قصر دريشسلر الأثري في هنغاريا

اقرأ في هذا المقال


“Drechsler Palace” ويعرف باسم “معهد الباليه”، ويعتبر أحد المعالم الأثرية المهمة في مدينة بودابست، والذي تم بناؤه من أجل معهد المعاشات التقاعدية للسكك الحديدية الهنغارية.

تاريخ قصر دريشسلر

تم بناء قصر دريشسلر بين عامي 1883 و 1886 خلال 3 سنوات فقط، وقد تم تصميمه من قبل المهندسين المعماريين النجميين “Odon Lechner” و “Gyula Partos”، وكانت مباني مقهى “Drechsler” السابق تمنح منزلاً لمعهد الباليه، وقد تم تكليفه من قبل السكك الحديدية المجرية؛ كاستثمار لمعهد معاشات العمال.

يقع المبنى الضخم على قطع الأرض الأربعة التي اشترتها “MAV” مقابل دار الأوبرا، والتي كانت لا تزال قيد الإنشاء، في ذلك الوقت، كان “Lechner” قد عاد لتوه من مهمة في فرنسا، حيث ساعد في تجديد حوالي 30 قلعة، وكان لهذا المبنى تأثيرات واضحة من أسلوب عصر النهضة الفرنسي.

ظل قصر دريشسلر فارغاً منذ ما يقرب من 15 عاماً، وفي أعقاب التحويلات المستمرة على مدى 100 عام، احتفظ المبنى بشكلٍ أفضل بهيكله ومظهره الخارجي، على الرغم من حدوث تغييرات في ذلك، وشمل ذلك استبدال النوافذ ومخارج الطوارئ الخاصة بمأوى الغارات الجوية على الواجهة، بالإضافة إلى سقف مبسط أعيد بناؤه بعد حريق في أوائل القرن العشرين، كما خضع المبنى لتجديدين رئيسيين، خاصة بالسقف، كان الأول في العقد الأول من القرن الماضي بعد أن احترق السقف، والثاني في عام 1945 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث استلزم التجديد الأول استخدام مواد ذات نوعية رديئة من القرن التاسع عشر، بينما كان الثاني بسبب التحويلات في زمن الحرب التي تنطوي على تغيير وظيفي.

المعالم الأثرية في قصر دريشسلر

يتكون قصر دريشسلر من قبو يحتوي على 6 طوابق (أرضي + طابق وسيط + ميزانين + 4 طوابق)، حول فناء داخلي وعلية فارغة كبيرة بشكل غير عادي، وفي الأصل، تم بناؤه من أجل معهد المعاشات التقاعدية للسكك الحديدية الهنغارية وعمل كمبنى سكني فاخر مع شقق ومقهى وقاعة بيرة وزقاق للعبة البولنج.

وعلى مر السنين، تغيرت وظائف المبنى باستمرار؛ أصبح المقهى مطعماً وتم تحويل بعض الشقق لاستخدامها كاستوديوهات رقص لمعهد الباليه الوطني، بينما تم تقسيم الشقق المتبقية، ثم أُغلق المطعم، وتحولت صالة البيرة وزقاق لعبة البولنج في الطابق السفلي إلى مخازن، وقبل إخلائه، كان المبنى موطناً لاستوديوهات ومطعم معهد “Ballet Institute”، و 37 شقة ومكاتب ومخازن، وفي الطابق السفلي وجزء من الطابق الأرضي، كانت غرف مؤسسة “Tutu Tango” لتقديم الطعام.

تم تصميم القصر ليكمل دار الأوبرا دون أن يطغى عليه؛ من الخارج، من السهل رؤية طراز عصر النهضة الجديد، على سبيل المثال، نوافذ على السطح وأبراج في الزوايا وشرفات مدببة، وأسلوب إطارات النوافذ. كما يتضح من المخططات، أن الكتلة ليست مستطيلة الشكل ولكنها على شكل شبه منحرف.

وفي الأصل كان هناك مقهى ومطعم من ثلاثة طوابق في الطابق السفلي والطابق الأرضي والطابق الأول، فوقها كان هناك 24 شقة للإيجار، وخلال السنوات الشيوعية في المجر، تم تقسيم هذه المنازل الكبيرة، لذلك يوجد الآن المزيد من مساحات المعيشة، وخلال هذه الفترة، تم منح الطوابق الثلاثة السفلية لأكاديمية الدولة الهنغارية للباليه، وبالتالي تم إعادة تصميم مناطق المقهى والمطعم لتناسب تدريب الباليه.

من الصعب تخيل هذه المقاهي الكبرى الآن، ولكن من الصور القديمة يبدو أنه في ذروة المبنى، وفي تسعينيات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كانت المنطقة الخارجية الواقعة تحت القناطر تعج بالرواد، وكان هناك أيضاً صالوناً للسيدات، وزقاق للعبة البولنج وغرفة ألعاب وبراسيري وقاعة حفلات، وقاعة بيرة وملعب وحتى أضواء كهربائية، ومن المشاهير الذين زاروا المبنى؛ جياكومو بوتشيني وجوستاف مالر (1860-1911).

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: