حصن سانتياغو الأثري في الفلبين

اقرأ في هذا المقال


“Fort Santiago” ويعتبر إحدى أهم المعالم السياحية في الفلبين، وأراضيه ذات المناظر الطبيعية الجميلة على ضفة نهر “Pasig” ملاذاً رائعاً بعيداً عن صخب المدينة الكبيرة، كما تضم العديد من الحدائق والساحات والنوافير التي تجذب الكثير من السياح.

تاريخ حصن سانتياغو

يعود تاريخ بناء قلعة سانتياغو إلى عام 1590م من قبل الإسبان، حيث كان المكان الدقيق الذي يقف فيه حصن سانتياغو الآن، مملكة إسلامية يحكمها زعيم قبلي يدعى راجا سليمان، وعندما وصل الإسبان إلى الفلبين عام 1571، دمروا الموقع وبنوا قلعة بدلاً منه، وأطلقوا عليها اسم القديس الراعي لإسبانيا، سانت جيمس (سانتياغو بالإسبانية)، حيث كان الهيكل بمثابة حصن دفاعهم.

كان الحصن الأصلي مصنوعاً من جذوع الأشجار والتربة، ولكن تم هدمه من قبل القراصنة الصينيين تحت قيادة ليماهونغ في عام 1574، وأعيد بناؤه باستخدام الحجارة المنحوتة والأسمنت الطيني بين عامي 1589 و 1592، ولكن الزلزال المروع في عام 1645 دمر معظم أجزاء الهيكل تكراراً، ثم أعاد الإسبان بناء القلعة من عام 1658 إلى عام 1663، وفي عام 1762، جاء البريطانيون وحكموا حتى عام 1764، مستخدمين حصن سانتياغو كمقرٍ لهم، ووصل الأمريكيون بعد ذلك عام 1778 وقاموا بتجديد الحصن الذي أصبح مركز قيادة الفرقة الفلبينية بالجيش الأمريكي.

وفي عام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية، غزا اليابانيون الفلبين واستخدموا الحصن كقاعدة عسكرية لهم وسجنهم، حيث يقال إنهم سجنوا وعذبوا حوالي 2500 إلى 3000 فلبيني وأمريكي في الموقع، وفي عام 1945، جاءت قوات التحرير الأمريكية وقاتلت اليابانيين، مما تسبب في أضرارٍ جسيمة للقلعة، ثم خدم كمستودع لفيلق النقل الأمريكي في وقتٍ لاحق، وسلم الجيش الأمريكي المعقل إلى الحكومة الفلبينية في عام 1946، وأعلن أنه ضريح للحرية في عام 1950، وبعد عام، أعادت لجنة تطوير المنتزهات الوطنية القلعة ونقلتها إلى إدارة إنتراموروس في عام 1992م.

المعالم الأثرية في حصن سانتياغو

يقع حصن سانتياغو بجوار نهر “Pasig” مباشرةً ويحتوي على ساحة “Plaza de Armas” الخضراء، ويُعد مكاناً رائعاً للنزهات العائلية والأنشطة الأخرى في الهواء الطلق، وكان الحصن بمثابة سجن للبطل القومي خوسيه ريزال قبل إعدامه في عام 1896، حيث تم إنشاء متحف خوسيه ريزال لعرض التذكارات ذات الصلة ولتكريم هذا الرجل العظيم، ولإحياء ذكرى المسيرة الأخيرة من زنزانته إلى فرقة الإعدام، تم تثبيت خطاه على الأرض بالبرونز، كما يوجد صليباً أبيض اللون يخلد شجاعة المناضلين من أجل الحرية الذين تم سجنهم في الزنزانات.

في يناير 2020، فتحت الحكومة حصن سانتياغو للجمهور لتجربةٍ كاملة، من خلال القيام بجولة في الزنزانة، حيث يمكن للزوار رؤية الأماكن الفعلية التي حدثت فيها الأحداث المهمة والمروعة.

1. ساحة التماثيل

وتسمى بساحة دومينغو موريونيس إي موريللو، حيث اعتادت الساحة أن تكون ساحة عامة حتى قام الحرس المدني الإسباني بتسييجها عام 1864 بعد وقوع زلزال، حيث أخذت الساحة اسمها من الحاكم العام الإسباني السابع والثمانين للفلبين، دومينغو موريونيس إي موريللو، وكان موريونس من المحاربين القدامى في حروب كارليست في إسبانيا، وعند وصوله في عام 1877، أنهى تمرداً بالقضاء على الفوج المتمرّد، والساحة نفسها عبارة عن حديقة مفتوحة بها مجموعة من التماثيل بالحجم الطبيعي حول الأطراف؛ الرهبان والجنود والشخصيات التاريخية يسكنون بلازا موريونيس.

2. بوابة حصن سانتياغو

تحمل البوابة المنحوتة بشكلٍ معقد الختم الملكي لإسبانيا ونحتاً خشبياً بارزاً لسانت جيمس (سانتياغو ماتاموروس، أو القديس جيمس القاتل المور)، شفيع إسبانيا، حيث يصور التمثال البارز القديس جيمس وهو يسحق المسلمين تحت حوافر جواده، وهي صورة لاقت صدى جيداً بشكلٍ خاص مع الفاتحين الإسبان، الذين هزموا المسلمين الأصليين ليحصلوا على موقع حصن سانتياغو في المعركة.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: