المعالم الأثرية في كنيسة ماتياس

اقرأ في هذا المقال


“Matthias Church” وكانت تسمى الكنيسة في الأصل “كنيسة السيدة العذراء”، وتعتبر أكثر المعابد الرومانية الكاثوليكية زيارةً في مدينة بودابست، المبنية على الطراز الرومانسكي والتي تقع في قلب منطقة القلعة.

تاريخ كنيسة ماتياس

تأسست كنيسة ماتياس-تمبلو، باللغة المجرية، بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر، وفي نهاية القرن التاسع عشر، تم تجديدها بالكامل، حيث تتميز بأسلوب قوطي جديد في الغالب.

تضم الكنيسة مدافن بيلا الثالث ملك المجر وزوجته أغنيس ملك أنطاكية وملك المجر وكرواتيا من 1172 إلى 1196، وقد شهدت كنيسة ماتياس العديد من حفلات الزفاف والتتويج الملكية، بما في ذلك حفل زفاف تشارلز الأول في عام 1916 (آخر حكام الإمبراطورية النمساوية المجرية)، وبفضل الصوتيات الرائعة، تستضيف الكنيسة حفلات موسيقية على الأرغن والموسيقى الكلاسيكية بشكلٍ متكرر.

لم يفصل بين حفلتي التتويج سوى 50 عاماً، لكن الكنيسة بدت مختلفة جذرياً في المرة الثانية، حيث تشبه القصة إلى حدٍ ما قصة تحول نوتردام في باريس؛ كلفت بإعادة بناء الكنيسة، حيث اعتبر المهندس المعماري المجري الشهير فريجيس شوليك أن الطراز القوطي المبكر هو الطراز المثالي للمبنى، وأسلوب الإحياء القوطي الجميل كنيسة ماتياس الذي نراه اليوم.

الطلاء الداخلي الزخرفي الفخم للمبنى مستوحى من أنماط العصور الوسطى الأصلية، التي تم العثور عليها أثناء التجديدات، وصُنع بلاط السقف الزجاجي الخاص من قبل مصنع “Zsolnay” الشهير، كما تركت الحرب العالمية الثانية الكنيسة في حالةٍ يرثى لها، حيث احترق السقف وانهارت العديد من الأقواس، ولم تنتهي أعمال إعادة الإعمار والتجديد إلا في السبعينيات.

المعالم الأثرية في كنيسة ماتياس

الكنيسة لها شكل مستطيل غير منتظم مع حنية بارزة ولديها ثلاث بلاطات، حيث يتم فصل البلاطة المركزية عن الصفوف الجانبية للأعمدة الضخمة، كما تحتوي الأجنحة الجانبية على العديد من الكنائس الصغيرة، من بينها بشكلٍ خاص كنيسة القديس ستيفن المزخرفة الغنية.

تم إنشاء الجزء الداخلي بالكامل للكنيسة تقريباً في أواخر القرن التاسع عشر، أثناء إعادة الإعمار والانتعاش على نطاقٍ واسع، أما الجواهر الرئيسية في داخل الكنيسة هي: منبر من الحجر الرملي مغطى بالكامل برسوم الزينة الرومانية، بما في ذلك تماثيل المذبح الرئيسي، ونوافذ زجاجية ملونة ولوحات جدارية رسمها الفنانون المجريون “LatAm K. and B. C.K”، وفي جدران الكنيسة متحف للفنون الدينية يؤدي إلى سرداب القرون الوسطى، حيث يحتوي المعرض على عدد من الآثار المقدسة والنقوش الحجرية من العصور الوسطى، بالإضافة إلى نسخٍ من التاج الملكي المجري ومجوهرات التتويج.

تعتبر كنيسة ماتياس جزءاً من مجمع قلعة بودا، التي تقع على تل (الضفة الغربية لنهر الدانوب)، وفي ساحة الثالوث المقدس “Szentharomsag ter”، أمام حصن فيشرمان، مكملة للخلفية المعمارية كنيسة ماتياس.

تطل الواجهة الرئيسية للكنيسة على ساحة الثالوث الأقدس وتتجه نحو الغرب، حيث يوجد في الجزء الأوسط من الواجهة المدخل الذي توجد فوقه نافذة قوطية وردية، وأمام المدخل الرئيسي للضريح على الساحة، يوجد عمود الثالوث المقدس “Szentharomsag”.

وفي الزاوية الجنوبية الغربية للكنيسة يوجد برج الجرس الكبير، ويبلغ الارتفاع الإجمالي من أرضية الكنيسة 7816 متراً و 76.57 متراً من الرصيف، ويعتبر هذا البرج أعلى مبنى في قلعة بودا، وعلى الجانب الشمالي من الواجهة الرئيسية مزينة ببرج منخفض للملك بيلا، وهنالك مدخلاً آخر للكنيسة يقع على الجانب الجنوبي من المعبد، ومن هذا المنظور، خاصةً المظهر الجميل، السقف المغطى بالبلاط الشهير لمصنع “PECs Zsolnay”، في الشمس، يلعب بألوان زاهية ويخلق تأثير الفسيفساء الهش.

السياحة في كنيسة ماتياس

بعد ما يقرب من 30 عاماً، بين عامي 2004 و 2013، شهد المبنى تجديداً شاملاً آخر، واليوم، بالإضافة إلى وظائفها المقدسة، تستضيف الكنيسة أيضاً حفلات موسيقية كلاسيكية وهي من المعالم السياحية الشهيرة في موقع التراث العالمي لمنطقة القلعة، كما يحيط بكنيسة ماتياس مزار سياحي شهير آخر: حصن فيشرمان، وهو تحفة فنية أخرى من فريجيس شوليك، ويوفر إطلالات خلابة على ضفة نهر الدانوب بجانب مبنى البرلمان، وللحصول على نقطة مراقبة مرتفعة، يوجد نقطة المراقبة في برج الكنيسة.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسن، سنة 2008كتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد علي، سنة 2000كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتي، سنة 2012كتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق، سنة 2008


شارك المقالة: