلما توغلنا باليابس تجاه الغرب، إذ على الرغم من أن الأمطار في الأقاليم الموسمية المدارية تهطل في فصل الصيف فإن الظروف المحلية الخاصة بالموقع والتضاريس من الممكن أن تساعد على هطول أمطار شتوية في بعض الأقاليم كما هو الحال في جزيرة سيلان، كما يختلف طول الفصل الممطر في الأقاليم الموسمية المدارية من مكان إلى آخر على حسب الظروف المحلية وخاصة ما يتعلق منها بالموقع والتضاريس باتجاه الرياح.
تتميز أيضاً الأقاليم الموسمية بشكل عام بأنها أكثر تعرضاً لحدوث تغيرات كبيرة في كميات الأمطار وأيضاً في طول الفصل الممطر من عام إلى آخر حيث تؤدي قلة الأمطار في عام من الأعوام إلى هبوط قوي في المحاصيل الزراعية فتنتشر المجاعات في مناطق كثيرة كما يحدث أحياناً في الصين والهند.