بماذا تشتهر فانواتو

في الجزر البعيدة المنتشرة في جميع أنحاء الأرخبيل تشتهر فانواتو بالبراكين المتدفقة والشواطئ ذات اللون الأبيض الناصع والشعاب المرجانية، والشلالات البعيدة وسهول الرماد البركاني الكاسح وكذلك مع البحيرات الزرقاء وحطام السفن، كما تعد مناطق الجذب الطبيعية إلى حد كبير من الصادرات الرئيسية لفانواتو، حيث تجذب الآلاف من الزوار من جميع أنحاء العالم.

البراكين النشطة

يُقال إنّ جبل ياسور في جزيرة تانا هو البركان الأكثر نشاطًا الذي يمكن الوصول إليه في العالم، كما تعتبر الحفرة المتوهجة مشهدًا رائعًا بشكل خاص في الليل عندما يكون الجمر المشتعل ساطعًا على السماء المظلمة، فالبركان مشهد في حد ذاته، وعادة ما يتم دفع الزوار عبر سهل من الرماد الأسود المتطاير الذي تشكل على مدى سنوات من الانفجارات التي تمطر من البركان.

شواطئ فانواتو الرائعة

صورة جنوب المحيط الهادئ غير مكتملة دون تصوير المياه الزرقاء للمحيط الهادئ، ومع وجود أكثر من 2500 كيلومتر (1،553 ميلًا) من الخط الساحلي فليس من المستغرب أن تكون فانواتو موطنًا لبعض الشواطئ المذهلة، حيث يحتوي شاطئ شامبانيا المليء بأشجار النخيل على جزيرة إسبيريتو سانتو على رمال بيضاء ناعمة، وفي الجنوب جزيرة تانا التي لديها شواطئ رملية سوداء مذهلة عند سفح البركان النشط جبل ياسور.

الثقوب الزرقاء

الشواطئ الجميلة ليست أماكن السباحة المثالية الوحيدة في فانواتو، حيث يوجد في البلاد العديد من الثقوب الزرقاء الفيروزية العميقة المخبأة في الغابة، فحفرة ماتيفولو الزرقاء في إسبيريتو سانتو والتي تعد أكبر جزيرة في فانواتو محاطة بالخضرة المورقة والأشجار الرائعة المنقطة بحبال متأرجحة، وتأتي المياه من الكهوف الجيرية الجوفية، والتي تقوم بشكل طبيعي بتصفية المياه من جميع الشوائب، ونظرًا لنقاوته فإنّ الماء عبارة عن ظل أزرق خلاب ومن الواضح جدًا أنّه من الممكن رؤية كل ورقة تلتصق بالقاع الرملي، وجزيرة مالو الواقعة إلى الجنوب من إسبيريتو سانتو بها حفرة زرقاء مليئة بالأسماك الاستوائية وهي مكان مثالي للسباحة.

تعلم التحدث بلغة

فانواتو هي الدولة الأكثر تنوعًا لغويًا على هذا الكوكب فمع أكثر من 100 لغة معترف بها، ولكن واحدة من أكثر اللغات المستخدمة شيوعًا هي لغة بيسلاما (Bislama) وهي شكل من أشكال اللغة الإنجليزية المبسطة، فلغة بيسلاما هي لغة كريولية تطورت من تفاعلات شعب ني فان (Ni-Van) مع التجار الأوروبيين، حيث بدأت كشكل مبسط من الإنجليزية الصوتية، وبالنسبة لمتحدثي اللغة الإنجليزية غالبًا ما تكون اللغة أسهل في الفهم عند نطقها بصوت عالٍ.

رقصة كاستوم

رقصةكاستوم (Kastom) هي شريان الحياة لفانواتو وحكمت ذات مرة كل جانب من جوانب الحياة الميلانيزية التقليدية، حيث إنّها كلمة بيسلامية تُستخدم للإشارة إلى الثقافة التقليدية وتغطي كل شيء من الدين والاقتصاد إلى الفن وحتى السحر، وفي الثقافات التي تكون فيها اللغة غير مكتوبة يتم نقل تقاليد أسلوب حياة الكاستوم شفهيًا إما من خلال القصص أو في كثير من الأحيان في شكل رقص.

يمكن العثور على مسارات كاستوم والقرى التقليدية عبر فانواتو وتقدم للزوار لمحة عن الماضي والتراث الثقافي الغني لفانواتو، وعلى مر العقود تم نقله بأمانة من جيل إلى جيل ولا يزال جزءًا لا يتجزأ من حياة شعب ني فان الحديثة.

القفز بالحبال

غالبًا ما يُنسب إلى آلان جون هاكيت (AJ Hackett) كونه والد القفز بالحبال، ولكن قبل فترة طويلة من نشر هذه الرياضة كانت ني فان (Ni-Van) في جزيرة العنصرة تقذف نفسها من الهياكل العملاقة مع وجود كرمة مربوطة حول كاحلها فقط، وقد قام مدمنو الأدرينالين الأصليون بقفزات إيمانية مرعبة كجزء من طقوس كاستوم الفريدة في وقت حصاد اليام السنوي.

يقوم الرجال والصبية الذين لا تتجاوز أعمارهم سبع سنوات يقفزون من برج يبلغ ارتفاعه 20-30 مترًا (66-98 قدمًا)، الأمر الذي قد يستغرق أسابيع لبنائه باستخدام الخشب والكروم من الغابة، ولا يزال التقليد قوياً ولا يزال غواصو الأرض في جزيرة العنصرة يؤدون الطقوس المعروفة باسم ناغول أو (N’gol) كل يوم سبت بين أبريل ويونيو.

جزيرة تانا والأمير فيليب

هناك قرية في جزيرة تانا تشتهر بعبادة الأمير فيليب كإله، ياوهنانين (Yaohnanen) هي واحدة من العديد من طوائف الشحن في فانواتو، وهو الاسم الذي يطلق على الأديان غير العادية التي بدأت في المجتمعات القبلية والمعزولة بعد أن واجهوا مجتمعًا أكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية، وبدأت مسيرة الأمير فيليب كإله في عام 1974 عندما قامت الملكة والدوق بزيارة فانواتو وأصبح المحارب المسمى الرئيس جاك نيفا مقتنعًا بأنّ الأمير فيليب كان من نسل أحد أسلاف تانا الروحيين، على الرغم من وفاة الزعيم في عام 2009 ولكن لا تزال القرية تعبد الدوق وتأمل في أن يعود يومًا ما إلى جزيرتهم.

نبات الكافا

يعد شرب الكافا تقليدًا قديمًا في ثقافات جنوب المحيط الهادئ، ففي فانواتو هو جزء لا يتجزأ من طقوس كاستوم، ويتم تبادله كهدية في التجمعات الهامة مثل الولادات والوفيات والزواج، والكافا نبات استوائي دائم الخضرة وهو قريب من نبات الفلفل، ويتكون المشروب إما من تجفيف جذور النبات وطحنها إلى مسحوق أو معجون أو من مضغ الجذور إلى لب ثم بصقها، ثم يتم خلطه بالماء لعمل مشروب، وتُستخدم جذور النبات لإنتاج مشروب بخصائص مهدئة ومخدرة ونشوة، ويتم شربه يوميًا بواسطة قشرة في قضبان الكافا أو ناكامالس كما يطلق عليها في فانواتو.

حطام السفن

يشمل الماء العديد من النقاط الإضافية في فانواتو، فالغوص والغطس وركوب الأمواج والإبحار والتجديف بالكاياك كل ذلك في بعض من أجمل المياه النقية في العالم، وتمتلك فانواتو بعضًا من أفضل مواقع الغوص في العالم لأسباب ليس أقلها أنّه من الممكن الغوص في حطام السفن ومواقع الحرب العالمية الثانية القديمة بما في ذلك نقطة المليون دولار (Million Dollar Point).

كما أنّ فانواتو هي حلم غواص سكوبا بسبب الأعداد الهائلة من حطام السفن التي يمكن الوصول إليها في مياه البلاد، فخلال الحرب العالمية الثانية كانت فانواتو موقعًا لأكبر قاعدة أمريكية في جنوب المحيط الهادئ، والسفن التي غرقت خلال الحرب هي الآن موطن لشعاب مرجانية مزدهرة وحياة بحرية متنوعة.

وأشهر حطام سفينة في فانواتو هو حطام الرئيس سفينة كوليدج (USS President Coolidge) قبالة ساحل إسبيريتو سانتو، ويبلغ طول السفينة الضخمة أكثر من 180 مترًا (591 قدمًا)، وكان الغواصون يستكشفون الحطام الذي يبلغ عمقه 30-60 مترًا (98-196 قدمًا) منذ الثمانينيات، وتعد جزيرة إيفات أيضًا موطنًا لحطامَين يمكن الوصول إليهما وهما بونزر وسيميلي فيديريسن.

حيوان أبقار البحر

فانواتو هي موطن لمجموعة كاملة من المخلوقات المثيرة للاهتمام بما في ذلك أنواع نادرة من الطيور التي تحتضن بيضها عن طريق دفنها في الرمال البركانية الساخنة، ولكن لا أحد أكثر إثارة للاهتمام من أبقار البحر، حيث تتعرض هذه الثدييات العملاقة لخطر الانقراض في أجزاء كثيرة من العالم ولكن أعداد سكانها مرتفعة في فانواتو، وتسمى سمكة البقر (kowfis) في بيسلاما وقد سميت بهذا الاسم لأنّها الثدييات البحرية الوحيدة العاشبة فهي ترعى الأعشاب البحرية.