جبل نمرود الأثري في تركيا

اقرأ في هذا المقال


“Mount Nemrut”، تقع قمة جبل نمرود على أحد أكثر المعالم شهرةً في تركيا، حيث يقع الموقع التاريخي الرائع على سلسلة جبال طوروس الشرقية، وهو أعجوبة العالم الثامنة، والذي يحمل أهم المعالم الأثرية في مملكة كوماجين.

تاريخ جبل نمرود

في الوقت الذي كانت فيه الإمبراطوريتان الرومانية والبارثية (الفارسية) تتنافسان، فقد وجدت هذه المنطقة نفسها على الحدود بين الخصمين العملاقين، وفي السابق، كانت جزءاً من الإمبراطورية الرومانية، كوماجين وحاكمها “Mithridates”، وأعلنت استقلالها، وعندما مات ميثريدس الأول عام 64 قبل الميلاد، حيث نال ابنه أنطيوخوس الأول التاج وأخذ استقلال هذه المملكة الصغيرة إلى أبعد من ذلك، كما أنه وقع معاهدات مع كل من روما والبارثيين، حيث كانت مثل هذه الإجراءات هي التي دفعت أنطيوخس إلى الاعتقاد بأن كوماجين، وكان أكثر أهمية مما كانت عليه في الواقع، مما أدى في النهاية إلى سقوطه، عندما عزله الرومان عام 38 قبل الميلاد، ويقال أن قبر أنطيوخس مخفي هناك على الرغم من عدم العثور على قبره، على الرغم من العمل الأثري المكثف في الموقع.

يعتقد علماء الآثار أن جبل نمروت كان موقعاً مقدساً لأهل كوماجين، ولهذا السبب أراد الملك أنطيوخس أن يتم بناء قبره على قمة الجبل، وربما كان مصاباً بجنون العظمة؛ لأنه اعتقد أنه متساوٍ للآلهة، وعندما غزا الرومان المملكة، فقد تم التخلي عن التماثيل ومكان العبادة على هذا الجبل المهيب، كما تركت التماثيل التي يُعتقد أن طولها 50 متراً، عندما أقيمت لأول مرة لمصيرها.

لم يكن الموقع على قمة جبل نمروت سراً أبداً، ولكن لم يتم التحقيق فيه حتى بدأ المهندس الألماني كارل سيستر في التنقيب عنه في عام 1881، ومع ذلك، لم تتحول الأضواء إلى نمروت حتى بدأ فريدريك كارل دورنر بحثاً منهجياً في المنطقة في عام 1939، وبعد سنواتٍ من الحفريات، أعدت جامعة الشرق الأوسط التقنية (METU) في أنقرة خطةً شاملة للتنقيب والبحث في الجبل، وكذلك المنطقة المحيطة به في عام 2006، والتي لا تزال مستمرة.

المعالم الأثرية في جبل نمرود

يحتوي جبل نمرود على العديد من المعالم السياحية الأثرية التي تجذب الكثير من السياح، والتي من أهمها التلة الجنائزية للملك أنطيوخوس الأول ملك مملكة كوماجين، والموجودة على قمة هذه القمة التي يبلغ ارتفاعها 2150 متراً، وتعتبر أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في البلاد وواحدةً من أكثر الآثار روعةً وغرابةً في تركيا.

إلى جانب ذلك فإن الموقع مليء بتماثيل الآلهة اليونانية والفارسية التي صنعت عام 62 قبل الميلاد بأمرٍ من ملك كوماجين أنتيوكوس، ولا يزال قبر ومعبد الملك محفوظين، كما يشمل المدفن والملاذ أيضاً بعض المنحوتات الحجرية للآلهة مع رأس النسر، باعتباره أحد أكثر المنحوتات شهرةً وإثارةً للاهتمام.

هذا وقد ينقسم الموقع إلى أربعة أقسام، وهو موطناً للعديد من التماثيل والآثار، وهذه التماثيل الأكثر اكتمالا موجودةً على الشرفة الشرقية، وعلى الرغم من أن جميع التماثيل فقدت رؤوسها العملاقة، إلا أنها تجلس الآن بشكلٍ غير ملائم على الأرض بجانب الجثث، وتواجه الأشكال الهائلة للآلهة المذبح الرئيسي.

وبالإضافة إلى النسر، هناك أيضاً تمثيلاً لأسد، وإلى جانب هذين الآلهة اليونانية الفارسية هناك زيوس أوروماسدس، “هيراكليس فيريثراجنا أرتاجنيس آريس”، “أبولو-ميثراس-هيليوس-هيرميس”، و”كوماجين-تايكي”، وعلى الشرفة الشمالية، يُظهر النقش أسلافه الفارسيين وأبوه، بينما يظهر في الشمال أسلافه السلوقيين والأمهات، أما على الشرفة الغربية، معظم التماثيل أقل حفظاً، ومع ذلك، فإن الرؤوس لم تعاني من نفس المصير وهي نابضةً بالحياة ومحفوظة.

وقت زيارة جبل نمرود

يفضل زيارة جبل نمروت بين شهري مايو وسبتمبر، حيث إن هذا هو الوقت الذي تكون فيه الطرق المؤدية إلى القمة خالية من الثلج، ومع ذلك، قد تصبح الطرق خاليةً من منتصف مارس أو حتى منتصف نوفمبر، لكن هذا شيء لا يمكن ضمانه.

يكون الطقس في جبل نمرود الأدفأ خلال شهري يوليو وأغسطس، هذه هي الأشهر الأكثر دفئاً، ومع ذلك، حتى خلال فصل الصيف الحار، فقد يظل المكان بارداً والرياح في الواقع على قمة الجبل، وأبرد وقت في اليوم هو وقت شروق الشمس، لذلك، يجب جلب بعض الملابس الدافئة بغض النظر عن وقت زيارة المكان، ومن المعروف أن المكان يظل مغطى بالثلج لمدة نصف عام تقريباً.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: