البيئة الجغرافية؟
يمكن تعريف الجغرافيا على أنها علم يقوم بدراسة الكرة الأرضية وجميع الظواهر الطبيعية والظواهر البشرية التي توجد عليها بواسطة الجغرافيين، حيث أن كلمة جغرافيا ترجع في أصلها إلى اللغة الإغريقية، كما أنها تعني باللغة العربية (وصف الأرض)، إذ أن للجغرافي دور كبير في المجالات التطبيقية، حيث أن دوره يتزايد يوماً بعد يوم.
ما هو دور الجغرافي في التنمية والبيئة الجغرافية؟
- نظم المعلومات الجغرافية: إن البحوث والدراسات بُنيت على أن أكثر من (70%) من المعلومات والبيانات التي يتم تداولها في الجهات الحكومية والقطاع الخاص تكون معلومات جغرافية أو بيئية، ولا يوجد شك بأن الجغرافي بقليل من التدريب على تقنية الكمبيوتر أو إعداد برامج خاصة له تكون ضمن خطة الدراسة سيكون قادر على أن يتعامل مع هذه التقنية الحديثة المتطورة، والتي يتم الاعتماد عليها في العديد من المجالات وذلك مثل كل من: التخطيط العمراني والصناعي والزراعي، إلى جانب تمديدات المرافق العامة مثل كل من خدمات الهاتف والماء والغاز والكهرباء والصرف الصحي وغيرها من المجالات.
- التربية البيئية: التربية البيئة تعرف على أنها إعداد توعوي يساعد الإنسان على العيش بأمان ورخاء وسلام على سطح كوكب الأرض، حيث أن هذا يكون عن طريق تغيير سلوك الإنسان من ناحية مكونات بيئته، وذلك من أجل أن يقوم بالحفاظ عليها، لأن في الحفاظ عليها حفاظاً على الإنسان نفسه، كما أن الدين الإسلامي يعلم أبناءه كيفية الحفاظ على بيئة سليمة نظيفة، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا الملاعن الثلاثة وهي (البراز في الماء، في الظل، في طريق الناس).
كما تهدف التربية البيئية إلى أن يعرف الناس أهمية المحافظة على البيئة والمشاكل التي تنتج عن الإفساد فيها وتدمير كائناتها الحية، كما أنها تعمل على إيجاد مجموعة من الأخلاق البيئية تعمل على تحقيق صداقة الإنسان مع بيئته، ولعل مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية الذي تم عقده في ستوكهولم في عام 1970 ميلادي كان أول المؤتمرات العالمية التي اعترفت بدور التربية البيئية في الحفاظ على البيئة، كما أنها شجعت على تبادل كل من الأفكار والمعلومات والخبرات المختصة بالتربية البيئية بين دول العالم وأقاليمه المختلفة.
كما أن التربية البيئية لا تتوقف على فرع واحد من فروع العلوم بل أنها تستفيد من المحتوى الخاص لكل علم من العلوم في تكوين نظرة شاملة متوازنة، وإن كانت الجغرافيا هي من أقرب العلوم للقيام بهذه المهمة على أحسن وجه. - استخدام الخرائط: إن الخريطة لم تعد أداة الجغرافي أو القائد العسكري أو مخطط المدن فقط، بل أنها أصبحت أيضاً أداة مهمة لجميع المجالات وهي الزراعة، الصناعة، التجارة، الصحة والخدمات البلدية وغيرها، ويعد الجغرافي من أفضل الذين يتعاملون مع الخريطة ويدركون أبعاد أهمية استعمالها، وقد أنشأت أقسام الجغرافيا في أغلب الأقطار أقساماً خاصة للخرائط يتدرب فيها الطلاب على كل من مهارات رسم الخرائط وتوزيع المعلومات عليها وعمليات المسح وإعداد خرائط للأماكن التي لا يوجد لها خرائط.
- النشاطات الاقتصادية المختلفة: حيث يدرس الجغرافي النشاط الاقتصادي ويستطيع أن يساعده في العديد بحوثه ودراساته وإعداد الخرائط التي تكون لازمة لذلك وتحليل البيانات والقيام بدراسات الجدوى الاقتصادية وتحديد مواضع ومواقع المصانع والمزارع، كما يستطيع المتخصص في الجغرافيا الزراعية إعداد الخريطة المحصولية لأية قطعة أرض وإعداد الدورة الزراعية الملاءمة لها.
- العمل بالبلديات: استحدثت عدد من الدول وظيفة الخبراء الجغرافيين في الأعمال التي لها علاقة بالشؤون البلدية والقروية، ومثال على ذلك تخطيط المدن واستعمالات الأراضي بالقرى وغيرها، وأيضاً يستطيع الجغرافي أن يحدد أماكن طمر النفايات وذلك على حسب أسس جغرافية سليمة، مثل اختيار أماكن إلقاء النفايات في عكس اتجاه الرياح السائدة، بحيث تمر على المناطق السكنية قبل مرورها على النفايات، وبهذا تُنقل الروائح والغازات بعيداً عن المدينة، كما يراعى اختيار مواقع إلقاء النفايات بعيداً عن محاور نمو العمران، ويجب أن تكون هذه المواقع بعيدة عن شبكة التصريف السطحي الهيدروجرافي (المائي) حتى لا تلوث المياه المتسربة إلى جوف التربة.
ويوجد هناك مجالات أخرى عديدة يستطيع الجغرافي أن يسهم فيها مثل وسائل الإعلام لتحديد مواقع الأحداث، وتصحيح نطق أسماء الأعلام الجغرافية التي تتعرض للتحريف كثيراً على ألسنة المذيعين، حيث أن هذه مجرد أمثلة آثرنا أن نعرضها لتوضيح بعض المجالات التي يمكن أن يسهم فيها الجغرافي.