قصر الحلَابات الأثري في الأردن

اقرأ في هذا المقال


“Qasr Al-Hallabat” ويعتبر إحدى أهم المواقع الأثرية التاريخية في الأردن، حيث يعتبر أحد أكثر المواقع تمثيلاً وأهميةً في الشرق الأدنى، لفهم التغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي حدثت في الفترة الانتقالية من العصور القديمة المتأخرة إلى أوائل العصور الوسطى، التي ولَدت الثقافة الإسلامية.

تاريخ بناء قصر الحلابات

يعود تاريخ بناء قصر الحلابات إلى العصر النبطي، عندما كان عبارةً عن محطة على طرق التجارة، حيث كان عبارةً عن قلعة وأصبح خلال العصر الروماني حصناً رومانياً شيد في القرن الثاني أو الثالث الميلادي كمحطةٍ عسكرية على الطريق بين بصرى والعقبة، لحماية سكانها من غارات قبائل البدو في البادية.

كما كان واحداً من العديد من المحطات على الطريق الروماني السريع، وأعيد توسيعه واستخدامه خلال الفترة البيزنطية، وخلال الفترة الأموية، أعيد بناء الموقع في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، الذي أمر بتدمير القلعة وأعاد بناء قصراً كبيراً باستخدام البازلت والحجر الجيري.

كما تم العثور على هيكلٍ مغلق في الموقع، والذي كان يُستخدم للأغراض الزراعية، ويوجد خزاناً ضخم وما لا يقل عن خمسة صهاريج كبيرة في الوادي إلى الشمال والغرب، وربما تم توصيل أنظمة القنوات من أجل تخزين وتوزيع المياه في القصر والمجمع بأكمله، بالإضافة إلى مسجد.

أدت الحفريات الجديدة في القصر والمسجد إلى إعادة تقييم تاريخ الموقع، ومن عام 2002 إلى عام 2013، أنجزت البعثة الأثرية الإسبانية في الأردن مشروع تنقيب طويل الأجل، وترميم وتحويل متحرك، بإدارة الدكتور إجناسيو أرس، حيث تم تضمين المجموعة المنهجية لجميع الكتل الحجرية المتبقية المنقوشة، والتي تعد نقطة جذب سياحية في قصر الحلابات، حيث تحتوي على نصٍ قانوني يتعلق بالتنظيم العسكري للحدود الشرقية للإمبراطورية البيزنطية، الصادر عن المحكمة الإمبراطورية في القسطنطينية في عهد الإمبراطور أناستاسيوس الأول.

السياحة في قصر الحلابات

يعتبر قصر الحلابات إحدى المواقع الأثرية المهمة في الأردن والذي يجذب العديد من السياح العرب والأجانب، وهو عبارة عن هيكلٍ مربع يبلغ طوله 44 م، مع أبراجٍ مربعة بارزة في الزوايا في كل زاوية، حيث تحتفظ أنقاض القلعة بطابق واحد في المجموع، كما يحتوي على الفسيفساء التي غطت أرضيات القصر، موضحةً مجموعة متمركزة بمهارة في حركة تشبه الرسوم المتحركة، حيث تم وضع مجموعة جديدة من الفسيفساء واللوحات الجدارية والأفاريز الجصية، والتي تحمل رسالةً جديدة يتم نقلها للسائح.

كما يوجد مسجداً يقع على بعد 14 متراً جنوب شرق القصر، والذي يشبه ملامح المسجد الطراز المعماري الإسلامي المبكر في شمال إفريقيا وإسبانيا، حيث يقسم رواقان مقوسان المسجد إلى ثلاثة أقسام، ويمتد قالب دائري محيط الفضاء على ارتفاع 2.10 متراً، حيث تدعم ثلاثة أقبية أنفاق سقف المبنى، الذي يهيمن على الموقع من أعلى التل، وعلى بعد كيلومترين يوجد بقايا حمام (حمام السارة)، وينصح بزيارة قصر الحلابات خلال أشهر الربيع والصيف، مع درجات الحرارة المعتدلة.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: