“Panmunjom”، بعد إنتهاء الحرب الكورية بهدنة في عام 1953، تم تحديد بانمونجوم كمكان واحد يمكن أن يلتقي فيه المسؤولون من كلا الجانبين، وهي أيضاً تعتبر آخر حدود الحرب الباردة في العالم، حيث يلتقي جنود من كلا الجانبين وجهاً لوجه.
تاريخ قرية بانمونجوم
انعقد الاجتماع العام الخامس والعشرون للجنة الهدنة العسكرية (MAC) في أكتوبر 1953، واتفق ممثلو الأمم المتحدة والقوات الشيوعية على إنشاء “JSA” داخل منطقة مقر لجنة الهدنة العسكرية (MACHA)، الموجودة في “MDL”، للعمل من الآن فصاعداً، وقد نتج عن ذلك إنشاء منطقة بيضاوية يبلغ عرضها 800 متراً وطولها 400 متراً لخدمة هذا الغرض.
وفي البداية، وقف الجنود من كلا الجانبين معاً في جيش جنوب السودان، لكن المنطقة قُسِّمت في أعقاب “حادثة قتل الفأس” في 18 أغسطس / آب 1976، ومنذ ذلك الحين، قام جنود من جانب الأمم المتحدة بحراسة الجانب الجنوبي من منطقة تربيع الشيشان، بينما وقف جنود من الجانب الشيوعي على الجانب الشمالي، ومع ذلك، اتفق قادة الكوريتين خلال مؤتمر القمة لعام 2018 في بيونغ يانغ على ضمان حرية الحركة ونزع السلاح داخل جيش جنوب السودان، حيث تم إغلاق نقاط الحراسة، ولم تعد الأسلحة تحمل داخل بانمونجوم.
لم تكن بانمونجوم هي المكان الذي بدأت فيه محادثات الهدنة للحرب الكورية، حيث عقدت المناقشات الأولية لوقف إطلاق النار في 8 يوليو 1951 في مطعم “Naebongjang” الفاخر في شمال كيسونغ، وعلقت المحادثات بعد أن قام الجيش الكوري الشمالي بإستفزازات متعمدة في المنطقة المجاورة، وطالبت الأمم المتحدة بنقل الموقع وعرض الجانب الكوري الشمالي نقله إلى قرية ريفية صغيرة تسمى نيولمون ري، قبل جانب الأمم المتحدة هذا الاقتراح، واجتمع ضباط الاتصال من كلا الجانبين في 22 أكتوبر 1951، ووافقوا على استئناف محادثات الهدنة المعلقة هناك.
تم إبرام اتفاقية الهدنة في بانمونجوم في 27 يوليو 1953، بعد 765 جولة من المحادثات، بما في ذلك 159 محادثات هدنة كاملة، ومع ذلك، تم توقيع اتفاقية الهدنة في موقعٍ على بعد كيلومتراً واحداً خارج كيسونغ، وتم تعيين بانمونجوم بالاتفاق المتبادل في أكتوبر 1953، لتكون بمثابة موقع للاجتماعات المستقبلية بين الجانبين.
يُعد النصف الجنوبي من بانمونجوم حالياً جزءاً من “Jinseo-myeon”، التي تخضع لسلطة باجو، بينما ينتمي النصف الشمالي إلى “Panmun-gun”، وهي جزءاً من بانمونجوم، موجود في مقر لجنة الهدنة العسكرية (MAC) في المنطقة المجردة من السلاح، ولا يقيم المدنيون في منطقة جنوب الصحراء، لكن الجانبين اتفقا على السماح لمجموعتين سكنيتين بالقرب من بانمونجوم وديسونغ دونغ في الجنوب وجيجون دونغ في الشمال، فقط العائلات التي عاشت في هذه المجتمعات الريفية خلال الحرب الكورية يمكنها العيش هناك اليوم.
ستة أشياء يجب معرفتها عن قرية بانمونجوم
1. الأرض الحرام
لا تتمتع كوريا الشمالية ولا الجنوبية بسلطةٍ قضائية على بانمونجوم، وهي تقع داخل المنطقة المنزوعة السلاح التي يبلغ عرضها أربعة كيلومترات والمُلغومة بشدة والتي تُستخدم كحدود فعلية بين الكوريتين، والطريق الرئيسي المؤدي إلى المنطقة محاط بأسوار من الأسلاك الشائكة وأبراج مراقبة أمنية.
2. مكان للمحادثات بين الكوريتين
بعد انتهاء الحرب الكورية بهدنة في عام 1953، تم تحديد بانمونجوم كمكان واحد يمكن أن يلتقي فيه المسؤولون من كلا الجانبين، حيث ترتبط المباني في قرية الهدنة بسيول وبيونغ يانغ، بحيث يمكن مراقبة المناقشات عن كثب من قبل المسؤولين في العاصمتين، ويقال إن الكاميرات والميكروفونات موضوعةً في غرفة الاجتماعات قبل محادثات يوم الثلاثاء (9 يناير)؛ لضمان تمكن المسؤولين من الجانبين من مراقبة المحادثات فور حدوثها، حيث سيتمكن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من الاستماع إلى المناقشات والتدخل إذا لزم الأمر، وفقاً لمسؤولٍ حكومي كوري جنوبي طلب عدم الكشف عن هويته.
3. مثل شبه الجزيرة الكورية، مقسمة إلى قسمين
وتسمى ب”قرية الهدنة”، حيث تقسم إلى قسمين بخط ترسيم عسكري: جانب للشمال والآخر للجنوب، وفي وسط القرية توجد مباني قيادة الأمم المتحدة تعبر منتصف الخط، كما سار وفد الشمال يوم الثلاثاء (9 يناير) فوق خط الترسيم العسكري في بانمونجوم في حوالي الساعة 9:30 صباحاً (بتوقيت كوريا الجنوبية)؛ ليشق طريقه إلى بيت السلام الواقع على الجانب الكوري الجنوبي من قرية الهدنة، حسبما ذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية، ولدى كوريا الشمالية أيضاً مكاناً للمحادثات من جانبها، حيث يتم تحديد الخط الفاصل فقط ببلاطة إسمنتية منخفضة لا يجرؤ الجنود والسياح الزائرون على عبورها.
4. بقعة ساخنة للانشقاقات والعنف
شهدت بانمونجوم عدداً من الحوادث الدراماتيكية، وفي الآونة الأخيرة، انطلق جندي كوري شمالي عبر الحدود في انشقاق نادر للغاية ودراماتيكي في نوفمبر، عندما أطلق رفاقه 40 طلقة على الأقل في محاولة لقتله، وكانت هناك انشقاقات سابقة في بانمونجوم، وعلى الأخص في عام 1984، عندما انطلق طالب روسي من موسكو عبر الحدود وأثار معركة بالأسلحة النارية استمرت 30 دقيقة خلفت أربعة قتلى، رغم أنه لم يصب بأذى، كما تم تسجيل معركةً أخرى بالأسلحة النارية في عام 1967، عندما انشق صحفي كبير من وكالة الأنباء المركزية الكورية التي تديرها الدولة في كوريا الشمالية، أثناء تغطيته للمحادثات العسكرية، وكانت هناك مخاوف من اندلاع صراع واسع النطاق في عام 1976، بعد أن قامت مجموعة من القوات الكورية الشمالية بفأس جنديين أمريكيين فقتلوا جنديين أمريكيين كانا يقطعان شجرة قريبة.
5. مكان للقادة لتوضيح وجهة نظرهم
غالباً ما ذهب الرؤساء الأمريكيون الذين يزورون كوريا الجنوبية إلى المنطقة المجردة من السلاح، كدليل رمزياً على التزام واشنطن بالدفاع عن سيول، لكن سوء الأحوال الجوية أجبر دونالد ترامب على إلغاء رحلة مفاجئة إلى هناك في تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد أن وصف مكتبه في وقت سابق مثل هذه الزيارات بأنها “مبتذلة”، كما قام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون برحلة نادرة إلى بانمونجوم في عام 2012، حيث حملت وسائل الإعلام الحكومية صوراً له وهو ينظر عبر الحدود في الجنوب من خلال منظار وسط توتراتٍ متصاعدة.
6. مقصد سياحي شهير
تقع بانمونجوم على بعد 60 كيلو متراً شمال سيول و 180 كيلو متراً جنوب بيونج يانج، وعلى مر السنين، تحول الموقع إلى نقطة جذب رئيسية لزيارة الأجانب، حيث يتلقى السياح في الجانب الجنوبي تحذيراً من الأعمال التي قد تثير استعداء الجنود الكوريين الشماليين قبل أن يبدأوا بحذر في التقاط لقطات للفرقة، كما أدرج موقعها الرسمي على الإنترنت ما يلي ضمن الملابس المحظورة: سراويل الجينز الممزقة، والزي الرسمي والقمصان والسراويل القصيرة والتنانير القصيرة، وغيرها من الملابس الكاشفة، وتبلغ تكلفة الجولة حوالي 65000 وون إلى 85000 وون للشخص الواحد.