ما هو المناخ المداري البحري (نوع موزمبيق)؟
إن من أهم أوجه الاختلاف بين النوع القاري والنوع البحري من المناخ المداري، هي أن الأمطار التي تكون من النوع الأول تهطُل بشكل عام في نصف العام الصيفي؛ وذلك بسبب التيارات الصاعدة، أمَّا أمطار النوع الثاني تهطُل طول العام ويعود ذلك لعاملين هما التيارات الهوائية الصاعدة حيث يمتاز بها مجال الضغط المنخفض الاستوائي، أيضاً الرياح التجارية التي تُسبب في هطول الكثير من أمطار التضاريس على السواحل الشرقية للقارات في العروض المدارية، حيث أن هذا النوع الأخير هو الذي يحدث في المناخ المداري البحري، خاصة الأجزاء التي تكون بعيدة عن خط الاستواء.
أمَّا أمطار التيارات الصاعدة فلا تهطل إلا خلال فصل الصيف في الأماكن التي تكون قريبة من خط الاستواء عندما ينتقل إليها نطاق الضغط المنخفض الاستوائي، كما أن هبوب الرياح التجارية عليها في بقية فصول العام يؤدي إلى هطول أمطار من نوع ثاني وهي أمطار التضاريس التي تحملها هذه الرياح وتهطُل على منحدرات الجبال، ومن أهم المناطق التي يحدث فيها النوع البحري من المناخ المداري هي المناطق الساحلية في كل من كينيا، تانزانيا، وموزمبيق في إقريقية وغيرها.
وكمية الأمطار من مكان إلى آخر تتباين على حسب نظام التضاريس وأيضاً اتجاه المنحدرات نسبة لاتجاه هبوب الرياح الممطرة، فإن السواحل الشرقية المرتفعة تكون في العادة أغزر مطراً من السواحل التي تقابلها في الغرب، فمثلاً في جزيرة جامايكا فإن كمية الأمطار التي تهُطل على السواحل الشرقية التي تكون مرتفعة تكون 350 سنتيمتراً تقريباً، كما تبلغ كمية المطر على السواحل الغربية التي تقابلها 100 سنتيمتر تقريباً.
ونظراً لأن معظم أمطار المناخ المداري البحري تكون من نوع الأمطار التضاريسية، فيعتبر الارتفاع عاملاً أساسياً في هطولها، فلذلك فإن الجزر ذات السطح المنخفض تكون أمطارها قليلة بشكل عام، فمثلاً في جزر الهند الغربية أمطارها لا تزيد عن 125 سنتيمتراً خلال العام، والوزيع الفصلي للأمطار لا يتبع نظاماً واحداً في جميع الأماكن، ففي بعض الأماكن تظهر قمة الأمطار خلال فصل الشتاء وهو فصل تشتد فيه الرياح التجارية وهذا ما يحدث داحل جزيرة هاواي، وفي البعض الآخر فإن قمة المطر تظهر خلال فصل الصيف، حيث ينطبق هذا بشكل خاص على الأطراف التي تقع بالقرب من خط الاستواء، ودرجة الحرارة تكون مرتفعة طول العام.