ما هو فن الخرائط؟
تعرف الخرائط الجغرافية بأنها هي الخرائط التي تقوم بتوضيح مظاهر الجغرافيا الطبيعية في أي منطقة، فمن الممكن أن تكون الخريطة مرسومة بعدد من الخطوط مثل وجود خريطة للأشكال الهندسية، ومن الممكن أن تكون أكثر من مجرد خطوط كما هو في الصور والرسومات الملونة التي يتم استعمالها في كل من التضاريس، الطبقات، التصوير المقطعي، حيث أن أغلب الخرائط الحديثة تقوم باستخدام الشمال الجغرافي كاتجاه مرجعي.
كما أن خريطة الخوارزمي تُعد من أقدم ما وصل إلى أيدينا من الخرائط العربية، وقد وضعت على تلك الخريطة حدود الأقاليم السبعة التي ذكرها الخوارزمي، أمَّا الأهمية الكبرى التي لا تنازع فيها هذه الخارطة أنها بينت مجرى النيل الذي يبدو منها أنه كان معروفاً جيداً في تلك الفترة.
كما يعد الإدريسي الذي ولد في (493 هـجري/ 1100 ميلادي) من أشهر علماء الخرائط المسلمين، حيث ينتمي الإدريسي وهو (أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس) إلى بيت الأدارسة العلويين الذين قاموا بالمطالبة بالخلافة في بلاد المغرب، كما أنه قد تلقى العلم في قرطبة، وزار تركيا وهو في عُمر السادسة عشرة، كما أنه قام بزيارة صقلية ونمت بينه وبين ملكها روجر الثاني علاقات قوية.
وكما قام الإرديسي أيضاً برسم خريطة للعالم على دائرة كبيرة الجرم ضخمة الحجم تتكون من الفضة في وزن أربعمائة رطل رومي، في كل رطل منها مائة درهم واثنا عشر درهماً، حيث أنه يقال: أن هذه الكرة الفضية حطمها الثوار ونهبوها عندما قاموا باقتحام قصر روجر في عام 1160 ميلادي.
كما قام الإدريسي بترك خارطة مرسومة على الورق وكتاباً خاصاً موضحاً فيه الأسماء الجغرافية، ومن أهم أعمال الإدريسي كتابه الذي سماه (وصف الأرض)، حيث أن الأرض تكون على شكل كرة معلقة في الفضاء كالمُح في البيضة، ثم أنه قام بوصف الأقاليم والبحار والخلجان وسطح الأرض.
قام الإدريسي بتقسيم الأرض إلى سبعة أقاليم ثم يقسم كل إقليم من الأقاليم السبعة إلى عشرة أقسام رأسية بدأت من جهة الغرب إلى جهة الشرق، كما أنه رسم خريطة لكل إقليم، ومن أهم أجزاء كتاب الإدريسي الجزء الذي وضح فيه شمال أفريقيا وأسبانيا وإيطاليا؛ وذلك لأنه اعتمد على الدراسة الميدانية والملاحظة الشخصية، وقد كانت وفاة الإدريسي في سنة 560هـجري (1164 ميلادي).