الاحتباس الحراري وتأثيره على تغير المناخ

اقرأ في هذا المقال


الاحتباس الحراري هو مصدر قلق حقيقي لكوكب الأرض ليس فقط بسبب آثاره على غلافنا الجوي إنما أنه يغير مناخ الأرض باستمرار، ومع استمرار البشر في إنتاج المزيد من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فإن ذلك يتسبب في حدوث تحول في البيئة يكون انعكاسها ذو آثار سيئة عليهم.

ما الذي يسبب الاحتباس الحراري

يحدث الاحتباس الحراري لأن بعض الغازات الموجودة في الغلاف الجوي تحبس الحرارة بالقرب من سطح الأرض، وتشمل هذه الغازات ثاني أكسيد الكربون (CO2) والميثان (CH4) وأكسيد النيتروز (N2O) والهالونات، فالغاز الأكثر شيوعًا هو ثاني أكسيد الكربون، وهو موجود بشكل طبيعي في الغلاف الجوي.

توصل العلماء إلى أنه من خلال الحفاظ على مستويات ثاني أكسيد الكربون عند متوسط ​​390 جزءًا في المليون كما هو الآن سيستمر الاحتباس الحراري في النمو، حيث عندما حدثت الدورة الطبيعية للتغير المناخي الطبيعي قبل بدء العصر الصناعي، ويعتقد العلماء أنه حتى التغييرات الطفيفة في تلك الدورة يمكن أن تتسبب في مزيد من التغييرات الجذرية التي يجب اتباعها.

سبب الاحتباس الحراري هو غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، حيث تحبس هذه الغازات الحرارة في غلافنا الجوي وتجعله أكثر دفئًا، مما سيكون عليه بدونها نظرًا لأنه يتم إطلاقها من مصادر طبيعية مثل الغابات والزراعة وكذلك الأنشطة البشرية، فمن الصعب الحد من انبعاثاتها دون تقليل هذه المصادر أو تغيير العوامل الأخرى في اقتصادنا مثل النقل أو الصناعة.

إن تأثيرات الاحتباس الحراري واسعة النطاق فقد أدى إلى ارتفاع مستوى سطح البحر؛ وذلك يهدد المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم، يمكن أن تؤدي الظواهر الجوية الشديدة مثل موجات الحرارة إلى تفشي الأمراض، فجميع الأنواع حول العالم معرضة لخطر الاختفاء بسبب التغيرات في موائلها وإن أي نقص في الغذاء ينجم عن تغير المناخ يمكن أن يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.

كيف بدأ تغير المناخ

لطالما اعتقد علماء المناخ أن عصر الاحتباس الحراري قد يكون مرتبطًا بالثورة الصناعية، حيث يتضح هذا في ارتفاع مستوى درجات الحرارة خلال القرن العشرين وخاصة في السنوات الأخيرة (التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين) لقد ثبت أن مستويات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي تتزايد بمرور الوقت، حيث زادت كمية غازات الدفيئة بنسبة 4٪ سنويًا منذ أواخر السبعينيات وكان معظمها ناتجًا عن الأنشطة البشرية.

كيف يؤثر الاحترار العالمي على تغير المناخ

الاحتباس الحراري هو عملية يتم من خلالها ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض وارتفاع متوسط ​​درجات الحرارة العالمية، وهو ناتج عن غازات الدفيئة التي تحبس الأشعة تحت الحمراء من الشمس، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، حيث يعزى هذا الاحترار إلى العوامل البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري أو إزالة الغابات أو التلوث.

يستخدم مصطلح تغير المناخ لوصف التغيرات طويلة المدى في الظروف المناخية بمرور الوقت، كما تشمل أسباب تغير المناخ عوامل طبيعية مثل الاختلافات في إنتاج الطاقة الشمسية والانفجارات البركانية لكن الأنشطة البشرية تساهم أيضًا في التغيرات الحالية في أنماط الطقس.

ستظهر آثار الاحتباس الحراري في جميع أنحاء العالم في حال انه يحدث ظروف أكثر رطوبة في بعض المناطق وظروف أكثر جفافاً في مناطق أخرى، سيؤدي ارتفاع درجات الحرارة هذا إلى مزيد من التبخر وهطول الأمطار، مما يؤدي إلى زيادة الفيضانات في المناطق الساحلية، بينما يحدث التصحر في أماكن أخرى بالمحصلة قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى سطح البحر إلى ارتفاع منسوب المياه على طول السواحل، مما قد يؤثر على البنية التحتية مثل الموانئ أو الجسور إذا تم بناؤها بالقرب من السدود الساحلية المصنوعة من أكياس الرمل أو المواد المماثلة.

هناك حجج مختلفة حول كيفية تأثير هذه التغييرات على تغير المناخ، حيث يدعي بعض الخبراء أن الاحترار العالمي قد يؤثر على أنماط الطقس ويسبب أنماطًا مناخية أكثر تطرفًا مثل موجات الحرارة الشديدة أو هطول الأمطار الغزيرة في مناطق معينة من العالم بشكل متكرر، وهناك أيضًا من يعتقد أن الاحترار العالمي سيكون له تأثير مباشر على ارتفاع درجات الحرارة وتغيرات مستوى سطح البحر وكذلك ذوبان القمم الجليدية.

كيف يؤثر المناخ على الطقس

هناك ثلاث طبقات من الغلاف الجوي: التروبوسفير والستراتوسفير والميزوسفير، فدرجات الحرارة في الستراتوسفير شديدة البرودة وتتسبب درجات الحرارة هذه في تكوين سرعة رياح ثابتة بسبب اختلاف الضغط في الغلاف الجوي، حيث يتسبب التدرج في درجة الحرارة بين 0 درجة مئوية على السطح و -80 درجة مئوية في الجزء العلوي من الستراتوسفير في تكوين الرياح في حركة حلزونية على ارتفاع 12 ميلًا فوق مستوى الأرض، بحيث يُعرف هذا باسم التدفق النفاث.

ولكن عندما يحدث الاحترار العالمي يزداد الاختلاف في درجة حرارة الهواء بين سطح المناطق المدارية والمناطق القطبية وينتج تدرجات أقل في درجات الحرارة، مما يؤدي إلى ضعف التيار النفاث وهذا يعني أن أنماط الطقس يتم تبديلها من الغرب إلى الشرق إلى الشمال إلى الجنوب بدلاً من ذلك.

الاحتباس الحراري وتأثيره على تغير المناخ

في السنوات الأخيرة كان هناك نقاش متزايد حول ما إذا كان الاحترار العالمي أمرًا حقيقيًا أم لا، في حين أنه قد يبدو سؤالًا بسيطًا إلا أن الإجابة تتطلب فهمًا لعدة عوامل مختلفة: ما الذي يسبب تغير المناخ؟ كم من هذا التغيير يمكن أن نتوقعه في المستقبل؟ وما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتخفيف من آثار الاحترار؟

السؤال الأول الذي يجب معالجته هو سبب تغير المناخ، هناك سببان رئيسيان: الأفعال البشرية والعمليات الطبيعية وتشمل الأعمال البشرية التلوث من السيارات والمصانع وغيرها من المصادر وإزالة الغابات والتغيرات في استخدام الأراضي مثل تحويل الغابات إلى أراضٍ زراعية أو أراضي رعي للماشية.

كما وتشمل العمليات الطبيعية البقع الشمسية، والتي تؤثر على مقدار الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى سطح الأرض والانفجارات البركانية مثل جبل بيناتوبو في عام 1991 وظاهرة النينو (وهي درجات حرارة أعلى من المعتاد تُلاحظ في المحيط الهادئ) والتي غالبًا ما تساهم في حدوث حالات الجفاف في جميع أنحاء العالم.

تتمثل الخطوة التالية (السؤال الثاني) في تحديد مقدار الاحترار الذي يمكن أن نتوقعه في المستقبل، وهذا يعتمد على العديد من المتغيرات مثل مدى سرعة إزالة انبعاثاتنا من الغلاف الجوي وكذلك المدة التي تستغرقها غازات الدفيئة الأخرى مثل ثاني أكسيد الكربون (CO2) إلى تتراكم في الغلاف الجوي.

أما ثالثا (السؤال الثالث) الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتخفيف من أثار الاحترار فيجب على جميع دول العالم التكاتف والالتزام لمكافحة ومواجهة التغير المناخي وتقليل نسب الغازات المنبعثة كذلك تشديد العقوبات على الانبعاثات وكذلك المحاولة إلى الاتجاه إلى الطاقة البديلة (الطاقة النظيفة) في الاستعمال وتشجيع وتسهيل استيرادها وتصديرها واقتنائها، كما أن الإجراءات المتبعة في كل دولة تختلف عن الأخرى، حيث تعتمد على مدى تضرر هذه الدول من التغير المناخي، والذي يشمل النظر بشتى المجالات.

وفي نهاية ذلك يعتبر الاحتباس الحراري من أهم القضايا التي تواجه البشرية اليوم ،ظل مناخ الأرض يتغير لفترة طويلة ولكن الآن نشهد تغيرًا متسارعًا نتيجة للنشاط البشري، لا تقتصر هذه القضية على المستقبل فقط، حيث إنها تؤثر على حياتنا الآن فنحن نشهد المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة بما في ذلك الجفاف والفيضانات والتي سيكون لها تأثير مدمر على العديد من الناس إذا لم يتم التعامل معها.

هناك عدة أسباب تجعل الاحتباس الحراري وتأثيره على تغير المناخ مشكلة ملحة فهو يؤثر على كل شخص على وجه الأرض، حيث لا يمكن أن يقلبها البشر وسوف تستمر في التفاقم ما لم نتخذ إجراءات الآن وله بالفعل آثار سلبية على النظم البيئية في العالم وموائل الحياة البرية.

المصدر: كتاب "التغير المناخي بالعالم" للمؤلف كايد خالد عبد السلام سنة النشر 2015كتاب "الأرض غير صالحة للسكن" للكاتب والاس ويلزكتاب "التعامل الأخضر" في بؤرة الضوء للكاتبة نعومي كلاين


شارك المقالة: