“Place de Bastille Paris” وتعتبر إحدى أشهر الساحات التاريخية في باريس، وتعد أحد التقاطعات المزدحمة للغاية فيها، مع العديد من الشوارع المتقاطعة، وتحتوي على العديد من المعالم والآثار التاريخية التي تجذب الكثير من الزوار.
ساحة الباستيل
تقع ساحة الباستيل في الحي الحادي عشر في مدينة باريس، وليس بعيداً جداً عن “Place de la Republique”، حيث تم بناء الباستيل للدفاع عن النهج الشرقي لمدينة باريس من التهديد الإنجليزي في حرب المائة عام، وفي عهد لويس الحادي عشر، كان الباستيل سجناً، حيث كانت قلعة الباستيل القديمة موجودة في الميدان، وتم اقتحام سجن الدولة هذا في 14 يوليو 1789 ودمره الثوار.
على مر السنين أصبحت هذه المنطقة واحدةً من أكثر الأماكن شهرةً في المدينة، حيث يتصل مترو الباستيل ببعض من أفضل الأماكن في العاصمة، الحياة الليلية هنا معروفةً جيداًُ، وذلك بفضل العديد من الحانات والنوادي الليلية الممتدة بين شارع رو دي لاب وشارع رو دي لا روكيت وفوبورج سانت أنطوان.
سجن الباستيل
كان الباستيل عبارةً عن حصن تم وضعه على جدار العصور الوسطى في باريس، والذي تم بناؤه في عهد تشارلز الخامس بين عامي 1370 و 1383، وتم تحويل القلعة إلى سجن من قبل الكاردينال ريشيليو، واحتفظت بسجناء سياسيين مثل؛ فولتير والرجل في القناع الحديدي.
تم اقتحام سجن الباستيل من قبل حشدٍ ثوري من فوبورج سانت أنطوان في صباح يوم 14 يوليو 1789، وبحلول وقتٍ متأخر من بعد الظهر، تم إطلاق سراح سجنائها السبعة، وسرعان ما أصبح هذا العمل الأول للثورة الفرنسية تاريخاً رئيسياً في التاريخ الفرنسي.
تم تفكيك السجن المحصن بين 14 يوليو 1789 و 14 يوليو 1790، واستخدمت أحجاره جزئياً لبناء بونت دي لا كونكورد، وتم نحت 83 من أحجاره في نسخ طبق الأصل صغيرة من الباستيل قبل إرسالها إلى المقاطعات، واليوم يمكن رؤية المخطط الأرضي لأبراج الباستيل والتحصين على الرصيف على الجانب الغربي من الساحة.
عمود يوليو
أمر بناء عمود يوليو بتكليفٍ من لويس فيليب في عام 1830 وافتتح في عام 1840، يبلغ ارتفاع العمود المصمم على الطراز الكورنثي 50.52 متراً وقد صممه المهندسان المعماريان؛ جان أنطوان ألافوين وجوزيف لويس دوك، ويؤدي درج مكون من 140 درجة إلى منصة العرض، وهي مصنوعة من 21 براميل برونزية ويزن أكثر من 74 طناً.
يشير اسم العمود إلى تروا غلوريوز أو الأيام الثلاثة المجيدة في الفترة من 27 إلى 29 يوليو 1830، عندما تم إبطال الملك تشارلز العاشر من قبل “ملكية يوليو” في لويس فيليب، وفي الجزء العلوي من العمود يقف ملاك مذهّب من تأليف أوغست دومون يُدعى “le Genie de la Liberte” (روح الحرية)، حيث يحمل التمثال شعلة الحضارة وبقايا سلاسله المكسورة.
تم بناء النصب التذكاري فوق مقبرة تضم 815 جثة من الثوار الذين قتلوا خلال “Trois Glorieuses” وثورة 1848، ويمكن رؤية عمود يوليو من العديد من النقاط البارزة في باريس: من “Sacre-Cœur” في مونمارتر، أو مقبرة “Pere Lachaise”، أو أبراج “Notre-Dame”، أو برج “Montparnasse” أو معهد العالم العربي.
أوبرا الباستيل
قبل الأوبرا كانت محطة قطار تسمى “Gare de la Bastille”، تم افتتاحه بين عامي 1859 و 1969 وربط باريس بـ “Verneuil-l’Etang” و “Boissy-Saint-Leger”، وفي منتصف الستينيات، أدى بناء “RER A” إلى التخلي عن المحطة، وتم هدم المبنى في عام 1984 لإفساح المجال لمشروعٍ طموح؛ أوبرا الباستيل الحديثة، وتم تحويل السكك الحديدية السابقة إلى “Promenade Plantee”.
تعد أوبرا الباستيل جزءاً من مشروع “Grands Projets” الذي صممه فرانسوا ميتران، وهي خطة ضخمة تضمنت بناء “Grand Arche de la Defense” والمكتبة الوطنية في تولبياك والهرم الزجاجي لمتحف اللوفر، وبني بين عامي 1984 و 1989، وتزامن افتتاحه من قبل الرئيس الفرنسي مع الذكرى المئوية الثانية للثورة الفرنسية، حيث تم تصميم الأوبرا من قبل المهندس المعماري الأوروغواياني كارلوس أوت وتتسع لـ3309 مقاعد.
ميناء دي لارسنال
يفسح ميدان الباستيل الطريق إلى “Port de l’Arsenal”، مرسى باريس، حيث كان الميناء هو الخندق المائي السابق لتحصين تشارلز الخامس، وتربط مياهه نهر السين بقناة سانت مارتن، وهو عبارةً عن ميناءٍ ساحر، يضم العديد من القوارب الكبيرة والصغيرة والحدائق، والتي تربط نهر السين بقناة “Saint-Martin”، وعلى الجانب الآخر يوجد بوليفارد ريتشارد لينوار، حيث تصطف الأشجار على الجادة، وغالباً ما يتم إحياء البوليفارد من خلال سوقٍ كبير على طول القناة.
تعتبر ساحة الباستيل إحدى أشهر الأماكن السياحية والتاريخية في باريس، حيث تستضيف الساحة الأحداث الثقافية الكبيرة مثل؛ الحفلات الموسيقية والمعارض وفعاليات المواطنين، ولديها العديد من الحانات والمطاعم القريبة في شارع “Rue de la Roquette” لتكرار الليل، كما تعد الساحة أيضاً نقطة البداية للتنزه في “Faubourg Saint-Antoine”، حيث يمكن اكتشاف الدورات والعديد من الممرات الخلابة.