جدار شارل الخامس الأثري في باريس

اقرأ في هذا المقال


“Wall of Charles V” ويعتبر إحدى أهم الآثار التاريخية في باريس، وأحد أسوار المدينة، ورابع جدار حضري لباريس، والذي يحكي عن تاريخ التحصينات الدفاعية للمنطقة.

جدار شارل الخامس

يقع جدار شارل الخامس في مدينة باريس، والذي تم بناؤه بجانب نهر السين، حيث تم استبدال سور فيليب أوغست بجدار شارل، تم بناء جدار شارل الخامس خلال حرب المائة عام، والجدار السابق، الذي تم بناؤه في عهد فيليب أوغست في نهاية القرن الثاني عشر، أصبح غير كافٍ لاحتواء المدينة وحمايتها.

في عام 1356، تم أسر الملك جان لوبون من قبل الإنجليز، وأدى غيابه إلى أزمة سياسية كبيرة في شمال البلاد، حيث اختلطت الثورات الفلاحية والصراعات على السلطة، والـ “Prevot des Marchands Etienne Marcel”، الذي يحاول الاستيلاء على العاصمة، أجبر “Dauphin”، شارل الخامس المستقبلي، على الفرار من باريس وقرر بناء حصن حول المدينة، وعلى الرغم من أن هذا الجدار يسمى الآن “Charles V Enclosure” ، إلا أن “Etienne Marcel” كان أول راعٍ له.

احتل الجدار مساحة بعرض 90 متراً، حيث كان هناك خندق أمامي يتبع الآخر، وخندقاً كبيراً مليئاً بالمياه وسداً ترابياً كبيراً كان يقف عليه الجدار، وبالإضافة إلى وظيفته الدفاعية، نظم السياج الشبكة الهيدروجرافية لهذه المنطقة من باريس، حيث كانت مناطق المستنقعات والمعرضة للفيضانات عديدة، ومن المحتمل أيضاً أنه تم إنشاء مصايد الأسماك في الخنادق المختلفة.

بوابة جدار شارل الخامس

في عام 1672، كان لويس الرابع عشر، ملك الشمس، لديه قوس نصر مبني على موقع أحد بوابات الجدار السابقة، “Porte Saint Denis”، وبعد ذلك بعامين، كان لديه قوس نصر آخر تم بناؤه على بعد حوالي 250 متراً، وهو “Porte Saint Martin”؛ الأسماء مضللة لأنه لم يكن من المفترض أن يكون أي منهما بوابة، ولكن تمجيد لويس الرابع عشر وانتصاراته العسكرية.

وفي نهاية ذلك فقد يعتبر جدار شارل الخامس إحدى أبرز الجدران المحصنة لمدينة باريس، حيث يمكن أن ينخدع المراقب العابر بالاعتقاد بأن باريس لم تكن محصنة أبداً، لذا فإن بقايا جدرانها القديمة قليلة ومتباعدة، في الواقع تمت حماية المدينة سبع مرات على مدار الألفي عام الماضية، لأسبابٍ عسكرية وتجارية، وفي كل مناسبة بجدار أكبر من الجدار السابق؛ أهمها جدار شارل الخامس.


شارك المقالة: