ما هي الدلائل الحيوية للمناخ؟
إن المناخ يُعتبر عاملاً من أهم العوامل التي لها دخل بشكل مباشر في توزيع الكثير من مظاهر الحياة على سطح الأرض، حيث أنه من الممكن أن تأخذ بعض هذه المظاهر كأدلة يُمكننا أن نستخدمها في تحديد نوع المناخ السائد في أي مكان من الأماكن، خاصة إذا لم يوجد لدينا إحصاءات مناخية كافية عن هذا المكان، فمن أهم النباتات الطبيعية التي من الممكن أن نستفيد منها في هذه الجهة تلك النباتات التي لا تستطيع أن تنمو إلا في الأماكن التي يسمح مناخها بنموها، فمنها معظم الحشائش التي تتكون منها مناطق السفانا الحارة، أيضاً حشائش الاستبس المعتدلة، كذلك فصائل الأشجار التي يكون نموها طبيعياً في مناطق الغابات التي توجد في الأقاليم المناخية المختلفة.
كما أن نوع التُربة له دخل في توزيع الكثير من هذه النباتات فالشيء الأساسي أن التُربة ليست إلا أثراً من آثار العوامل المناخية، كما أن المظاهر الحيوية الثانية بما في ذلك الإنسان وغيره من الحيوانات وكثير من المحاصيل الزراعية، فبالرغم من أنها تتأثر كذلك تأثراً مباشراً على المناخ فإن توزيعها يرتبط كذلك بمجموعة ثانية من العوامل التي يتعلق بعضها بطبيعة هذه الكائنات وقدرتها على التحايل على ظروف المناخ وبعضها الآخر يتعلق بما يبذله الإنسان من مجهودات نقل بعض من النباتات أو الحيوانات من بيئتها الأصلية ووضعها في بيئات ثانية جديدة.
حيث يكفينا أن نذكر بأن الإنسان استطاع أن يبني جميع أنواع الأقاليم المناخية التي توجد على سطح الأرض بداية من خط الاستواء لغاية قُرب القطب، كما أنه استطاع أن ينقل جزء من محاصيل الأقاليم الدافئة إلى الأقاليم الباردة أو العكس، كذلك يعمل بنقل بعض الحيوانات من بيئاتها الأصلية إلى بيئات ثانية جديدة، كما أن حدود الأقاليم المناخية أو حدود الأقاليم النباتية التي ترسم على الخريطة لا يمكن أن توضح الحدود التي تقع على هذه الأقاليم لأنه مثل هذه الحدود ليس لها وجود حقيقي في الطبيعة.
ففي الواقع إن الانتقال من أي نوع مناخي أو نباتي إلى الأنواع الثانية المجاورة له يحدث في الغالب بشكل تدريجي، حيث يظهر بين كل نوع مناخي والنوع الذي يكون بجانبه منطقة انتقالية يتدرج فيها المناخ وما يتبعه من نباتات طبيعية بشكل تدريجي يكون بطيئاً أو سريعاً وذلك يكون على حسب الظروف السائدة خاصة ما يتعلق منها بمظاهر السطح.