توزيع الماء على سطح الأرض

اقرأ في هذا المقال


كيف يكون  توزيع الماء على سطح الأرض؟

إن الماء هو المادة الوحيدة على سطح هذا الكوكب التي توجد في الطبيعة بحالات ثلاث وهي: الحالة السائلة، الحالة الغازية، الحالة الصلبة، كما أن الماء يتميز بالحركة ليس فقط من مكان لآخر بل ومن حالة إلى أخرى، فماء البحار يتحول عن طريق الحرارة إلى بخار ماء أي إلى (الحالة الغازية)، ومن الممكن أن يتحول هذا البخار إلى ماء أو ثلج أي إلى (الحالة الصلبة) إذا ما قامت الرياح بسحب السحب إلى مناطق باردة.
كما تعرف سلسلة التغيرات التي تطرأ على الماء، وذلك من حيث حالاته وتغير مكانه بالدورة الهيدرولوجية (Hydrologic cycle)، حيث أنها توضح الحركة المستمرة للمياه على وفوق وتحت سطح الكرة الأرضية، كما أن الشمس تقوم باصدار الطاقة الشمسية (Solar energy) على كل من المحيطات واليابسة.
كما تقدر حركة المياه في الدورة الهيدرولوجية على النحو التالي: حيث أن كمية المياه التي تتبخر من المحيطات تصل إلى 109 ألف تقريباً ميل تكعيب أي (175 ألف كيلومتر مكعب) في العام أي بنسبة (88%) تقريباً من كميات المياه التي تم تبخيرها، كما يبلغ ما يتبخر من التربة، النباتات، المياه السطحية في داخل القارات 15 ألف ميل تكعيب أي (24 ألف كيلومتر مكعب).
وعلى هذا يصبح مجموع المياه التي تتبخر 124 ألف ميل مكعب في كل عام، أي ما يقارب من 200 ألف كيلومتر مكعب، حيث تسقط هذه الكمية على شكل أمطار بنحو 26 ألف ميل مكعب أي حوالي 42 ألف ميل مكعب على القارات، أي بنسبة 21% من مجموع الأمطار، وأيضاً نحو (28 ألف ميل مكعب أي حوالي 158 ألف كيلومتر مكعب على البحار والمحيطات، وتبعاً لهذه الكمية فإن رصيد اليابس من الأمطار يزيد على ما يضيع منه بالبخر بنحو 11 ألف ميل تكعيب، حوالى 17.4 ألف كيلومتر مكعب، حيث تتمثل هذه الكمية الزائدة في مياه الأنهار والمياه التي تصل إلى باطن الأرض عن طريق التسرب.
كما أن سطح الكرة الأرضية يتوزع إلى كل من مسطحات مائية وهي البحار والمحيطات، حيث تغطي تقريباً 71%1 من سطح الكرة الأرضية، كما يكون متوسط عمق كل من البحار والمحيطات هو 12500 قدم  أي (3800 متر)، وما بين يابس يتمثل في القارات ويغطي تقريباً 29%1 من سطح الأرض، كما يصل حجم المحيطات الكلي في العالم إلى 317 مليون ميل مكعب (1.4 بليون كيلومتر مكعب)، أي 97% من المياه التي توجد في كوكب الأرض.
كما تمثل الكتل الجليدية في كل من (أنتاركتكا وجرينلند) 2% من مياه الكرة الأرضية، أمَّا النسبة التي تبقت وهي 1% فإنها تتمثل في الأنهار والمياه العذبة على سطح الأرض، حيث يطلق على المسطحات المائية والماء عموماً بصوره المختلفة تعبير الغلاف المائي (Hydrosphere)، حيث يصل وزن الغلاف المائي إلى 4350/1 من وزن الكرة الأرضية، أي بنسبة 0.022% من وزن الكرة الأرضية.
وعندما كانت البحار والمحيطات تكسو تقريباً 361 مليون كيلومتر مكعب من سطح الكرة الأرضية التي قدرت مساحتها 510 مليون كيلومتر مربع تقريباً، فإن البعض يقولون إنه من الصح أن نقول الكرة المائية بدلاً من الكرة الأرضية، وقد وضعت مقارنات بين ارتفاعات سطح الأرض، أعماق المحيطات، ومن هذه المقارنات الي تم وضعها ما قام به الباحث جون مراى (John Murrays)، وهي المساحات النسبية للمحيطات والقارات، المساحة الكلية لسطح الأرض 510 مليون كيلومتر مربع.
كما أن المساحات المائية في كل من نصفي الكرة الأرضية نسبها تكون متساوية، حيث أن الماء لا يغطي إلا 61% من مساحة نصف الكرة الشمالي السطحية، بينما يقوم الماء بتغطية 81% من مساحة نصف الكرة الأرضية الجنوبي تقريباً، كما أن رحلات كوك التي حدثت في كل من الستينيات والسبعينيات من القرن 18 ميلادي، برهنت على أن السفينة لديها القدرة أن تقوم برحلة بحرية حول الكرة الأرضية فيما بين درجتي عرض 55 درجة و 65 درجة جنوباً دون أن يعوقها وجود يابس.
ونتيجة للدراسات التي تم اجرائها فإن الكثير من الجغرافيين يروا بأنه لولا وجود تضاريس الأرض، حيث أنها متمثلة في الأحواض المحيطية العميقة والسلاسل الجبلية، وكان مستوى سطح الأرض مستقيماً لغُمرت مياه البحار والمحيطات سطح الكرة الأرضية بمستوى من الماء، حيث أن عمقه يصبح (8000 قدم) أو (2440 متراً)، وكما أن متوسط الارتفاع لسطح الكرة الأرضية يصبح تقريباً 840 متراً فوق مستوى سطح البحر، فإن عمق المحيطات يصل متوسطها إلى 3800 متر، ويصل متوسط عمق المحيط الهادي لوحده إلى 4000 متر دون مستوى سطح البحر.


شارك المقالة: