دور الجغرافيا في العالم المعاصر

اقرأ في هذا المقال


ما هو دور الجغرافيا في العالم المعاصر؟

إن الجغرافيا لم تبقى ذلك العلم الذي يعمل على الاهتمام بوصف الظواهر الطبيعية والبشرية للأرض وصفاً غير دقيق بعيداً عن الحقيقة، بل أصبحت ذلك العلم الذي يتغير مع التطور العلمي الحديث الذي يعتمد على التحليل والقياس والربط واستخدام النماذج والنظريات الجديدة، وبهذا فقد أصبحت باتجاه التطبيق الفعلي لها الذي يعرف في وقتنا الحاضر بالجغرافيا الكمية والجغرافيا التطبيقية التي رفضت أن تقوم بالاستمرار بعيداً عن المشاغل الكبيرة للإنسان، وذلك لما تمتاز به الجغرافيا من قدرة على التأقلم مع جميع العلوم المختلفة.
مع دخول الإنسان عصر الفضاء والقيام باستخدام الأقمار الصناعية ومشاهدة كوكب الأرض وظواهره المختلفة من أبعاد عديدة، حيث أنها من الممكن أن تصل إلى مئات الكيلو مترات، حيث دخلت الجغرافيا عصراً جديداً، كما أنها بدأت تتعامل مع المشكلات العالمية، وتعدت الحدود السياسية للدول (عصرالعولمة)؛ وذلك لأنه أصبح واضحاً للمجتمع الدولي أن أية مشكلة لدولة ما لا يقتصر خطرها وضررها على هذه الدولة فقط بل أنه يمتد إلى الدول الأخرى بنسب متفاوتة.
كما أنه لا يوجد شك أن تقدم الأساليب التقنية والقيام باستعمالها في علم الجغرافيا ساعدت في ظهور فروع جديدة قامت باضافة مجالات كبيرة أمام البحث الجغرافي، كما تردد صدى ذلك في المؤتمر الجغرافي السادس والعشرين من عام 1988 في سيدني، حيث عالج أكثر من مائة بحث من بحوثه موضوع الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية وإدارة البيئة، حيث أن الاستشعار عن بعد هو وسيلة تتيح تصوير الظاهرات المختلفة من ارتفاعات عالية بدقة وبسرعة، أمَّا نظام المعلومات الجغرافية (نمج GIS)، فهو تقنية جديدة ومتطورة تساعد على جمع المعلومات المكانية وحفظها وترتيبها وتصنيفها، وتسهل الربط بينها وتحليلها.
وممَّا لا شك فيه أن دور الجغرافيا التنموي في المجال التطبيقي يتزايد يوما بعد يوم، وعلى الرغم من أن الجغرافيا التطبيقية تعد فرعاً من أحدث فروع علم الجغرافيا حيث ظهرت في عام 1960 ميلادي كفَرْع مستقل في المؤتمر الجغرافي الدولي التاسع عشر الذي تم عقده في ستوكهولم، إلا أنه منذ ذلك الوقت أخذت الجغرافيا التطبيقية تثبت جدواها في كثير من مجالات التنمية.


شارك المقالة: