ما هي الحياة النباتية في أقاليم البحر المتوسط؟
على الرغم من أن المناخ في معظم أقاليم البحر المتوسط يمتاز بوجود فصل جاف يكون متفق مع فصل الحرارة الشديدة، فإن أثر الجفاف في تشكيل مظهر الحياة النباتية بشكل عام سواء في ذلك المحاصيل الزراعية أو النباتات الطبيعية لا يكون واضحاً في هذه الأقاليم بدرجة وضوحه في أغلب الأقاليم المناخية الثانية، كما تتميز بوجود فصل شديد الجفاف، مثلما هو الحال في أقاليم السافانا والأقاليم الموسمية، ففي الأماكن التي تكون أمطارها كافية لنمو الغابات في حوض البحر المتوسط، فإننا نجد أن أغلب الأشجار من الأنواع التي تكون خضرتها دائمة التي تتحايل على تحمل الجفاف بطرق مختلفة.
فمن هذه الطرق ما تتغطى جذوعه بقشور تكون سميكة، حيث لا تضيع منها المياه عن طريق التبخر مثالاً على ذلك الفلبين، ومنها لها أوراق إبرية مثل الأرز والصنوبر، وفي هذا المناخ كذلك ينمو نوع يكون ذو خضرة دائمة من أشجار البلوط، أمَّا النوع النفضي من هذه الأشجار لا ينمو إلا في أماكن محدودة جداً، فإلى جانب هذه الغابات فإن في مناخ البحر المتوسط ايضاً تنمو أحراج كبيرة تتغطى بها الأرض في بعض من الأماكن كما تنمو فيها أحياناً شُجيرات أو أشجار قصيرة، حيث تُعرف هذه الأحراج في كاليفورنيا باسم (شابارول).
أمَّا في البلاد التي تُحيط البحر المتوسط فتُعرف باسم (ماكي) وإلى جانب الأماكن التي بطبيعتها تكون صالحه لنمو هذه الأحراج، ففي الغالب تكون مناطق تربتها رديئة، كما أنها تظهر في بعض المناطق الأخرى التي اقتلع الإنسان غاباتها لاستغلال أخشابها، حيث لا يوجد فصل واحد في مناخ البحر المتوسط للنمو، فعلى الرغم من أن البرودة خلال فصل الشتاء تسبب في توقف نمو البعض من النباتات، وكثيراً من النباتات الثانية تواصل نموها خلال هذا الفصل.
إذ أن معدل درجة الحرارة لا يقل في الغالب في أي شهر من الشهور إلى صفر النمو، أيضاً في فصل الصيف من الممكن أن تؤدي قلة الأمطار أو انعدام سقوطها في بعض الأماكن إلى توقف نمو النباتات، فمع ذلك فإن البعض من هذه النباتات تقدر أن تنمو معتمدة على الأمطار القليلة التي تهطُل أحياناً في هذا الفصل أو تعتمد على المياه الباطنية التي يتم استخدامها في عمليات الري، والزراعة تكون موزعة على جميع فصول العام من غير استثناء.