قلعة الدملؤة
تمتاز هذه القلعة الأثرية بأنها من أعجب المباني المعمارية، وزادها ميزة وشهرة كونها في مدينة (صلو) المتواجدة بالمحافظة اليمنية تعز. وتناقلت معلومات عديدة من قبل المؤرخين فيما يتعلق بموقعها الطبيعي المحصن، وقيام حكام الدول التي حكمتها بإضافة تحصينات دفاعية قوية حولها مما زاد من شهرتها. وعرفت أيضاً باسم آخر وهو (المنصورة).
موقع قلعة دملؤة:
تتواجد بمديرية (الصلو) بمحافظة تعز في اليمن. والذي زاد من أهميتها وشهرتها، موقعها الطبيعي المحصن، والتحصينات دفاعية القوية حولها التي نجحت فيها الحكام الدول التي حكمتها آنذاك.
تاريخ قلعة دملؤة:
كما قال وأكد (الهمداني) أنّ الدملؤة لكل من شاهدها يعتبرها من اُعجوبة اليمن، التي ليست في بلد مثلها. بسبب ما يلي:
- أنّها كانت بيت ذخائر للملوك آنذاك ولأموالهم.
- أنّ للسد المتواجد فيها تاريخ طويل ومشهور.
- أيضاً لعبت أدوارًا بطولية مجيدة وتضمنت أخبارًا وقصصًا في كتب التاريخ.
- ارتبط اسم قلعة دملؤة باسم ابن المغلس، وهو أحد أهم القادة المحليين الموالين لولاية آل زريع في عدن في القرن الخامس عشر الميلادي.
وذكر محمد الشعيبي أنّ تاريخ هذه القلعة ارتبط بالدول اليمنية القديمة مثل الدولة الحميرية التي لا تزال بها بعض الأسوار، واليوم تشهد الفن والمهارة المعمارية لليمن القديم. ومن المؤكد أنّ بها الكثير من الكنوز والأشياء المخفية التي ما زالت مدفونة بداخلها، ولم يتمكن أحد من العثور عليها حتى الآن، حيث أصبحت الطرق المؤدية إليها غير موجودة ويصعب المرور بها، بسبب هدم الطريق الذي كان ينقلهم من وإلى، بالإضافة إلى هدم تراساتهم التي كانت من صخور الصلب الذي كان يمتد إلى بوابة القلعة التي تقع في الجهة الشمالية من قلعة.
يشار إلى أنه في عهد الدولة الصليحية (439-532 هـ). استطاع الملك الموحد الأول لليمن بعد الإسلام (علي بن محمد الصليحي) أن يستولي على قلعة الدمله بعد صراع عنيف و حصار طويل لثكنة (بني نجاح) التي كانت تسيطر على القلعة عام (452 هـ).
يشير الأستاذ الراحل (محمد يحيى الحداد) في كتابه تاريخ اليمن السياسي إلى أنّ (منصور بن المصطفى بن أبي البركات) منح محمد بن سابا ما رآه من المعاقل والمدن التي انتقلت إليه بعد وفاة السيدة (أروى بنت أحمد الصليحي)، واتخذ من قلعة (محمد بن سابا) مقراً رئيسياً له، وأقام فيها حتى وفاته عام (548 هـ). وبعد ذلك سيطرت عليه (بني زريع) في عهد السلطان عمر بن محمد بن سابا الملقب مكرم حتى عام (560 هـ). في عهد الأسرة الرسولية، يذكر الخزرجي في كتابه (العقود اللؤلؤية) أنّ الملك المظفر يوسف بن عمر استولى على قلعة الدملؤة عام (648 هـ)، وبقيت تحت سيطرة ملوك بني رسول.
حيث دلت شواهد أثرية متبعثرة تحيط الحصن منها عتبة المدخل المؤرخ عام (778هـ). وهي كتلة حجرية ضخمة يبلغ طولها حوالي 1.8 متر وعرضها حوالي 60 سم، مكسورة إلى نصفين مع نقش بخط النسخ البارز يتكون من ثلاثة أسطر النص الموجود فيها كما يلي:
(بسم الله الرحمن الرحيم أنا فتحنا لك فتحاً مبيناً، أمر بعمارته مولانا ومالك عصرنا السلطان بن السلطان العالم العادل ضرغام الإسلام غياث الأنام سلطان الحرمين والهند واليمن مولانا السلطان الأفضل من الأنام والملك المجاهد أمير المؤمنين “العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي رسول” خلد الله ملكه ونصره، رفعت العتبة المباركة بتاريخ الرابع والعشرين من رجب الأصم سنة (ثمان وستين وسبعمائة) مؤيداً بالنصر والتوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم).
واستمر الاهتمام بالقلعة في فترات لاحقة من الدولة الرسولية، عندما دعا الإمام محمد بن أحمد بن الحسين أبي القاسم المعروف بـ صاحب المواهب لنفسه عام (1098 هـ) من حصن المنصورة. في الصلاة وأعلن الإمامة خلافة والده.
بناء قلعة دملوة:
يرى الباحث المطلع على المواصفات الهندسية لبناء هذه القلعة أو الحصن أنّ المواصفات الهندسية للمبنى وطريق القلعة يكتسبان خاصية معمارية مميزة، حيث تم تصميمه لأول مرة من الخارج بشكل فريد ومحكم يتناسب مع الموقع الاستراتيجي لجبل قور المجاور له، واختار المصمم له الموقع الطبوغرافي المناسب داخل ساحة قمة الجبل المخروطي الشكل والمضلع بحيث لا توجد فجوة قد تشكل منفذاً إلى الحصن بأي شكل من الأشكال، وما لم يتوفر عمله في بعض الحصون والحصون الدفاعية اليمنية القديمة التي يلجأ أصحابها عادة إلى تطوير وسائل القوة الأمنية بالإضافة إلى أبراج الحماية التي تقام في وسط الجبل، أو في بعض الطرق المتعرجة متنكرة.
لذلك يصعب من وجهة النظر هذه التسلل إلى القلعة، بالإضافة إلى أنّ الطريق المؤدي إليها صعب وحسن التنظيم ومعقد، وفي نفس الوقت يتعرض للمدافعين من داخل الحصن أو مركز حراسة أقل، لأن أي محاولة من هذا القبيل معرضة للفشل الكامل.