قرية كاياكوي الأثرية في تركيا

اقرأ في هذا المقال


“Village Of Kayakoy” وكانت تعرف سابقاً باسم “ليفيسي”، والتي تقع على بعد خمسة كيلو مترات فقط غرب ملاذ هيسارونو السياحي، لكن نادراً ما يزورها الناس، حيث أن مئات المنازل الحجرية فيها تتعرض ببطء للهدم تحت أشعة الشمس الحارقة، بينما تنتظر قصة الهجر اكتشافها.

تاريخ قرية كاياكوي

يعود تاريخ قرية كاياكوي إلى الليقانيين، ومؤخراً في القرن الثامن عشر، بنى الإغريق مدينة أحدث على قمة المدينة القديمة، ولسوء الحظ، تم التخلي عنها بالكامل في عام 1923؛ بسبب التبادل السكاني بين اليونان وتركيا، وتعد كاياكوي اليوم واحدةً من أجمل مدن الأشباح التي يمكن إيجادها في أي مكان، وفي العصور الليقية، كانت المدينة تعرف باسم “Karmilassos”، وعندما احتلها اليونانيون، غيروا اسمها إلى ليفيسي، حيث يعود أول ذكر ليفيسي إلى القرن الرابع عشر وينتمي إلى “Sanudo”، وهو مسافر إيطالي.

بنيت في الأصل في القرن الثامن عشر الميلادي، وكانت المدينة المسماة “Karmilassos” باللغة اليونانية موطناً لما يصل إلى 20000 من السكان الأرثوذكس اليونانيين بحلول أوائل القرن العشرين، وأدت التداعيات الفوضوية للحرب العالمية الأولى وانهيار الإمبراطورية العثمانية إلى الاستيلاء على الأراضي في الحرب اليونانية التركية (1919-1922)، حيث انتهت الخسارة المدوية لليونانيين في هذه الحرب بالعنف والانتقام، والذي غالباً ما كان يستهدف الجالية الأرثوذكسية اليونانية المتبقية داخل الحدود التركية الجديدة، وبالتالي ضد الأتراك المسلمين في اليونان، وفر مئات الآلاف من اليونانيين من أعمال العنف في تركيا، مما دفع الحكومات إلى الموافقة على التبادل الإجباري للسكان، ابتداء من عام 1923 من أجل وقف إراقة الدماء.

سكان كاياكوي الذين عاشوا حتى الآن بسلام مع جيرانهم الأتراك، هجروا المدينة وذهبوا إلى اليونان التي كانت تكافح من أجل إيجاد أماكن لما يقرب من 200 ألف لاجئ من التبادل، إضافةً إلى أكثر من مليون من السكان الأتراك السابقين الذين هربوا قبل الصرف الرسمي، كما تم ترحيل أكثر من 300000 تركي قسراً من اليونان إلى تركيا التي دمرتها الحرب، لكنها بالمقابل غنية بالأراضي، وتم تكليف المستكشف القطبي والعالم النرويجي الحائز على جائزة نوبل فريدجوف نانسن بمهمة تنظيم التبادل.

في كاياكوي، يوجد الآن ما يقرب من 350 منزلاً فارغاً ومعظمها بلا أسطح، إلى جانب كنيستين للروم الأرثوذكس والنوافير والصهاريج التي تسقي المدينة، حيث أدت فصول الشتاء القاسية والرياح القوية إلى تجريد المباني وتحويلها إلى أنقاض، مما جعل المدينة تبدو قديمة. متحف خاص يروي قصة المدينة.

السياحة في قرية كاياكوي

تقع الأنقاض الصحراوية لهذه القرية التي كانت مزدحمةً في يومٍ من الأيام مقابل جبال طوروس، بالقرب من الشواطئ المشهورة عالمياً والميناء المليء باليخوت في أولو دينيز، وعلى الرغم من أن المباني الحجرية فيها بلا أسطح وتتعرض للعوامل الجوية وتآكل الشوارع الضيقة مع تقدم العمر، إلا أن هذه ليست مدينة قديمة، ولكنها خراب حديث مهجور لأسباب سياسية في عشرينيات القرن الماضي.

أول ما يميز قرية كاياكوي هو موقعها؛ حيث تقع القرية على منحدر تل يطل على وادٍ من جهة وعلى خليجٍ من جهةٍ أخرى، والقرية مليئة بالمنازل والكنائس والمباني الأخرى المهجورة، وهي مكاناً رائعاً لاستكشافه لقضاء فترة ما بعد الظهر، وعلى الرغم من عدم وجود قائمة مهام فعلية أثناء التجول، إلا أن هناك بعض الأماكن التي يمكن زيارتها أثناء الوجود هناك، حيث يمكن الاستمتاع بتسلق التل مع وجود كنيسة صغيرة فوقه، حيث توفر تلك البقعة إطلالةً رائعة على القرية بأكملها، ويمكن حتى رؤية البحر على الجانب الآخر، كما يمكن الاستمتاع بمشاهدة كنيستان كبيرتان، لكن لسوء الحظ، تم إغلاقهم الآن ولا يمكن الدخول إلى الداخل.

يمكنك زيارة قرية كاياكوي على مدار السنة، ولكن أفضل وقت هو الربيع أو الخريف، عندما يكون الطقس لطيفاً، الصيف فيها حار ورطب، لذا يمكن محاولة المجيء في الصباح الباكر أو في وقتٍ متأخر بعد الظهر لتجنب الحرارة، وغالباً ما يُنصح بوقت غروب الشمس باعتباره أفضل وقت في اليوم، حيث تحصل القرية على توهج غروب الشمس الجميل.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: