ما هي الأنهار الجليدية؟
لقد تعرض سطح الأرض لزحف جليدي غطى ثلث مساحة اليابس تقريباً خلال الفترات الجليدية في البلايستوسين، وبالرغم من انتهاء الفترات الجليدية إلا أن الجليد بقي يغطي نحو 1% من مساحة كوكب الأرض، ومصدر هذا الجليد هو الثلج (Snow) الذي يكثر سقوطه داخل المناطق الباردة، والذي إذا استمر سقوطه فإن طبقاته تزداد سماكتها وكثافتها، ونتيجة لضغطها يتحول الثلج إلى جليد شديد التماسك، والمساحات التي يسيطر عليها الجليد هي:
- قارة أنتاركتكا (Antarctica): وهي القارة القطبية الجنوبية، حيث أن مساحتها تكون تقريباً 14 مليون كيلومتر مربع، وهي بذلك خامس قارات العالم من حيث المساحة، ويقدر حجم الجليد الذي يغطيها 90% من جليد العالم تقريباً.
- غرينلند: وتكون مساحتها 2.3 مليون كيلومتر مربع تقرباً، أي ما يزيد قليلاً على مساحة المملكة العربية السعودية، كما يغطي الجليد أكثر من 85% من مساحتها.
- قمم الجبال العالية: والتي يزيد ارتفاعها عن (4000 أو 5000 متر) على حسب مواقعها؛ وذلك لأن درجة الحرارة تقل كلما ارتفعنا عن سطح البحر بمقدار 1 درجة مئوية لكل 150 متراً تقريباً.
وقد تم تقدير مجموع أحجام الجليد على سطح كوكب الأرض بحوالي 26 مليون كيلومتر مكعب، ويمثل ما بها من ماء عذب حوالي 2% من الغلاف المائي، وتعرف الأنهار الجليدية بأنها عبارة عن كتلة جليدية تتحرك من تكوينات جليدية غالباً ما تكون في مكان مرتفع، وتتحرك الكتل الجليدية بشكل بطيء، وتكون الحركة في وسط الثلاجات أسرع من الجوانب، ممَّا يتسبب في حدوث شقوق على شكل طولي فيها، وتتميز الوديان التي ينحتها الجليد بأنها قائمة الجوانب، ذات انحناءات قليلة.
كما يؤثر الجليد في تشكيل سطح الأرض عن طريق عمليات النحت التي يقوم بها وتتسبب في تكوين الوديان الجليدية التي تتميز بعمقها، حيث تزداد قدرة الجليد على النحت الرأسي، وتكون جدران الأودية الجليدية ناعمة في العادة، كما أن جوانبها تكون بشكل رأسي أو شبه رأسي وبطون هذه الأودية تكون مقعرة، وعند مقارنة مكان اجتياز نهر جليدي مع مكان اجتياز نهر عادي نجد أن شكل الأول يشبه حرف (U) في اللغة الإنجليزية في حين أن مقطع النهر الثاني يكون على هيئة حرف (V).
ومن الوديان الجليدية ما يكون معلق ومنسوبه أعلى من باقي الأودية الجليدية، وتعرف بالوديان المعلقة (Hanging Valleys) ويحدث نحت الجليد حفراً على شكل دائرة في أعالي الوديان الجليدية تعرف بالحلبات الجليدية Cirques، وغالباً ما تحدث هذه الحلبات الجليدية عند التقاء بعض الروافد الجليدية.
ومن مظاهر النحت الجليدي الوديان التي يقوم الجليد بنحتها في جوانب الجبال ومياه البحر تقوم بتغطيتها، وتعرف هذه الظاهرة باسم الفيورد (Fyord) وتنتشر هذه الفيوردات على سواحل النرويج.
وتتصور مظاهر الإرسابات الجليدية في رواسب غير متماثلة تشتهر باسم الركامات الجليدية (Moraines)، وقد تكونت هذه الركامات على جوانب الوديان الجليدية، أو تكون في وسط الوادي الجليدي بسبب التقاء رافدين أو نهرين جليديين، أمَّا الركامات التي توجد عند نهاية الوادي الجليدي فتشتهر باسم الركامات النهائية (Termina Moraines)، وتعرف الصخور التي ينقلها الجليد من أماكن بعيدة عن أماكنها الأصلية باسم (الصخور الضالة).