طريق الحرير التاريخي في الصين

اقرأ في هذا المقال


“Silk Road” ويسمى أيضاً بطريق التجارة القديم أو “سيلو” باللغة الصينية، حيث كان اسما عاماً لقناة النقل الاستراتيجية القديمة التي بدأت من الصين ومرت عبر الدول والقارات الأخرى.

تاريخ طريق الحرير

يعود تاريخ طريق الحرير إلى عام 130 قبل الميلاد في عهد أسرة هان، وفي القرن التاسع عشر، عندما استخدم الجغرافي الألماني اسم طريق الحرير لأول مرة، اشتمل فقط على الطريق البري من شينجيانغ في الصين إلى آسيا الوسطى، فيما بعد تم توسيعه تدريجياً ووصل إلى غرب آسيا وأوروبا وأفريقيا، واستغرق الأمر في الطرق البرية والمائية، إنه ليس فقط طريق مواصلات مهم يربط العالم القديم، ولكنه أيضاً مرادف للتبادلات الاقتصادية والثقافية بين العالم الغربي والعالم الشرقي.

كان طريق الحرير ممراً دولياً ذا أهمية تاريخية، حيث ساعد طريق الحرير القديم على دمج الثقافات القديمة الصينية والهندية والفارسية والعربية واليونانية والرومانية القديمة، وعزز تبادل الحضارات الغربية والشرقية، ويقع نصف طريق الحرير، الذي امتد على طول الطريق بين مدينة شيان إلى الضفة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط​​، في شينجيانغ، وكانت شينجيانغ مكان التقاء الثقافات الغربية والشرقية القديمة وزاره العديد من الشخصيات التاريخية الشهيرة، تم ترك الكثير من الآثار التاريخية والأشياء ذات الأهمية الثقافية النادرة في شينجيانغ.

كانت الصين أول دولة تقوم بتربية ديدان القز وإنتاج الحرير، حيث سافر الدبلوماسي البارز تشانغ تشيان من أسرة هان (206 قبل الميلاد – 220 بعد الميلاد) على الطريق بين 138 قبل الميلاد و 139 قبل الميلاد، وقاد بعثة دبلوماسية وأخذ منتجات الذهب والحرير إلى “Loulan” (الآن Ruoqiang) و”Weili” ،”Huqa” ،”Kashi” ، “Hotan”، “Wusum” (الآن وادي نهر Ili)، و “Dawan”، “Kangju” ،”Dayuesi” وعدد من المناطق الأخرى في شينجيانغ، وزار مساعده “Anxi” (إيران الآن) والهند وعدداً من البلدان الأخرى.

كما أرسلت هذه الدول والمناطق بدورها بعثات دبلوماسية إلى الصين، مما جلب تجارة مزدحمة إلى شينجيانغ، وتم إدخال منتجات الحرير القديمة في وسط الصين، والأدوات الحديدية والذهب والبلاتين والمرايا البرونزية، وأعمال اللك والخيزران والطب والزراعة، وتقنيات التعدين إلى “Xiyu” (شينجيانغ القديمة) والهند وأوروبا، وتم نقل البرسيم العنب والكتان والرمان، والجوز والخيار والأسد والطاووس والفيل، الجمل والمنزل وبعض النباتات والحيوانات الأخرى إلى وسط الصين في ذلك الوقت.

وفي عام 73 بعد الميلاد، أرسلت حكومة هان بعثة دبلوماسية مؤلفة من 36 شخصاً بقيادة بان تشاو إلى “Xiyu” ووصل مساعده جان ينغ إلى “Daqin” (روما القديمة)، على الخليج الفارسي (الخليج العربي الحالي)، والتي ضمنت طريق الحرير الفعال وتوسعت هي إلى الطريق، وجاء راهب إنيدا الشهير أيضاً إلى خنان بوسط الصين عبر باكستان وأفغانستان.

وطريق الحرير في عام 147 م و 401 م على التوالي، لترجمة الكتب البوذية وتسجيل الآلاف من التلاميذ، والراهب الصيني رفيع المستوى فا شيان في عهد أسرة جين (265-420) وشوان تسانغ من أسرة تانغ (618-907) على التوالي، زاروا الهند وباكستان وسريلانكا وعشرات البلدان والمقاطعات الأخرى، وقاموا بأعمال تبشيرية في هذه البلدان على طول طريق الحرير.

المعالم الأثرية بالقرب من طريق الحرير

تم صيانة العديد من الممرات والقلاع والكهوف والمقابر ومراكز البريد، وأبراج المنارات بشكلٍ جيد على طريق الحرير، وحتى الآن، تم العثور على 14 كهفاً و 990 كهفاً في شينجيانغ، من بين هذه الكهوف، هناك أربعة كهوف كبيرة بما في ذلك كهوف “LarKirtz Aqianfo”، حيث تدمج المنحوتات والجداريات في هذه الكهوف الثقافة الصينية والهندية والفارسية وتتميز بأساليب فنية خاصة، وبصرف النظر عن الأعمال الفنية البوذية، تعكس هذه الكهوف أيضاً الإنتاج والظروف المعيشية للشعوب القديمة.

وعلى طريق الحرير القديم، تعد القلعة القديمة في لولان من الأماكن الرائعة، وللقلعة تاريخ غني بالتجارة المزدهرة والسياحة المزدحمة، والآن فقط بقايا القلعة المحاطة بالصحراء بقيت، وأكثر الآثار المحفوظة جيداً هي القلاع في “Gaochang” و “Jiaohe” في “Turpan”، ولا يزال من الممكن هنا العثور على قصر إمبراطوري ومعابد وبعض المباني الشاهقة الأخرى، كما تم اكتشاف أكثر من 100 مومياء في مقابر مجموعة أستالا القديمة حول القلاع.

وتم العثور على الكثير من المواد المكتوبة التي يعود تاريخها إلى ما قبل عهد أسرة تانغ، بالإضافة إلى منتجات الحرير والقطن الفاخرة والعملات المعدنية المختلفة والمنحوتات الفخارية المرسومة والطعام في القلاع، ومن بين المومياوات ضابط عسكري ذو شخصية قوية ووجه ذكي وفتاة صغيرة في جميع الأشكال والمواقف، حيث لا تزال العديد من الأسرار حول طريق الحرير مجهولة وتنتظر المزيد من البحث.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: