ما هي المظاهر المناخية النباتية العامة؟
حيث أنه يوجد وصف للمظاهر المناخية النباتية العامة في كل من الفصل الممطر والفصل الجاف وفيما يلي شرح كل منها:
- الفصل الممطر: إن طول هذا الفصل يختلف من مكان إلى آخر وذلك يكون حسب البعد عن خط الاستواء، فمثلاً على حدود المجال الاستوائي نرى أن الفصل الممطر قد يكون تسعة أشهر أو عشرة، أمَّا على حدود الصحراء فإنه لا يحدث أكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر، وبنفس الشكل فإن كمية الأمطار السنوية تقل كلما ابتعدنا عن خط الاستواء، فبالرغم من أن متوسط ما يهطُل من المطر في أغلب الأقاليم المدارية القارية يتراوح ما بين 50 و 100 سنتيمتر في العام، فإن هذه الكمة من الممكن أن ترتفع إلى 125 سنتيمتراً على حدود المجال الاستوائي وتنخفض إلى عشر بوصات فقط تقريباً على حدود الصحراء.
فيجب أن نلاحظ مع ذلك أن كمية المطر تختلف في المنطقة الواحدة اختلافاً كبيراً من على إلى آخر، فقد يحدث أن ترتفع كمية الأمطار في عام من الأعوام إلى ضعف معدلها، بينما يحدث في أعوام أخرى أن تنخفض كمية الأمطار إلى نصف هذا المعدل، كما أن عدم الاستقرار يعتبر في نظام هطُول الأمطار بهذا الشكل من أهم العوامل التي بسببها يتعرض الانتاج الزراعي في هذه المناطق إلى أخطار قوية خاصة في المناطق التي تقع بالقرب من حدود الصحراء؛ لأن أقل تغير في نسبة كمية الأمطار التي تتساقط في هذه المناطق تكون لها آثار خطيرة على الحياة النباتية معاً في ذلك الأعشاب الطبيعية أو المحاصيل الزراعية.
وفضلاً عن التباين الكبير في كمية المطر السنوية فإن توافق فصل المطر مع فصل الحرارة الشديدة يترتب عليه ضياع كمية كبيرة من المياه عن طريق عملية التبخر، ممَّا يقلل من الكمية الفعلية للأمطار ولهذا فإن الحد الأدنى الازم لنجاح العملية الزراعية في هذه المناطق يجب أن لا تقل في الغالب عن 75 سم، ولكن يلاحظ أن أشد أيام العام حرارة لا توجد عادة في قلب الفصل الممطر نفسه بل توجد في الشهر الذي يسبق هذا الفصل مباشرة وكذلك في الشهر الذي يتبعه مباشرة والسبب في ذلك هو أن سقوط الأمطار يعتبر في حد ذاته من العوامل التي تساعد في تحسين درجة حرارة الجو.
والفصل الممطر هو فصل الحياة والرخاء في الأقاليم المدارية، فيما أن يبدأ سقوط الأمطار حتى تبدأ الحياة النباتية بالنمو بسرعة عجيبة حيث يتغطى سطح الأرض خلال أسبوعبن أو ثلاثة على الأكثر بطبقة كثيفة من الأعشاب والحشائش المرتفعة كما تعود الحياة للأشجار من جديد وتعود خضراء مبهجه وليس هذا النمو السريع للحياة النباتية إلا بسبب طبيعي وذلك لاجتماع الأمطار الكثيفة مع الحرارة الشديدة، وهما العاملان الأساسيان في نمو النباتات وذلك بشرط أن تكفي كمية الأمطار حتى تتحمل التبخر الشديد الذي تتسبب به درجات الحرارة المرتفعه في فصل سقوطها .
وعندما ينتهي الموسم المطري تعود الحياة تدريجياً لما كانت عليه من فقر وحرارة وجفاف، وتعتبر الأسابيع الأخيرة من الفصل المطري من أجمل أيام السنة من حيث ملائمة الأحوال الجوية فيها لحياة الإنسان، فالرطوبة الشديدة التي يتميز بها الفصل المطري تكون قد قلت نوعاً ما، بينما لا تكون درجة الحرارة قد وصلت لحدها الأعلى بعد، كما أن الأتربة الكثيرة التيتغطى سطح الأرض والتي كثيراً ما تلوث الأجواء في الفصل الجاف لا تكون قد كثرت بعد في هذا الوقت.
وعلى العكس من ذلك فإن الفترة التي تسبق فصل المطر مباشرة تتميز بقساوة مناخها وشدة برودتها، لأن درجة الحرارة فيها تكون قد وصلت لأعلى ارتفاع لها، كما تكون الرطوبة تتزايد بشكل مستمر بينما لا يكون أثر الأمطار في تلطيف حرارة الجو قد أصبح ملموساً. - الفصل الجاف: حيث أن تأثير الأمطار يستمر على سطح الأرض تقريباً أسبوعين بعد أن ينتهي موسم المطر، وتكون التربة في هذه الفترة ما زالت تحتفظ بجزء من رطوبتها، وتبقى النباتات التي تغطيها بما في ذلك الأشجار والأعشاب محتفظة بلونها الأخضر، لكن سريعاً ما يأخذ لونها الأصفر ثم تذبل وتجف والبرك أيضاً التي تكونت خلال فصل المطر تأخذ بالجفاف بسبب تبخر الماء، ومن الطبيعي أن تكون الرطوبة النسبية بشكل عام منخفضة في هذا الفصل، حيث تتراوح ما بين (60% و 70%).
كما أن أيام الفصل الجاف تتميز بسمائها الصافية وحرارتها الشديدة وارتفاع مدى التغير اليومي للحرارة فيها، حيث تستمر الحرارة بارتفاعها بشكل تدريجي كلما اقترب موسم المطر، وتنخفض نوعاً ما خلال هذا الموسم، وسرعان ما ترتفع مره أخرى بعد انتهاء موسم المطر.