“Roman Baths” وتعتبر إحدى أشهر المعالم التاريخية في بريطانيا، حيث يمكن التعرف على كيفية عبادة الينابيع الساخنة واستخدامها من قبل الرومان الذين احتلوا بريطانيا عام 43م، كما تحتوي على أحد أفضل الأمثلة لمجمع الحمامات الرومانية في أوروبا.
الحمامات الرومانية في بريطانيا
تقع الحمامات الرومانية في وسط مدينة باث التي تشتهر بينابيعها الساخنة وأحواضها العلاجية، وتم بناء مجمع الحمامات في منتصف القرن الأول الميلادي، وباعتبارها وجهة للنخبة الثرية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي؛ زار الأثرياء والأقوياء المدينة الجميلة لشرب الماء الدافئ والغريب المذاق، لكن استخدام مياه الينابيع الساخنة له أيضاً تاريخ أقدم بكثير.
شيد الرومان معبداً ومجمعاً للحمامات على شرف سوليس مينيرفا، وهو مركب روماني سلتي من سوليس، إلهة سلتيك للشفاء والمياه المقدسة، ومينيرفا، إلهة الحكمة الرومانية، وفي غضون عقودٍ قليلة، ظهرت مدينة أكوي سوليس حول مجمع الحمامات كأحد أهم مواقع السبا والحج في الجزء الغربي من الإمبراطورية الرومانية.
زيارة الحمامات الرومانية
تقدم الحمامات الرومانية اليوم نظرةً شاملة بشكلٍ لا يصدق على حياة الرومان القدماء في المدينة وحول بريطانيا، بينما يبدو الموقع صغيراً جداً من الخارج، إلا أنه يمكن أن تستغرق زيارته عدة ساعات.
من أول الأشياء التي يراها المرء عند دخوله الموقع منظر من الشرفة فوق؛ “Great Bath”، حيث يُطل على التراس تماثيل القرن التاسع عشر لرموزٍ رومانية مختلفة، وهو محور الموقع وإلقاء نظرة أولى على ما ينتظرنا، في وقتٍ لاحق من الجولة، يصل الزوار إلى “Great Bath”، حيث يمكن الوقوف بجانب الماء مباشرة، حتى أن هناك شخصيات بالملابس في الموقع لخلق مزاج أصيل وترفيه الزوار الصغار.
معالم الحمامات الرومانية
تقع الينابيع المقدسة على طول الجولة، مرئياً من خلال نافذة ممتدة من الأرض إلى السقف؛ يمكن للزوار مشاهدة الينابيع الأصلية للمياه الساخنة التي كانت مخصصة لمينيرفا، نظراً لقوى الشفاء التي يُعتقد أنها تتمتع بها، كما كان النبع أيضاً مكاناً للعبادة، حيث يلقي الناس العملات المعدنية والشتائم والأماني والصلاة، ويمكن رؤية العديد من هذه الرسائل في الحمامات الرومانية بدءاً من الفكاهة إلى الشريرة.
كان المعبد وفناء المعبد مساحتين مقدستين بالمثل داخل الحمامات، حيث يعود تاريخ المعبد إلى أواخر القرن الأول، ونشط حتى عام 391 بعد الميلاد عندما أغلقه الإمبراطور ثيودوسيوس، حيث أصبحت المسيحية دين الدولة للإمبراطورية، وأثناء السير في “Temple Courtyard”، يتم عرض مقاطع الفيديو لإظهار الشكل الذي كان سيبدو عليه هذا الموقع الرائع وكيف تم استخدامه، ومن هنا أيضاً يمكنك رؤية رأس مينيرفا البرونزي المذهّب.
من بين المواقع الأخرى في الحمامات الرومانية، يوجد متحف شامل مخصص لاستكشاف حياة المواطنين الرومان القدماء في باث، ومصرف قديم يستخدم كنظامٍ فائض، وحول “Great Bath” نفسه، يمكن استكشف العديد من حمامات الساونا وأحواض السباحة والحمامات الساخنة ومرافق تغيير الملابس في الموقع.
وفي نهاية ذلك فقد تعتبر الحمامات الرومانية في مدينة باث إحدى الأماكن التي تستحق الزيارة، حيث تمنح زيارتها نظرةً ثاقبة للتاريخ الطويل للمدينة القديمة، وهي أيضاً واحدةً من الأماكن في إنجلترا، حيث يمكن تعلم الكثير عن الحياة والدين والتغيرات في مجتمع بريطانيا الرومانية.