دور العرب في المعرفة الجغرافية

اقرأ في هذا المقال


ما هو دور العرب في المعرفة الجغرافية؟

اهتم العرب قبل الإسلام بما يوجد حولهم من ظاهرات جغرافية مختلفة؛ وذلك لأن طبيعة عيشهم كان يعتمد على التنقل في الصحاري المترامية الأطراف من أجل الرعي والتجارة، ومن يتتبع الشعر الجاهلي يصل إلى أن العرب عرفوا كثيراً من المعلومات الجغرافية عن طبيعة مناطقهم، وعند ظهور الإسلام أصبح الاهتمام بالمعرفة الجغرافية أكثر؛ وذلك لأن كثيراً من العبادات تكون مرتبطة بتحديد الاتجاهات والوقت مثل كل من الصلاة والصوم، كما أن الحج يجب علينا أن نعرف الطرق، كما يؤدي إلى التقاء شعوب مختلفة الثقافات.
ولقد قدم العرب خدمة كبيرة للمعرفة الجغرافية، إذ أنهم قاموا بترجمة كتب الإغريق وحفظوها من الضياع، إلى جانب تصحيح ما بها من أخطاء وما أضافوه من كتب قاموا بتأليفها، كما اهتم المستشرقون بالجغرافيا عند العرب بسبب تفوق العرب في هذا الميدان، ومن أهم هؤلاء المستشرقين: المستشرق رينو ذو أصل فرنسي، المستشرق بروكلمان ذو أصل ألماني، المستشرق نلينو الإيطالي، المستشرق الروسي كراتشكوفسكي.
وممَّا يعاب على ما كتبه بعض المستشرقين ما وضعوه من كلام ضد الإسلام في مؤلفاتهم، لعل أبزر العوامل التي ساعدت على تفوق العرب والمسلمين في مجال الجغرافيا ما يلي:

  • اعتمد العرب قروناً طويلة خلال حياتهم على رعي الأغنام الذي يتطلب منهم الترحال في الصحاري المترامية الأطراف، وذلك بحثاً عن الكلأ والعشب فكان عليهم أن يتعرفوا على المسالك والدروب.
  •  استفاد العرب من وجود بلادهم بين أقطار الموسميات (اليمن)، والغربيات (الشام) في التجارة، وكانوا يقومون برحلتي الشتاء والصيف، ممَّا تطلب منهم معرفة أسهل المسالك وأقصرها.
  • إن صفاء سماء الجزيرة العربية أغلب أيام السنة وقلة السحب ساعدت العرب في دراسة الكواكب والنجوم والاعتماد عليها في الاهتداء إلى طرقهم أثناء أسفارهم.
  • تتطلب الصلاة معرفة الاتجاهات الحقيقية والأوقات، ممَّا دفع المسلمين من عرب وغيرهم إلى اختراع الوسائل والأجهزة المتنوعة اللازمة لذلك وتطويرها.
  • الحج هو عامل مهم حيث ساعد على التقاء الشعوب الإسلامية وتبادل المعلومات الجغرافية، وهكذا أتى إلى جزيرة العرب مسلمون من كل أنحاء ودول العالم، ولقد أدى ذلك إلى توسع أفق المعرفة الجغرافية عند العرب، وكان المسلمون لا يخافون من السفر، وكانت لهم علاقات تجارية مع بعض الأقطار البعيدة مثل الصين.
  • الفتوح الإسلامية وما تطلبه ذلك من عمل جهاز البريد ومد شبكة تخص الطرق والمواصلات وتولد دافع لظهور كتب تعالج هذه الناحية مثل كتاب (المسالك والممالك) لابن خرداذبة والإصطخري وابن حوقل.
  • إنشاء (بيت الحكمة) أيام الرشيد، خلال القرن الثاني الهجري الذي ضم في رحاب أخوة العلم والبحث العلمي والترجمة، علماء من جميع الأقوام دون تعصب أو تحيز.
  • قام بعض المسلمين بالترحال من أجل البحث عن الأماكن التي تم ذكرها في القرآن الكريم، مثل رحلة عبادة بن الصامت التي كانت إلى الروم للبحث عن كهف الرقيم.

شارك المقالة: