ما هي بحيرة الضاية؟
إن الضاية تعد أكثر بحيرة عالية على مستوى سطح البحر داخل الجزائر، حيث أنها توجد على ارتفاع 1170 متر، من الناحية الغربية من الأطلس البليدي في الطريق بين بلدة عين الرمانة وبلدة تمزقيدة (أي بين ولاية المدية وولاية البليدة) كما تبعد مسافة 7 كم عن الحدود الإدارية بين ولايتي المدية وعين الدفلى (بلدية بومدفع) وهي تتبع إدارياً ولاية المدية.
وهي منطقة سياحية رائعة ومحمية بيئية تتبع الحظيرة الوطنية للشريعة، تكثر فيها المناظر الخلابة وهي مقصد الكثير من السياح للراحة والاستجمام وتعد مخزناً متنوعاً للثروة الحيوانية والنباتية وأنواع الطيور مثل اللقلق، النسر الملكي، الحجل، البط، النسور، العقاب والعديد من الطيور المهاجرة، كما تعرف الغابة المحيطة بالبحيرة تنوعاً كبيراً في الأشجار والنباتات كشجر البلوط والكستناء والقندول والأعشاب الطبية المختلفة.
جغرافية بحيرة الضاية:
بحيرة تمزقيدة التي تقع على أعلى جبل تمزقيدة، حيث تعمل على إعطاء شكل واضح للجهة الشمالية لسهل متيجة وواد بورومي وشفة من الجهة الشرقية، مدخل المدية وواد حربيل باتجاه الجنوب، وجزء من أعالي شلف غرباً، تمتد على مساحة 2 هكتار محاطة بسلسلة غابية تحتوي على أنواع متنوعة من النباتات كأشجار البلوط الأخضر، البلوط الفليني، الاسفندان الريفي، الدردار، الخروب، الصنوبر الحلبي، الزيتون والتوت، هذا التنوع النباتي حوّل المنطقة جعلها مكان محبب لمختلف أنواع الطيور مثل: اللقلق الأبيض، الكروان، البجع، طيور الكركي، البوم، الصقر، وأيضاً إلى العديد من أصناف الثدييات كالقرد ماغو، الأرانب، الثعلب، الحرباء والسلحفاة.
هذا الموقع الجذاب كان مصدر إلهام للكثير من القصص التاريخية والخيالية المتوارثة عبر الأجيال لتصبح ثابتة في الذاكرة الجماعية لسكان المنطقة إلى يومنا هذا، وأشهر هذه الأساطير التي رويت من عن طريق مدوّني جيش الاحتلال، تحكي أنه في أواخر القرن 12م كان يوجد رجلاً صالحاً يدعى (سي محمد بوشاقور) أقام في منطقة موزاية التي تضم الكثير من القبائل المتقاتلة فيما بينها بشكل مستمر وفي خلال بضعت أعوام نجح هذا الأخير في إقامة الصلح بين المتقاتلين المتواجدين في سفوح جبال الأطلس، ومن أجل مكافأتهم على الامتثال للصلح عاهدهم بتطوير بلادهم، حيث قام بشق الجبل بفأسه، فنتج عنه سيل جارف أفاض واد متيجة، انبثق عنه واد سُمي بواد الشفاء (واد شفة) لأن مياهه تشفي سريعا إصابات مختلف محاربي القبائل.
وبعد رجوعهم إلى ديارهم طلب ممثلي القبائل التي تصالحت مرة أخرى المساعدة من الولي الصالح، من أجل أن يجعل حقول الكروم المزروعة في المنطقة وافرة الإنتاج، سي محمد بوشاقور استقر في جبل تمزقيدة وأمر جميع القبائل بإحضار في كل صباح قلة من الماء ليصبها على رأس قمة الجبل ومن هنا نشأت أسطورة بحيرة الضاية المعلقة التي لا تجف مياهها أبداً، وتبقى متوفرة حتى في أوقات الجفاف الشديد.
البحيرة المعلقة ضلت لفترة طويلة مكان يزوره سكان المنطقة للبحث عن علاج شاف، من خلال رحلتهم يحافظ الزوار على الطقوس القديمة التي ورثوها عن أجدادهم، بحلول موسم الحرث أو الجني يقوم الزوار بالصعود إلى قمة الجبل لأجل الاحتفال وملئ 500 قلة التي توجد بالقرب من ضريح الولي الصالح.