المعالم الأثرية في مدينة دنيبرو

اقرأ في هذا المقال


“Dnipro” وتعتبر إحدى أهم المدن التاريخية في أوكرانيا، حيث تتميز بأنها مدينةً كبيرة وجميلة وديناميكية وحيوية، وتعتبر المدينة الرئيسية في شرق وسط أوكرانيا، كما تعتبر المركز الرئيسي للصناعات عالية التقنية والتعليم، وبناء الآلات والتعدين والتجارة.

تاريخ مدينة دنيبرو

كانت مستوطنة القلعة القديمة موجودة منذ منتصف القرن السادس عشر، تأسست المدينة الجديدة في عام 1776 على يد الأمير الروسي بوتيمكين بأمرٍ من كاثرين الثانية، إمبراطورة الإمبراطورية الروسية وسميت بإيكاترينوسلاف (إيكاترينوسلاف) من عام 1776 إلى عام 1926، وخلال عام 1918 كان اسم المدينة سيتشيسلاف (المجد لسيش / قلعة القوزاق).

كانت مدينة دنيبرو (دنيبروبتروفسك) المركز الرئيسي لصناعة الصلب منذ بداية القرن العشرين حتى الوقت الحاضر، وقد سيطرت أيضاً على صناعة الآلات وبناء الفضاء الجوي منذ الخمسينيات.

في عام 1802 أصبحت المدينة مركزاً للحكم، وفي عام 1804 تم نقل مدرسة بولتافا اللاهوتية إلى كاترينوسلاف، وبعد عام تم افتتاح أول صالة للألعاب الرياضية، وفي عام 1847 تم بناء أول مسرح للبلدة، وحتى عام 1870 ظلت كاترينوسلاف مركزاً تجارياً وإدارياً صغيراً لمنطقة السهوب الزراعية، وفي عام 1861 كان عدد سكان المدينة 19000 نسمة، حيث تطورت المدينة حول “Katerynynskyi Prospekt”، وهو شريان مركزي يمتد على طول نهر دنيبرو، مع تخطيط غير منتظم إلى حدٍ ما لمبانيها المكونة من طابق واحد أو طابقين، كما اعتمدت الأهمية الاقتصادية لكاترينوسلاف على قابلية الملاحة في نهر دنيبرو فوق نهر دنيبرو رابيدز؛ حيث كانت المدينة بمثابة ميناء لإعادة شحن تجارة الحبوب والأخشاب والصوف.

بدأ التطور المكثف للمدينة في سبعينيات القرن التاسع عشر، عندما تم بناء خط سكة حديد يربط المدينة بسيفاستوبول وخاركوف، وفي عام 1883 ربط خط سكة حديد كاترين (يسمى خط دنيبرو اليوم) المراكز الصناعية الجديدة في حوض دونيتس وكريفي ريه، ومنذ ذلك الحين، كانت المدينة على مفترق طرق النهر، حيث يتم نقل الحبوب والأخشاب، وخط السكك الحديدية الذي يحمل خام الحديد والفحم، سرعان ما أصبحت المركز الرئيسي للصناعة المعدنية في أوكرانيا، وفي عام 1887 تم افتتاح مصنع ألكسندر ميتالورجيكال الضخم التابع لشركة بريانسك المساهمة، وفي عام 1889 تم بناء مصنعاً للأنابيب،  بعد ذلك، تم إنشاء شركات تعدين وتشغيل معادن أخرى.

بحلول عام 1913، كان هناك 358 شركة في المدينة، حيث شكلت الصناعات المعدنية وتشغيل المعادن ثلثي إنتاجها، ومع تطور الصناعة، زاد عدد السكان بسرعة، حيث كان عدد سكان المدينة 47000 نسمة في عام 1887، و 121000 في عام 1897، و 218500 في عام 1912، زتم جلب معظم القوى العاملة من روسيا، وما يقرب من 40 في المائة من السكان كانوا من اليهود، وبحلول عام 1914 كانت مدينة دنيبرو رابع أكبر مدينة في أوكرانيا بعد أوديسا وكييف وخاركوف، وفي القرن التاسع عشر، تم استبدال النمط الكلاسيكي للعمارة بأسلوبٍ انتقائي.

ومع بناء المدينة المركزية، التي تمتد في اتجاه واحد لعدة كيلومترات، أصبحت منطقة كاثرين بروسبيكت ممراً مستمراً من الحجر، حيث توسعت المدينة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، على حساب الضواحي، حيث تتناوب المباني التجارية مع منازل من طابق واحد، ومع نمو المدينة، توسعت على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو في مطلع القرن وكانت متصلةً بثلاثة جسور.

المعالم الأثرية في مدينة دنيبرو

1. شارع دميترو جاورنيزكي

لمدة 84 عاماً حتى عام 2016، تم تسمية شارع دنيبرو الذي حطم الأرقام القياسية على اسم كارل ماركس، ولكن بموجب قانون حظر “الدعاية النازية والشيوعية”، تم تسليم الشرف للمؤرخ والمؤلف القواميس المحترم دميترو جاورنيزكي، وهذا الشارع العريض المكون من ستة حارات، محاطاً بصفوفٍ من كستناء الحصان ويبلغ طوله خمسة كيلومترات، ويبدأ من الشرق عند نصب المجد الأبدي وينتهي في محطة دنيبرو المركزية، كما يحتوي الشارع على جميع المعالم التاريخية الرئيسية بالمدينة، والحدائق ومناطق التسوق والمرافق الثقافية والكليات، بالإضافة إلى العديد من المقاهي.

2. حديقة تاراس شيفتشينكو

وتعتبر إحدى أهم المناطق السياحية في مدينة دنيبرو، ومن أول الأشياء التي يمكن رؤيتها فيها هي عجلة فيريس ومدينة ملاهي على الطراز السوفيتي تستهدف أصغر أفراد العائلة، كما يمكن مشاهدة تمثال تاراس شيفتشينكو، حيث يعتبر هذا الشاعر من القرن التاسع عشر؛ شكسبيراً أوكرانياً لتأثيره الدائم على اللغة الأوكرانية، كما يوجد على جانب المدينة من المنتزه شلال دراماتيكي من صنع الإنسان مبني تحت الصليب، ووفقاً للأسطورة، توقف القديس أندرو في هذا المكان بالذات أثناء رحلته على طول نهر الدنيبر في القرن الأول.

3. متحف التاريخ الوطني

في قصرٍ كلاسيكي جديد مهيب، يتتبع متحف التاريخ الوطني في دنيبرو قصة المدينة والمنطقة إلى العصر الحجري، وبالإضافة إلى أدوات ما قبل التاريخ، هناك بعض القطع الأثرية المثبتة التي تم استردادها من تلال الدفن السكيثية المحلية، والتي يصل عمرها إلى 3000 عام، حيث يضيء المتحف حقاً في صالات عرض دنيبرو الصناعية وتاريخ القرن العشرين، وهناك أيضاً معرضاً جذاب للملصقات الدعائية، وهي الأكثر إثارة للقلق من مجاعة هولودومور التي من صنع الإنسان، والتي قتلت ما يصل إلى 10 ملايين في 1932-1933.

4. تمثال معركة دنيبر ديوراما

يصور التمثال معركة دنيبر الحاسمة، التي دارت بين ألمانيا النازية والسوفييت في خريف عام 1943، حيث شارك حوالي 4،000،000 جندي في القتال على الضفاف المقابلة لنهر دنيبر، في أكبر معركة في الحرب العالمية الثانية، وتم تصوير هذه المعركة الهائلة في ديوراما، حيث توفر رؤية 230 درجة لساحة المعركة ومُثبَّتة بمصنوعاتٍ عسكرية حقيقية مثل: الأسلحة ومعدات عبور النهر وقطع التحصينات، ويوجد في المقدمة أيضاً عرضاً للمعدات العسكرية من المعركة، مثل: مدافع الهاوتزر والدبابات والمدافع المضادة للطائرات.

5. حديقة لازار جلوبا

وتعتبر أقدم حديقة في المدينة والتب تقع بجوار شارع “Dmytro Jawornyzkyj”، وهي مكاناً للاسترخاء والمتعة لسكان دنيبرو، كما يوجد متنزه ترفيهي صغير آخر يكمل المروج والممرات الطويلة المليئة بالأشجار، كما تتميز الحديقة بتحفة فنية وهي عجلة فيريس، مما يمنح الزائر إطلالة كاملة على المدينة ونهر دنيبر، وعندما يكون الجو دافئاً، يمكن استئجار دواسة في بركة المنتزه، كما يوجد “المسرح الصيفي” الخرساني المذهل على وسائل الترفيه للأطفال.

6. نصب المجد الأبدي

في الحد الشرقي من شارع دميترو جاورنيزكي، يوجد نصباً تذكارياً قوي من الحقبة السوفيتية، أقيم لإحياء ذكرى تضحيات الجنود خلال الحرب الوطنية العظمى (الحرب العالمية الثانية)، كما يوجد في الجزء العلوي من العمود تمثالاً من الفولاذ المقاوم للصدأ يمثل الوطن الأم، حيث يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار ويزن خمسة أطنان، اكتمل النصب التذكاري عام 1967، ولا يزال مشحوناً عاطفياً، خاصةً بعد أحداث السنوات القليلة الماضية، وفي الآونة الأخيرة، في مايو 2017 ، كانت هناك مشاجرات واعتقالات خلال احتفالات يوم النصر في الحرب العالمية الثانية.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: