قصر مرديكا الأثري في إندونيسيا

اقرأ في هذا المقال


“Merdeka Palace” ويسمى بقصر الاستقلال، ويعتبر إحدى أهم المعالم التاريخية في إندونيسيا، حيث يحتفل القصر بعيد استقلال إندونيسيا كل عام في السابع عشر من أغسطس، ويقام حفل رفع العلم المرموق على درجات المبنى الامامية ويحضره العديد من الشخصيات الحكومية والأجنبية.

تاريخ بناء قصر مرديكا

تم بناء قصر مرديكا في القرن التاسع عشر  في عهد الحاكم العام بيتر جيراردوس فون أوفيرستراتن، وقد استوعب 15 حاكماً هولندياً و 3 قادة عسكريين يابانيين ورئيس واحد (الرئيس Soekarno)، حيث استخدم الرؤساء الناجحون القصر كمقر إقامة في بعض الأحيان فقط، ومع ذلك، لا يزال القصر يستخدم للم الشمل الرسمي، حيث يتلقى خطاب الاعتماد من السفارات الأجنبية والمؤتمرات الوطنية والدولية، والترحيب بالمسؤولين الأجانب ورؤساء الدول والمناسبات الرسمية الأخرى.

وبصرف النظر عن الدور الإداري، يلعب المبنى الكلاسيكي الجديد دوراً مهماً للغاية في تاريخ إندونيسيا، حيث أنه المكان الذي تم فيه توقيع استقلال البلاد، وأقيمت مراسم إنزال العلم الهولندي ورفع العلم الإندونيسي أمام القصر، وهتف الآلاف من الناس “ميرديكا ميرديكا ” (وهو ما يعني الحرية).

المعالم الأثرية في قصر مرديكا

تم تصميم قصر مرديكا بأسلوب كلاسيكي جديد مع عمودٍ دوري، وهو شائع بين الأوروبيين في وقت البناء، وخلال الأيام الأولى، كان المبنى الذي تبلغ مساحته 3.375 متراً مربعاً مكوناً من طابقين، وفي عام 1848، تم هدم الطابق العلوي وتم توسيع الطابق السفلي لاستيعاب المزيد من الأفراد، وبالتالي أصبح أكثر رسمية، وبعد إعادة الإعمار عام 1873، ظل المبنى دون تغيير منذ ذلك الحين.

بعد الاستقلال الإندونيسي، تم توسيع مجمع قصر ميرديكا ليشمل ليس فقط إستانا نيجارا (قصر الدولة)، ولكن أيضاً لبناء “Wisma Negara” و “Sekretariat Negara” و “Bina Graha”، حيث تم هدم العديد من المباني والمساكن الاستعمارية في منطقة “Weltevreden” لإفساح المجال لمجمع قصر الدولة اليوم، وفي عام 1961، تم بناء النصب التذكاري الوطني “Monas” في ساحة مرديكا، بحيث يكون لقصر الحرية واجهته على ضوء النصب الذي تم بناؤه حديثاً.

قصر مرديكا في الوقت الحاضر

يعد قصر ميرديكا مكاناً رسمياً لأحداث الدولة؛ مثل احتفال عيد الاستقلال ومراسم الترحيب بالضيوف الكرام، واستقبال خطابات الاعتماد من السفراء الأجانب وتنصيب الوزراء والسفراء والافتتاح الاحتفالي للاجتماعات الوطنية، والكونغرس الوطني والدولي والمأدبة الرسمية للدولة، وتم نقل الدور الإداري الذي كان القصر محتله في السابق إلى مبنى قصر الدولة وأمانة الدولة، بينما يظل قصر ميرديكا بقايا رمزية للسلطة.

يحتوي قصر مرديكا على عدة غرف مثل؛ الغرفة الأولى والغرفة السكنية وغرفة الضيوف وغرفة الولائم، وقاعة الاستقبال وغرفة “Regalia”، بالإضافة إلى المكتب وغرفة النوم  وغرفة المعيشة والمطبخ، وعلى العشب الأمامي لقصر ميرديكا تقف سارية علم ونافورة يبلغ ارتفاعها 17 متراً، حيث تقام مراسم رفع العلم السنوي خلال احتفال الاستقلال الإندونيسي كل 17 أغسطس، وأثناء احتفال الاستقلال، غالباً ما تُستخدم الشرفة الأرضية في واجهة القصر كمنصة احتفالية، حيث يجلس الرئيس وكبار الشخصيات.

وتسمى الغرفة الأمامية “Ruang Kredensial” (غرفة الاعتماد)، وهي الغرفة التي يتلقى فيها الرئيس خطابات اعتماد من السفراء الأجانب المتمركزين في إندونيسيا، كما تُستخدم الغرفة أيضاً لتوقيع خطابات اتفاقيات التعاون الفخمة مع الدول الأجنبية، الموقعة من قبل المسؤولين المعنيين والتي يشهدها كل رؤساء الدول، ويتلقى رئيس الجمهورية خلال احتفال يوم الاستقلال تحيات السفراء الأجانب.

وكانت “Ruang Jepara” (غرفة Jepara) عبارة عن غرفة دراسة سابقة في “Sukarno”، وسميت باسم “Jepara”، وهي بلدة في وسط جاوة؛ لأن الأثاث والزخارف في هذه الغرفة يغلب عليها فن نحت الخشب من جيبارا، كما تقع “Ruang Raden Saleh” (غرفة Raden Saleh) عبر غرفة جيبارا مباشرةً، وقد سميت على اسم الرسام الإندونيسي الشهير رادين صالح سياريف بوستامان، وتوجد خمس لوحات رائعة لرادن صالح في هذه الغرفة، أما أكبر غرفة هي “Ruang Resepsi” (قاعة الاستقبال)، وعادةً ما تستخدم لمآدب الدولة وحفلات العشاء الرسمية والاجتماعات الوطنية والعروض الثقافية الحكومية، ويوجد في هذه الغرفة لوحتان رائعتان لباسوكي عبد الله، وعلى الجدار الشرقي معلقة لوحة “بيرجيوا بيرجيواتي” من ماهابهاراتا، وعلى الجدار الغربي معلقة لوحة “جاكا تروب” الجاوية.

أما الغرفة الأخيرة هي “Ruang Bendera Pusaka” (غرفة علم الإرث)، أو غرفة “Regalia”، المستخدمة لتخزين “Bendera Pusaka”، العلم الإندونيسي الموروث الذي تم رفعه لأول مرة خلال إعلان الاستقلال الإندونيسي في 17 أغسطس 1945م، وبعد الحاكم سوكارنو، لم يعد الرؤساء التالية أسماؤهم يستخدمون القصر كمقر رئاسي، على الرغم من أنه لا يزال المقر الرئاسي الرسمي.

يمكن للزوار الاستمتاع بالجزء الخارجي للمبنى من ساحة القصر، بينما يمكن زيارة الجزء الداخلي من المبنى وفقاً لقواعد أمنية صارمة، حيث يتم إجراء فحوصات خاصة ويسمح فقط للأشخاص الذين يرتدون ملابساً لائقة بالدخول، ولا يُسمح للنساء اللواتي يرتدين البنطلونات بدخول المبنى.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: