ما هو الفرق بين تيارات المحيط الهادي وتيارات المحيط الأطلسي؟
تم اعتبار المحيط الهادي على أنه من أكبر المحيطات في المساحة، (حيث أنه يُشتهر باسم البحر الكاهل) الذي يعد أكبر مسطح مائي في كوكب الأرض، كما أن امتداده يكون من القطب الشمالي باتجاه الشمال إلى المحيط المتجمد الجنوبي جنوباً، حيث تقع على حدوده كل من آسيا وأستراليا غرباً والأمريكيتان شرقاً، كما أن مساحته تغطي تقريباً 169.2 مليون كيلومتر مربع (64.1 مليون ميل²)، أي أنها تقوم بتغطية ما يقارب (46%) من مساحة البحار و(30%) من المساحة الكلية للكرة الأرضية أي الثلث، حيث يعمل خط الاستواء على قسمته إلى المحيط الهادئ الشمالي والمحيط الهادئ الجنوب.
كما أن تيارات المحيط الهادي لا تختلف في نظامها العام اختلاف كبير وملاحظ عن تيارات المحيط الأطلسي، وذلك يكون ما عدا بعض الاختلافات البسيطة التي يعود أغلبها إلى عدم تشابه شكل السواحل في المحيطين، كما نرى أن السواحل الغربية للأمريكتين تحتوي على تياران باردان يسيران باتحاه خط الاستواء، وهما تيار كاليفورنيا في الشمال، وتيار بيرو “أو همبولت Humboldt” في الجنوب، ومنهما يتشكل تياران استوائيان يتجهان غربًا حتى جزر أندونيسيا، وشرق أستراليا، ومن هنا ترجع بعض مياهها على طول خط الاستواء مشكلة التيار الاستوائي الراجع الذي يتحرك بين التيارين الأصليين.
وفي غرب المحيط فإن التيار الاستوائي يتجه إلى الشمال الشرقي، ومن خلال سواحل اليابان الشرقية، ويتم تسميته باسم تيار اليابان الحار، كما تم تسميته مسبقا أيضاً باسم تيار كوروسيفو (Kure Siwo) أو (Kure Shio) وذلك يعني التيار الأسود، وحوالي خط عرض 52 ْ شمالًا يقوم بتغيير هذا التيار اتجاهه إلى الشرقمن خلال التأثر في الرياح العكسية الجنوبية الغربية؛ حتى إذا تم الوصول إلى الساحل الغربي لأمريكا الشمالية ينحرف معه باتجاه الجنوب مشكلاً تيار كاليفورنيا.
تم ملاحظة أن تيار اليابان الحار يتقابل في جهة الشرق من جزيرة يزو (واحدة من جزر اليابان الشمالية) مع تيار قطبي بارد قادم من جهة مضيق بهرنج ويمر خلال سواحل شبه جزيرة كمتشتكا وجزر كوريل، وتم تسميته باسم تيار كمتشتكا أو تيار كوريل، وهو يتشابه مع تيار لبرادور في شمال غرب المحيط الأطلسي ولكنه أضعف منه بشكل كبير، أما بالنسبة للتيار الاستوائي الجنوبي فيتغير إلى تيار شرق أستراليا الدافئ، الذي يقوم بالحركة باتجاه الجنوب إلى جانب سواحل استراليا الشرقية، وسواحل نيوزيلندا؛ وذلك حتى حوالي خط عرض 42 ْ جنوبًا، ثم يقوم بتغيير اتجاهه إلى الشرق من خلال التأثر في الرياح العكسية الشمالية الغربية.
ويلتصق هنا في بعض التيارات القطبية التي تأتي من الجنوب، وعندما يصل إلى أمريكا الجنوبية يتجه إلى الشمال بحذاء ساحلها الغربي على هيئة تيار معروف باسم تيار بيرو أو تيار همبولت، وهو الذي يتغير عند خط الاستواء إلى التيار الاستوائي الجنوبي، ويوجد البعض من الاختلافات بين تيارات المحيط الهادي وتيارات المحيط الأطلسي، وأهم أنواع هذا الاختلاف هي:
- أن التيارات القطبية في شمال المحيط الأطلسي أكبر وذات قيمة أكبر بكثير من مثيلاتها في شمال المحيط الهادي؛ والسبب في ذلك أن المحيط الهادي يكاد يكون مغلقاً من جهة الشمال؛ حيث لا يصله بالمحيط المتجمد الشمالي إلا بوغاز بهرنج الضيق وهو لا يسمح إلا بعبور تيارات ضعيفة بشكل نسبي.
- أن تيار اليابان الحار يكون ضعيف بشكل أكبر من تيار الخليج؛ والسبب في ذلك أن الأخير يتشكل في الحقيقة من مياه التيار الاستوائي الشمالي بالإضافة إلى جزء كبير من مياه التيار الاستوائي الجنوبي؛ وذلك يكون أفضل من مياه الأمطار الكثيرة، ومن مياه الأنهار التي تتجمع في خليج المكسيك.
أما بالنسبة لتيار اليابان فإنه يتشكل عمومًا من مياه التيار الاستوائي الشمالي، كما أن البعض من هذه المياه يمر بين جزر أندونيسيا ويكمل سيره باتجاه الغرب حتى يدخل المحيط الهندي، على الرغم من ذلك فإن مياه تيار اليابان تكون ذات سخونة أقل من مياه الخليج التي يتسبب عبورها خلال البحر الكاريبي ثم تجمعها في خليج المكسيك إلى رفع درجة حرارتها.
ونظراً لصغر مساحة المحيط الأطلسي مقارنة مع المحيط الهادي فإن مياه تيار الخليج تبقى محتفظة بنسبة كبيرة من حرارتها حتى بعد وصولها إلى سواحل غرب أوروبا؛ في حين أن تيار اليابان يقوم بفقد جزء كبير من حرارته خلال مروره من المحيط الهادي، وهو ذو مساحة أكبر بكثير من المحيط الأطلسي، ولهذه الأسباب نلاحظ أن تأثير تيار الخليج في مناخ سواحل أوروبا الغربية ذو تأثير أكبر بكثير من تيار اليابان الدافئ على مناخ الساحل الغربي لكندا وشمال غرب الولايات المتحدة.