يقع المتحف الإثنولوجي الساحر داخل قصر هيلا سيلاسي السابق، حيث تحيط به الحدائق والنافورات الجميلة في الحرم الجامعي الرئيسي للجامعة، وحتى لو لم تكن من محبي المتحف، فإن هذا المتحف يستحق القليل من وقتك، حيث إنه بسهولة أحد أرقى المتاحف في إفريقيا، كما أنه يعرض الاجتياح الكامل للتاريخ الثقافي والاجتماعي لإثيوبيا عبر طابقين.
المتحف الإثنولوجي
يبدأ العرض في هذا المتحف قبل الدخول إلى الداخل، حيث إنه وفي واجهة المدخل يجب البحث عن مجموعة مثيرة من 13 درجًا تتصاعد نحو السماء، إذ وضع الإيطاليون كل خطوة كرمز للهيمنة الفاشية، وهناك واحدة لكل عام تولى فيه موسوليني السلطة (بدءًا من مسيرته إلى روما في عام 1922).
وفي المتحف يجلس أسد يهوذا الصغير (رمز الملكية الإثيوبية) منتصرًا على قمة الخطوة الأخيرة مثل علامة ترقيم مبتهجة في نهاية جملة طويلة مؤلمة، كما يمكن العثور في المتحف داخل قاعة المدخل على معرضًا صغيرًا مخصصًا لتاريخ القصر ومدخل مكتبة معهد دراسات اللغة.
أهمية المتحف الإثنولوجي
يأتي هذا المتحف حقًا بمفرده في الطابق الأول، حيث يتم عرض المصنوعات اليدوية الرائعة والمشغولات اليدوية من شعوب إثيوبيا بشكل مميز، وبدلاً من اتباع التخطيط الثابت والجغرافي النموذجي الذي تقع فيه معظم المتاحف، فقد تعتمد هذه العروض على دورة الحياة.
إذ تأتي أولاً الطفولة مع الولادة والألعاب وطقوس المرور والحكايات التقليدية، ويمكن للزوار الاستمتاع وبشكل خاص بقصة “Yem Tale”، وهي قصة أنانية ونمور ميتة وذيول مؤلمة، كما يمكن البحث عن كل ما يتعلق بالمعتقدات والرحل والطب التقليدي والحرب والحج والصيد وثقافة الجسد والحرف اليدوية.
مقتنيات المتحف الإثنولوجي
هذا وقد تُظهر الغرف الأخرى في إحدى طوابق المتحف غرفة النوم والحمام وغرفة تغيير الملابس الباهظة للإمبراطور هيلا سيلاسي، مع وجود ثقب رصاصة في مرآته بفضل انقلاب عام 1960.
الطابق الثاني هو موطن لشاشتين مختلفتين تمامًا، ولكنهما مبهجان بنفس القدر، حيث تركز القاعة النابضة بالحياة على الفن الديني، مع سلسلة استثنائية من اللوحات المزدوجة واللوحات الثلاثية والأيقونات والصلبان والمخطوطات السحرية، كما تم استخدام اللفائف السحرية مثل لفائف الرصاص الرومانية؛ وذلك بهدف إلقاء الشتائم على الناس أو لمناشدة الآلهة للحصول على المساعدة الإلهية.
وفي المتحف يوجد مجموعة الرموز وهي الأكبر والأكثر تمثيلا في العالم، حيث تنغمس الحواس من نوع آخر في ممر صغير يشبه الكهف يقع بجوار القاعة، وفي الداخل لا يمكن تفويت المحيط الأسود إلى جانب الآلات الموسيقية التقليدية من جميع أنحاء إثيوبيا.