الحدود التي اقترحها ثورنثويت في علم المناخ

اقرأ في هذا المقال


ما هي الحدود التي اقترحها ثورنثويت في علم المناخ؟

تعتبر الأبحاث التي قام بها الباحث الأمريكي ثورثورت بالثلاثينات والأربعينات من أهم الأبحاث التي ظهرت حتى الآن في علم المناخ التطبيقي بصفة عامة، وفي تحديد القيمة الفعلية للأمطار وعلاقتها بمشاكل المياه والإنتاج الزراعي بصفة خاصة، وهذا الباحث هو صاحب فكرة التوازن المائي التي تعتبر في الوقت الحاضر من الأركان المهمة في الدراسات الهيدرولوجية الحديثة، ولا يتبع المجال هنا لدراسة آراء ثورنثويت بالتفصيل، ولكننا سنشير إشارة سريعة إلى بعض نتائجها البسيطة التي وردت في تقسيمه للعالم إلى أقاليم مناخية لسنة 1933، ففي هذا التقسيم رأى أن القيمة الفعلية للأمطار في الشهر يمكن حسابها بالمعادلة 10/9 (10+.P/T) على إعتبار أن P كمية المطر بالبوصا، T درجة الحرارة في الشهر بالدرجات الفهرنهايتية.
أمَّا القيمة الفعلية للسنة كلها (PE) فهي مجموع القيم الفعلية لجميع الأشهر، وعلى أساس قيمة (PE) وضع ثورنثويت الحدود الآتية لأقاليم المناخية والنباتية؛ فإذا كان 128 فأكثر، فإن مناخه يكون دائم الرطوبة ونباتاته تكون غابات مطيرة، وإذا كان بين 64 إلى 127 يكون المناخ فيه رطب ونباتاته الطبيعية غابات، وإذا كان 32 إلى 63 فإن نوع المناخ يكون دون الرطب ونباتاته الطبيعية حشائش، وإذا كان من بين 16 إلى 31 فنوع المناخ فيه شبه جاف والنباتات الطبيعية الستبس، أما إذا كان أقل من 16 فإن نوع المناخ يكون فيه جاف ويكون صحراء.
إلا أن ثورنثويت كان قد اقترح بعد ذلك في سنة 1934 ميلادي تقسيما آخر بناه على أساس أن القيمة الفعلية للأمطار لا تتحدد فقد على أساس معرفة ما يضيع فعلاً منها بالتبخر الكلي، بل على أساس ما يمكن أن يضيع لو كانت الأرض مكسوة بغطاء متصل من النباتات، وأن المياه فيه كانت متوفرة بشكل مستمر ويعرف التبخر الكلي في هذه الظروف باسم التبخر الكلي الأقصى.
وأخيراً يجب أن نوجه النظر إلى أن الحدود المختلفة التي توضع على أساس أي معادلة من المعادلات السابقة أو غيرها، إنما تدل فقد على كفاية الأمطار لقيام نوع معن من الحياة النباتية إذا فرض أن ظروف التربة ودرجة الحرارة لا تعيق نموه أو لا تمنع نموه، ومعنى ذلك عبارة أخرى أننا عند دراسة الحياة النباتة وتوزعها على سطح الأرض يجب أن لا ننظر إلى كمية الأمطار وقيمتها الفعلية أو إلى درجة الحرارة الفعلية فقد بل ندرس جميع العوامل التي تؤثر على الحياة النباتية.


شارك المقالة: