كيف ساهم فيروس كورونا في تغير المناخ

اقرأ في هذا المقال


أدت جائحة COVID-19 والقيود الناتجة عن السفر والقطاعات الاقتصادية الأخرى من قبل البلدان في جميع أنحاء العالم إلى خفض تلوث الهواء وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل كبير في غضون أسابيع قليلة، حيث أعطى هذا التغيير المفاجئ للعلماء رؤية غير مسبوقة للنتائج التي من شأنها أن تستغرق سنوات لتحقيقها.

كيف ساهم فيروس كورونا في إحداث تغير في المناخ

ثاني أكسيد الكربون

لوحظ أنه بينما انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 5.4٪ في عام 2020، استمرت كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في النمو بنفس المعدل تقريبًا كما في السنوات السابقة؛ أي أنه خلال الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية السابقة، مثل نقص النفط في عام 1973 من الممكن أن ترى على الفور تغيرًا في معدل نمو ثاني أكسيد الكربون.

في حين أن الانخفاض في الانبعاثات بنسبة 5.4٪ كان كبيرًا، فإن النمو في التركيزات في الغلاف الجوي كان ضمن النطاق الطبيعي للتغير من سنة إلى أخرى والناجم عن العمليات الطبيعية، حيث لم يمتص المحيط الكثير من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي كما هو الحال في السنوات الأخيرة.

ملوثات الهواء والميثان

يمكن أن تتفاعل أكاسيد النيتروجين (NOx) في وجود ضوء الشمس مع مركبات الغلاف الجوي الأخرى لتكوين الأوزون، وهو خطر على صحة الإنسان والحيوان والنبات فكيمياء أكاسيد النيتروجين هي كرة الغزل المعقدة بشكل لا يصدق، حيث تقوم بشد جزء واحد وتتغير خمسة أجزاء أخرى.

لقد أدت الانخفاضات المرتبطة بـ COVID في أكاسيد النيتروجين بسرعة إلى انخفاض عالمي في الأوزون، وقد تم الكشف عن تأثير أقل إيجابية للحد من أكاسيد النيتروجين، حيث يتفاعل هذا الملوث لتشكيل جزيء قصير العمر يسمى جذور الهيدروكسيل، والذي يلعب دورًا مهمًا في تكسير الغازات طويلة العمر في الغلاف الجوي.

ومن خلال تقليل انبعاثات أكاسيد النيتروجين حد الوباء أيضًا من قدرة الغلاف الجوي على تطهير نفسه من غازات دفيئة مهمة أخرى كالميثان، حيث أن جزيء الميثان هو أكثر فعالية بكثير من ثاني أكسيد الكربون في حبس الحرارة في الغلاف الجوي، وأما تقديرات كمية انبعاثات الميثان التي انخفضت أثناء الوباء غير مؤكدة؛ لأن بعض الأسباب البشرية مثل الصيانة السيئة للبنية التحتية لحقول النفط لم يتم توثيقها جيدًا، ولكن  قدر الانخفاض بأنه كان 10٪.

ومع ذلك، كما هو الحال مع ثاني أكسيد الكربون، حيث أنه لم يقلل من الانخفاض في الانبعاثات لتركيز الميثان في الغلاف الجوي وبدلاً من ذلك قد نما الميثان بنسبة 0.3٪ في العام الماضي، وهو معدل أسرع من أي وقت آخر في العقد الماضي ومع وجود كمية أقل من أكاسيد النيتروجين، كان هناك القليل من جذور الهيدروكسيل لتنظيف الميثان، بعيدًا لذلك بقي في الغلاف الجوي لفترة أطول.

حول تلوث الهواء وانتقال الفيروسات

  • إن التعرض لتلوث الهواء والوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19 في الولايات المتحدة، حيث وجد أن الزيادة الطفيفة في التعرض طويل الأمد سيؤدي إلى زيادة كبيرة في معدل الوفيات COVID-19.
  • إن قياس تأثير تلوث الهواء على مخاطر عدوى الجهاز التنفسي في الصين وجد أن جودة الهواء السيئة في الصين قد تزيد من انتقال العدوى التي تسبب أمراضًا شبيهة بالإنفلونزا.
  • إن الارتباط بين عدوى الجهاز التنفسي وتلوث الهواء في وضع سياسة جودة الهواء والتغير الاقتصادي، حيث وجد أن ما يقرب من 500000 من سكان نيويورك أن المستويات المرتفعة لتلوث الهواء بالجسيمات زادت من فرص العلاج في المستشفيات؛ بسبب الالتهاب الرئوي وزيارات الطوارئ وخاصة الأنفلونزا.
  • قد يكون انتقال العدوى عن طريق الهواء قد لعب دورًا في انتشار فاشيات إنفلونزا الطيور شديدة العدوى في عام 2015 في الولايات المتحدة، حيث وجد أن العديد من الفيروسات بما في ذلك الفيروسات الغدية وفيروس الأنفلونزا، يمكن أن تنتقل على جزيئات الهواء ووجد أن الجسيمات ساهمت على الأرجح في انتشار إنفلونزا الطيور عام 2015.
  • إن العلاقة بين تلوث الهواء المحيط والوفيات اليومية لمرض السارس في بكين خلال وباء السارس في عام 2003 وجد إن الزيادات في تلوث الهواء بالجسيمات تزيد من مخاطر الوفاة من المرض السارس هو فيروس كورونا.

وفي نهاية ذلك، فمن الجدير بالذكر أن الانبعاثات عادت إلى مستويات قريبة من ما قبل الجائحة بحلول الجزء الأخير من عام 2020، وعلى الرغم من انخفاض النشاط في العديد من قطاعات الاقتصاد، حيث يعتقد أن هذا الانتعاش في الانبعاثات ربما كان ضروريًا للشركات والأفراد للحفاظ على إنتاجية اقتصادية محدودة ومن خلال استخدام البنية التحتية للطاقة العالمية الموجودة اليوم، فهذا يشير إلى أن تقليل النشاط في القطاعين الصناعي والسكني غير عملي على المدى القصير أي كوسيلة لخفض الانبعاثات وسيتطلب الحد من انبعاثات هذه القطاعات بشكل دائم انتقالها إلى تقنية منخفضة الانبعاثات الكربونية.


شارك المقالة: