بيئة المياه العذبة

اقرأ في هذا المقال


ما هي بيئة المياه العذبة؟

تحتل المسطحات المائية العذبة قسماً بسيطاً من الغلاف المائي وتكون غالباً ذات مساحات قليلة، لذا يكون ارتباطها وثيقاً مع المساحات الكبيرة من اليابسة التي تحيط بها (يوجد حوالي 3% فقط مياه عذبة في العالم)، وتعد المسطحات المائية العذبة إلى حد ما نظم بيئة تابعة للنظم البرية، بالرغم من وجود حدود واضحة لهذه النظم المائية، حيث تتميز البحيرات التي يزيد عمقها عن 15 متراً في أقاليم العروض المعتدلة بتطبيق مياهها.
إذ تظهر طبقتان من الماء خلال فصل الصيف منها سطحية دافئة تكون كثافة الماء فيها قليلة نسبياً، وأخرى سفلية باردة ذات كثافة عالية نسبياً، كما تكون الطبقة السطحية أخف بحيث يعلو الماء الدافئ طبقة الماء البارد الأثقل وزناً، ويحدث اختلاط قليل بين الطبقتين، كما يكون هناك أيضاً تبادل قليل للغازات من خلال عملية الانتشار، وتدعى الطبقة المائية العليا باسم الطبقة الدافئة جيدة التهوية، فيما تُسمَّى الطبقة المائية السفلى بالطبقة المائية الباردة.
وتُسمَّى المنطقة الانتقالية بين الطبقتين جغرافياً بمنطقة التدرج الحراري، وتزود الطبقة العليا الدافئة بالأكسجين من خلال سطح التقابل بين الماء والهواء ومن خلال عملية التمثيل الضوئي التي تقوم بها المنتجات الضوئية، أمَّا بالنسبة للأكسجين الذائب في الطبقة الباردة السفلى فإنه يتناقص بسبب تنفس الكائنات الحية المائية وتحلل المواد العضوية.
وقد تضطر بعض أنواع الأسماك للاستقرار في الطبقة السفلى، وبسبب عدم قدرته على احتمال التغيرات الفصلية في درجة حرارة الطبقة العليا، وبالطبع فإن الأسماك لن تستطيع الاستمرار في الطبقة السفلى إلا إذا كان هناك مصدر يعوض الكمية المفقودة من الأكسجين الذائب، وتتم عملية التعويض تلك بواسطة قلب المياه العليا والسفلى في فصلي الخريف والربيع.
خلال فصل الخريف يبرد سطح الماء وبعدها تصبح درجة حرارة المياه في الطبقتين، وكذلك كثافة الماء متجانسة بشكل نسبي، وبمساعدة الرياح تتكون دورة مائية تقوم بنقل مياه الطبقة السطحية الغنية بالأكسجين الذائب إلى الأسفل باتجاه القاع، ورفع مياه الطبقة السفلى الباردة الفقيرة بالأكسجين الذائب إلى سطح البحيرة، وتُسمَّى عملية القلب هذه بالانقلاب الخريفي.
وأثناء فصل الشتاء في أقاليم العروض الوسطى يحدث اندماج لسطح البحيرات، وتتراوح درجة حرارة المياه آنذاك بين صفر مئوي أسفل الجليد بشكل مباشر وأربع درجات مئوية عند قاع البحيرة، ومع حلول فصل الربيع ينصهر الجليد ويصبح الماء السطحي دافئ.


شارك المقالة: