“Odessa Catacombs” وتعتبر أكبر شبكة في العالم من الأنفاق الحضرية التي تقع في أوديسا، حيث تمتد السراديب على عمق عشرة طوابق وتتبع حوالي 1500 ميلاً تحت الشوارع.
تاريخ سراديب الموتى
يصعب تحديد تاريخ أقدم سراديب الموتى في أوديسا (حيث تم توسيعها جميعاً في وقتٍ لاحق)، ولكن من المحتمل أن يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، إن لم يكن أبعد من ذلك، ومع ذلك، فقد بدأت سراديب الموتى تنمو حقاً إلى شكل متاهة مذهل في أوائل القرن التاسع عشر، عندما تم استخدام الحجر الجيري المحفور منها لبناء جزءاً كبيراً من المدينة.
إضافةً إلى ذلك فإنه وفي غضون ذلك، اختار الفاشيون الألمان والرومانيون مخارج سراديب الموتى العشوائية وأغلقوها، على أمل حبس الرجال أسفل المدينة إلى الأبد، وأحياناً ألقوا عبوات الغاز السام في سراديب الموتى على أمل إخراج المتمردين السوفيت، كما أنه وبمجرد انتهاء الحرب، فقد أصبحت سراديب الموتى موطناً للعديد من مجموعات التهريب والإجرام، التي توسعت وأنشأت أنظمة أنفاق جديدة خاصة بها، وفي عام 1961 للميلاد، كما تم إنشاء نادي البحث “Poisk”، برئاسة قسطنطين برونين من متحف الحفريات في جامعة ولاية أوهايو، وأصبح أول وحدة رسمية لاستكشاف سراديب الموتى، تهدف إلى استكشاف سراديب الموتى والمساعدة في توثيق تاريخ الحركة الحزبية.
إذمنذ القرن التاسع عشر، عندما قام قاطعو الحجارة بالتلغيم في الممرات لبناء المدينة، اعتبر السكان المحليون هذه الفراغات على أنها عالم من الغموض والخطر، حيث كانت مكاناً لعمليات قطع الطرق على حدٍ سواء، حيث قام المُتجِرون بتهريب البضائع المسروقة عبر المحاجر، وخلال الحرب العالمية الثانية، عندما حاصر النازيون المدينة، استخدم المتمردون السوفييت الأنفاق كمقرٍ سري، وفي هذه الأيام، قد ينفتح صدع غامض في الرصيف، كما ستختبر مدينة أوديسا وعياً مفاجئاً بالحواف الموجودة أسفل أقدامهم.
بدأ رومان ماوزر، وهو مهندس كهربائي يبلغ من العمر 31 عاماً من أوديسا، في استكشاف سراديب الموتى عندما كان مراهقاً، متسلقاً عبر البوابات المعدنية في الشارع وقضى ساعاتٍ يتجول في الممرات بواسطة المصابيح الأمامية، حيث اكتشف عالماً من البنية التحتية المنسية؛ أنظمة الصرف الصحي، ومراكز قيادة العفن وملاجئ القنابل السوفيتية، جنباً إلى جنب مع فريق من زملائه المستكشفين، كما أنه افتتح شركة سياحية، حيث قام بتوجيه الناس عبر سراديب الموتى، وأطلق على موقع يوتيوب قناة وثق من خلالها حملاته الاستكشافية، حيث تشمل الحلقات رحلة عبر شبكة من أنابيب الصرف والتحقيق في النقوش الغامضة المسجلة على جدران سراديب الموتى.
وصف سراديب الموتى
إلى جانب ذلك وفي عمق حي مولدافانكا، داخل مرآب متواضع يقع خارج طريق مزدحم، توجد بوابة خاصة إلى واحدة من أكبر المتاهات الحضرية في العالم؛ سراديب الموتى أوديسا، وعند الدخول، فقد يتم تسليم الزائرين خوذة وكشافاً قبل النزول بحوالي 25 متراً في الظلام، وعلى عكس سراديب الموتى في باريس وروما، حيث إنه لم تستخدم سراديب أوديسا لدفن الموتى.
ومع أكثر من 2000 كيلو متراً من الأنفاق، فإن هذه المدينة الواقعة تحت الأرض شاسعة ومعقدة للغاية، وهناك ما لا يقل عن 1000 مدخل معروف فيها، حيث يُنصح السياح بعدم الدخول دون دليل مؤهل، كما يبدو حجمها مذهلاً بشكلٍ خاص عند مقارنتها بسراديب الموتى في روما وباريس، والتي تمتد على مسافة 300 و 500 كيلو متراً على التوالي.
كما أنه وداخل سراديب الموتى أوديسا، فقد يعد ملجأ محصناً مضاداً للأسلحة النووية أثناء الحرب الباردة، حيث إن أحد أكثر المشاهد الغريبة على طول شبكة الأنفاق، مع وجود مسار ضوء ضعيف فقط للمتابعة، حيث يقابل الزوار بدرجات حرارة باردة تبلغ حوالي 13 درجة مئوية عند المغامرة تحت الأرض، كما توجد قطع صدئة من أقفاص المعدات والأسلاك التي تعود إلى الحقبة السوفيتية داخل الوحدة، لكن حجرة العرض هي غرفة محركها المخيفة، وهي مغمورةً بالكامل تقريباً في الماء.
كما أن لتالي هو ما يسمى بالجزء “البري” من سراديب الموتى، وهو واحد من العديد من محاجر كوكينا السابقة، كما يبدو هذا القسم شبه رومانسي عند مقارنته بالمخبأ، حيث توجد لوحات من الفحم محفورةً على جدرانه، إذ أن كلها تحتوي على نقوشٍ تحتها، كما يوجد داخل السراديب أدوات مختلفة مستخدمة لتعدين الأحجار وتذكاراتٍ سوفيتية معروضة.