ما هي الخصائص الفلكية لكوكب الأرض؟
إن الأرض تعرف بأنها أحد الكواكب التسعة التي يكون دورانها حول الشمس، حيث أنها الثالثة بالنسبة للقرب من الشمس، وأيضاً الثالثة من حيث درجة اللمعان إذا ما تم مشاهدتها من عند الشمس، كما أنها تكون الخامسة بين المجموعة الشمسية من حيث الحجم.
وعلى الرغم من أن سطح الأرض يبدو مبسوطاً إلا أنه ذو شكل نسبياً ومموج، حيث توجد قمم ترتفع إلى تسعة كيلو مترات فوق سطح البحر، وتوجد أعماق يصل البعض منها إلى أحد عشر كيلو متراً دون مستوى سطح البحر.
كما أن كروية الأرض حقيقة عرفت منذ 2500 سنة عند الإغريق، حيث أنهم شاهدوا ذلك عن طريق ظل الأرض الذي يقع على القمر ويتسبب في حدوث خسوف القمر، وقد جاء في القرآن الكريم ما يفيد كروية الأرض، حيث تناول الإمام ابن حزم الأندلسي الذي توفي عام 456 هـجري موضوع كروية الأرض وقال أن البراهين من القرآن والسنة قد تحدثت عن تكويرها، قال عز جل: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} وهذا أوضح بيان في تكوير بعضها على بعض، مأخوذ من كور العمامة وهو إدارتها.
كما يوجد معترض يقول: أن هذا يتنافى مع قوله تعالى: {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا} [الحجرات آية: 9] بمعنى بسطناها، فإننا نقول لهؤلاء المعترضين: أن هذا دليل آخر على كروية الأرض؛ لأن الأرض لو كانت أي شكل آخر غير الشكل الكروي (مكعباً أو منشوراً أو قرصاً) لكن هذا الشكل له حواف وبهذا يكون غير مبسط وبذلك فإنه لا ينطبق على أية من هذه الأشكال قوله تعالى: {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا} والذي يكون الامتداد في جميع الاتجاهات ولا يحقق ذلك إلا الشكل الكروي.
كما أن ماجلان وبحارينه عام 1522 ميلادي أثبتوا برحلتهم البحرية التي قاموا بها أنه لا توجد حواف حادة تمثل نهاية الأرض، والجدير بالذكر أن هذه الرحلة تمت عن طريق خمس سفن و 268 بحاراً، ولم تعد إلا سفينة واحدة و 47 بحاراً ودفع ماجلان و221 بحاراً.
كما تمكن العالم الإغريقي ايراطوسشينس عام 250 ما قبل الميلاد من تقدير محيط الكرة الأرضية تقديراً واقعياً يكون معتمداً على أسس علمية، حيث وصل هذا العالم إلى أن محيط الكرة الأرضية يكون تقريباً 46250 كيلو متراً أي ما يماثل 26660 ميلاً، وهذا الرقم يرتفع قليلاً على محيط الكرة الأرضية الحقيقي وهو 25000 ميل.
كما أن سفن الفضاء حديثاً تمكنت من تصوير سطح الأرض الكروي، وكلما كان مدار سفن الفضاء أو الأقمار الصناعية عالمياً كلما كانت دائرة الرؤية أوسع، وعلى ضوء هذه القاعدة تستغل سفن الفضاء والأقمار الصناعية في الأغراض العسكرية والتصوير، والكرة الأرضية لا تكون كرة كاملة الاستدارة، إذ أنها مجوفة بعض الشيء عند خط الاستواء ومفلطحة قليلاً عند القطبين، وهذا يعني أن القطر الاستوائي يزيد بمقدار 27 ميلاً تقريباً على القطر القطبي.
وترجع أسباب التجويف والفلطحة إلى أن قوى الطرد المركزية تصل أقصاها عند خط الاستواء وتتناقص بشكل تدريجي جهة الشمال وجهة الجنوب إلى أن تتلاشى عند القطبين، وبالطبع هناك قوى الجاذبية الأرضية التي تتعادل مع قوة الطرد المركزية وتعمل على بقاء هذا التجويف وتلك الفلطحة على ما هي عليه حالياً، بمعنى ثاني أن القوتين المذكورتين في حالة توازن، ومن أهم الأطوال والقياسات الخاصة بكوكب الأرض: (حجم الأرض 260000000000 ميل مكعب، وتصل كتلة الأرض إلى حوالي 6 × 10 27 غرام.).