المعالم الأثرية في مدينة إيجر

اقرأ في هذا المقال


“Eger City” وهي عبارةً عن مدينة ملكية تقع شمال المجر، حيث تتميز بمياهها الحرارية والقصور والكنائس الفخمة المبنية على الطراز الباروكي، التي تجذب الكثير من الزوار.

تاريخ مدينة إيجر

غالباً ما يُشار إلى إيجر على أنها مدينة تاريخية، لكن الكثيرين لا يعرفون حتى عمر تاريخ المدينة، كانت المنطقة المجاورة لوسط المدينة مأهولةً بالفعل في عصور ما قبل التاريخ، وفي التلال المحيطة بالمدينة تم العثور على آثار من أوائل العصر الحديدي، وفي النصف الأول من القرن العاشر بعد الغزو المجري، استقرت القبائل المجرية الأولى هنا أيضاً في هذه المنطقة.

تم إنشاء “Eger” بفضل القديس إستفان، أول ملك مجري، الذي جعل إيغر مقراً للأسقفية، وسرعان ما تطورت المدينة لتصبح مركزاً دينياً، لكنها لم تدم طويلاً، حيث أشعل “مونغولو-ترتار” النار في المدينة عام 1241، وأعطى الملك بيلا الرابع الإذن لبناء قلعة حجرية في عام 1248، وبدأت المدينة في التطور مرة أخرى، حيث تم زرع العنب في موقع الغابات، وتم بناء طرق جديدة وتم بناء منازل، وفي القلعة قصر الأسقف القوطي، الذي لا يزال من الممكن زيارته.

كان القتال مع الأتراك مستمراً لسنوات عندما احتل الأتراك العثمانيون بودا، وبالتالي قسموا البلاد إلى ثلاثة أجزاء، لقد كان حدثاً مهماً بالنسبة لإيجر أيضاً لأنها أصبحت قلعة حدودية مهمة في هذا الوقت، كما يوجد العلامة التجارية مهمة لإيجر وهي نبيذها الأحمر القوي، “Egri Bikaver”، حيث تقول القصة أن هذا النبيذ القوي ملطخ بدماء الثور، وساعد قوة دفاعية صغيرة على هزيمة أكثر من 30.000 من الغزاة العثمانيين في عام 1552.

المعالم الأثرية في مدينة إيجر

1. قلعة ايجر

يعود تاريخ القلعة إلى القرن الثالث عشر، وفي القرن الخامس عشر، شُيِّد قصر قوطي لأساقفة إيغر، وجاءت لحظة حاسمة بعد قرن في عام 1552 عندما صدت القلعة جيشاً عثمانياً هائلاً، يحتوي الموقع على تاريخ معقد وآسر، والمباني المختلفة في مجمع المتاحف، حيث يعرض القصر القوطي تفاصيل تاريخ القلعة والحصار الشهير عام 1552، بينما يضم “Dobo Bastion” معرضاً للأسلحة، ويمكن الذهاب في جولة بصحبة مرشد في الكازمات الدفاعية أسفل القلعة، وتصفح متحف سك النقود بعملات تاريخية والاطلاع على معرض الفنون بأعمال الرسامين المجريين البارزين مثل “Realist Mihaly Munkacsy”.

2. مكتبة ليسيوم

أسسها الأسقف “Eszterhazy Karoly”، وتم تصميم المبنى الرئيسي للجامعة من قبل “Jozsef Gerl” و “Jakab Fellner”، وتم بناؤه بين عامي 1765 و 1785، حيث تُقام صالة حفلات ليسيوم كتحفة فنية على طراز “Zopf Baroque” البسيط وتشتهر بلوحاتها الجدارية المذهلة الثلاثة على السقف.

تحتوي المكتبة على أكثر من 130.000 كتاب نادر ومخطوطات من العصور الوسطى، و “incunabula” على رفوفها المصنوعة من خشب البلوط الفاخر، وأحد الأشياء المثيرة للاهتمام هو الرسالة الوحيدة التي كتبها موتسارت على الأراضي المجرية، ويعتبر مرصد ليسيوم أيضاً مفيداً، ويحتوي على برج يبلغ ارتفاعه 53 متراً يحتوي على متحف فلكي صغير وكاميرا مظلمة.

3. تاون أند ذا تاون

بعد استعادة إيجر من العثمانيين في نهاية القرن السابع عشر، بدأ الأسقف جيورجي فينيسي ببناء قصر جديد لنفسه، وتم استخراج الحجر لهذا المسكن من حجر التوفا في المدينة، وسرعان ما تم حفر شبكة من الأنفاق بطول أربعة كيلومترات تحت إيجر.

تم استخدام هذه المعارض لتخزين النبيذ من القرن الثامن عشر حتى الحرب العالمية الثانية، ولم يكن هناك نقص في النبيذ لملء هذه المساحة، حيث كان بإمكان الناس في إيجر دفع عشورهم (ضرائب الكنيسة) بالنبيذ بدلاً من المال، هناك جولات متعددة اللغات لهذه الأنفاق الرائعة على مدار السنة، بدءاً من الساعة، كما يمكن رؤية غرفة الأعمدة “Escher-esque”، عند نقطة الارتباط المربكة في نظام القبو حيث يتقاطع 14 معرضاً.

4. مئذنة

سيطر العثمانيون على إيجر من عام 1596 إلى عام 1687، وخلال هذه الفترة قاموا ببناء عشر مآذن في المدينة، لم يبق منها سوى واحدة اليوم، وتتميز المئذنة ببرج من الحجر الرملي الأحمر يبلغ ارتفاعه 40 متراً، يقع بجانب كنيسة القديس سيباستيان، موقع مسجد سابق، ويعود تاريخه إلى بداية القرن السابع عشر.

وتعتبر واحدةً من ثلاث مآذن فقط باقية من العصر العثماني، وهي المئذنة في أقصى شمال تركيا في أوروبا، وتبدو المئذنة دائرية من بعيد، ولكن عندما الاقتراب منها يمكن مشاهدة أن لها بالفعل 14 جانباً مسطحاً، وهناك 97 درجة إلى الشرفة لإطلالة رائعة على المدينة.

5. وادي المرأة الجميلة

النبيذ المحلي في إيجر هو “Egri Bikaver (Bull’s Blood)”، ويُعتقد أن هذا الاسم يأتي من الحصار العثماني عام 1552، عندما اعتقد الأتراك أن قوة المدافعين عن المدينة جاءت من خلط دم الثور مع نبيذهم، وعلى الرغم من أن الجودة يمكن أن تختلف من مزارع لآخر، إلا أن “Egri Bikaver” قوي باستمرار ويتناسب بشكلٍ جيد مع اللحوم الحمراء والأطعمة الحارة.

المكان المناسب لتذوق النبيذ في إيجر هو وادي المرأة الجميلة، على بعد 15 دقيقة سيراً على الأقدام من وسط المدينة ويستضيف أكثر من 40 قبواً للنبيذ، ويمكن التوجه إلى هنا خلال موسم الحصاد في الخريف، والعديد من المؤسسات تقدم عصير العنب الطازج.

6. ساحة دوبو

سميت ساحة إيغر الرئيسية الفخمة باسم إستفان دوبو، القبطان الذي قاد الدفاع عن المدينة ضد العثمانيين عام 1552، وهناك تكريم لدوبو وهذه المعركة في شكل تمثال برونزي درامي من صنع زسيجموند كيسفالودي ستروبل في عام 1968، أما النصب التذكاري البارز في الساحة هو الكنيسة الصغيرة، التي بنيت وفقاً لتصميم المهندس البوهيمي كيليان إجناز دينتزينهوفر.

7. كاتدرائية بازيليك القديس يوحنا الرسول

تم انشائها بين عامي 1831 و 1837 خلال أسقفية يانوس لازلو بيركر، وتم بناء البوابة الشرقية الرئيسية للكاتدرائية لإثارة الرعب، ويمكن الوصول إليها من صالة حفلات ليسيوم عبر ثلاث مجموعات من السلالم، وتحتوي على رواق يشبه المعبد به ثمانية أعمدة كورنثية.

فوق التعرج توجد تماثيل للقديسين بيتر وبول وستيفن ولاديسلاوس منحوتة من قبل الإيطالي ماركو كاساغراند، وفي الداخل ما يمسك بك هو حجم الكاتدرائية وقبابها الثلاثة ذات اللوحات الجدارية المرتفعة، الأولين في صحن الكنيسة هما الأكثر إثارة للإعجاب، وقد رسمهما فنان القرن العشرين تاكاكس استيفان، وهما يصوران العلاقات بين الكرسي الروماني وإيغر، ورؤيا القديس يوحنا على التوالي.

8. حديقة رئيس الأساقفة

وهي الحديقة العامة الرئيسية في المدينة، حيث تمتد على مساحة تزيد عن 12 هكتاراً على الضفة الشرقية لنهر إيجر ستريم، ولعدة قرون كانت ملكية أسقفية، حيث استخدمت كأرض للصيد من القرن الثالث عشر، وافتتحت للجمهور فقط في عام 1919، وفي القرن الثامن عشر تحولت المساحة إلى حديقة رسمية تحت قيادة إردودي غابور أنتال، وأثناء أسقفية إسزترهازي كارولي في النصف الثاني من القرن الثامن عشر كانت المساحة مغطاة بالجدار.

على الجانبين الشمالي والغربي لا يزال بالإمكان رؤية البوابات الحديدية المزخرفة التي صممها “Henrik Fazola”، كما تحتوي الحديقة على بحيرة من صنع الإنسان يعبرها جسر حجري من القرن الثامن عشر، وتم وضعها على الطراز الفرنسي الرسمي في القرن الثامن عشر، كما تقام فيها الحفلات الموسيقية الكلاسيكية في منصة الفرقة الموسيقية القادمة “Klapka Utca” في الصيف.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسن، سنة 2008كتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد علي، سنة 2000كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتي، سنة 2012كتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق، سنة 2008


شارك المقالة: