الفرق بين الطقس والمناخ

اقرأ في هذا المقال


ما هو الفرق بين الطقس والمناخ؟

يجب علينا عندما نقوم بدراسة علم المناخ بأن لا نخلط بين تعبيرين هما طقس (Weather) ومناخ (Cimate)، حيث يُعرف الطقس بأنه حالة الجو في مكان ما خلال وقت قصير من الممكن أن تكون يوماً أو بعض يوم، أمَّا علم المناخ فيعرف بأنه ملخص الأحوال الجوية لأي مكان في شهر من الشهور، أو لأي فصل من الفصول، كما يكون نظام توزيعها على طول العام، كما تهتم هي أيضاً في تحليل المتوسطات والمعدلات الخاصة بعناصر الجو المختلفة، حيث توضيح علاقتها بمختلف المظاهر الطبيعية والحيوية والبشرية وتوزيعها توزيعاً زمنياً على الأشهر والفصول ومكانياً على مختلف المناطق مهما كانت مساحاتها.
وعلى هذا الأساس فإننا نستطيع أن نميز بين علمين مهمين كلاهما له صلة قوية مع الآخر وهما: علم الظاهرات الجوية أو المتيورولوجيا، أو كما يُسمَّى في بعض الأحيان علم الأرصاد الجوية Meteorology ثم علم المناخ Climatology، فعلى الرغم من أن هذين العلمين متصلان مع بعضهما اتصالاً وثيقاً إلا أن لكل منهما اختصاصاً معيناً، فالمتيورولوجيا تقوم بالاهتمام بمراقبة الجو وقياس العناصر المناخية المختلفة من حرارة وضغط ورياح وأمطار وسحب ورطوبة وإشعاع وغير ذلك، ثم تسجيل القياسات المختلفة كل يوم.
حيث تعتبر التنبؤات الجوية، وتعرف بأنها توضيح ما سيكون عليه الجو خلال الأربعة والعشرين أو الثمانية والأربعين ساعة القادمة، وهي تُعد من أهم فروع المتيورولوجيا الحديثة، حيث أصبحت لهذه التنبؤات في وقتنا الحاضر أهمية خطيرة في حياة الإنسان اليومية، حتى أنها أصبحت تذاع بشكل منتظم من أغلب محطات التلفاز والإذاعة في العالم، كما أنها تنشر في أغلب الصحف اليومية حتى يستفيد بها كل من كان عمله له علاقة بالأحوال الجوية، مثل كل من البحارة والطيارين والزراع، بل ويستفيد بها أيضاً الشخص العادي من أجل تحديد تنقلاته وملابسه وغير ذلك من مظاهر حياته.
وهكذا نجد أن علم المتيورولوجيا يُعرف بأنه (علم الظواهر الجوية ويشمل كل من (الطقس والمناخ)، ومن ثماره الأرصاد الجوية، والكلمة الأوروبية ميتيورولوجيا تشتق (من اللغة اليونانية μετέωρος أي شاهق”، وλογία أي علم)، لذلك فإن المعنى اللفظي لها هو علم الأشياء العليا أو دراستها، أي دراسة الجو.
كما أنه يُعرف حالياً بمجموعة من التخصصات العلمية التي تختص بدراسة الغلاف الجوي، حيث يهتم بشكل خاص بمراقبة التغيرات التي تحدث على الجو من يوم إلى آخر أو من ساعة إلى أخرى، أمَّا علم المناخ الذي يعتبر فرعاً من أهم فروع الدراسات الجغرافية، فإن مهمته هي دراسة الإحصائيات التي تنشرها المراصد الجوية لعناصر المناخ المختلفة، وتوضيح العلاقة بينها وبين بقية المظاهر الأخرى للبيئة، سواء منها ما هو طبيعي أو ما هو متصل بحياة الإنسان وأوجه نشاطه، ثم مقارنة الأقاليم المختلفة بعضها ببعض من هذه النواحي.
وكما نلاحظ أن أغلب فروع الدراسات العلمية (Sciences) أصبحت في الوقت الحاضر تكون مرتبطة مع بعضها البعض، كما أن علم المناخ أصبح يواجه عدة مسؤوليات خطيرة قبل العلوم الأخرى التي ترتبط به إمَّا بشكل مباشر أو بطريق غير مباشرة، حيث تبدو صلة هذا العلم واضحة بصفة خاصة في كل من علوم الزراعة والحيوان والنبات وعلوم الطيران والملاحة البحرية وهندسة المياه (الهيدرولوجيا Hydrology) وتخطيط المدن وغيرها من العلوم، ولهذا فإننا نرى بشكل دائم أن المؤلف الذي يقوم بالكتابة في أي موضوع من هذه الموضوعات كثيراً ما يجد بأنه مضطراً لأن يخصص فصلاً من الفصول الأولى من كتابه من أجل دراسة الأحوال المناخية في المنطقة التي يدرسها.
ولكننا نلاحظ وللأسف بأن الربط بين الفصل المناخي وبين بقية فصول الكتاب يكون في كثير من الأحيان ضعيفاً غير ملحوظ، حيث يعود السبب في ذلك بشكل خاص إلى أن علم المناخ كان حتى وقت قريب جداً يعالج كعلم يكون منفصل عن غيره من العلوم الأخرى، إلا أنه قد ظهر اتجاه حديث يرمي إلى تقوية الصلة بين علم المناخ وبقية العلوم المتصلة به، بحيث أنه قادر على أن يقدم لكل منها الحقائق المناخية في الصورة التي يسهل عليه الاستفادة بها.
ومن أجل تحقيق هذا الغرض أصبح من الواجب على الباحث أن يلمس نقط الاتصال بين هذه العلوم بعضها ببعض من ناحية، وبينها وبين علم المناخ من ناحية أخرى.


شارك المقالة: