كنيسة باكلايون الأثرية في الفلبين

اقرأ في هذا المقال


“Baclayon Church” وتعتبر إحدى أهم المعالم التاريخية في الفلبين، وتعد واحدة من أقدم الكنائس الكاثوليكية فيها، وهي أصلية من الناحية الهيكلية، ولا تزال تحتوي على موادٍ أصلية يعود تاريخها إلى عام 1727م.

تاريخ بناء كنيسة باكلايون

يعود تاريخ كنيسة باكلايون إلى الوقت الذي كان فيه أول مبشرين إسبان من سيبو، الأب خوان دي توريس والأب، حيث استقر غابرييل سانشيز في المنطقة في 17 نوفمبر 1596 وأقيمت زيارة بعد فترةٍ وجيزة، وبنيت الكنيسة الأولى التي شيدها سكان المنطقة من الخيزران بسقفٍ من القش، ثم كانت مقر إقامة رئيسهم العام وسميت “Residencia” أو مركز بعثات بوهول، وامتدت البعثة إلى المناطق النائية في بوهول، وفي عام 1596، أسس خوان دي توريس مستوطنةً أخرى في لوبوك.

لكن حالة السلام والنظام في هذه المستوطنة الساحلية غالباً ما تم كسرها من خلال غارات قام بها غزاة مورو، وبعد هجوم شرس على المستوطنة، نقل المبشرون اليسوعيون مركز أنشطتهم التبشيرية إلى قرية لوبوك الداخلية في 26 أكتوبر 1600، وأصبحت لوبوك رعية في عام 1602، ومنذ ذلك الوقت وحتى القرن الثامن عشر، استضافت “رزيدنسيا”، في غضون ذلك، استمرت الحياة في مستوطنة باكلايون كالمعتاد ثابتةً في إيمانهم، ولم ينضم الناس إلى رفاقهم في بوهول في رفع السلاح ضد الغزاة الإسبان أثناء انتفاضة تامبلوت أو ديواتا عام 1621.

أخيراً، في عام 1717، تم رفع المستوطنة إلى مرتبة الرعية وبدأ بناء كنيسة جديدة وأكثر ثباتاً وبرج جرس يبلغ ارتفاعه 21 متراً، ومن خلال السخرة، عمل 200 مواطن في الكنيسة حتى اكتمالها في عام 1727، وتم تكليف بعض الحرفيين بإخراج الحجارة المرجانية من البحر، وقام آخرون بنقلهم إلى الموقع، بينما قام الماهرون بتقطيع أحجار المرجان إلى كتلٍ مربعة، تم بعد ذلك رفع الكتل المربعة ونقلها إلى موضعها باستخدام أعمدة من الخيزران وفي النهاية تم تكديسها مثل الطوب، كما تم استخدام بياض مليون بيضة مع الجير لتدعيم أحجار المرجان معاً.

ونظراً لوضع أساس الكنيسة في عام 1717، فإن هذا يجعل كنيسة باكلايون ثاني أقدم كنيسة حجرية في الفلبين؛ الثانية بعد كنيسة سان أوجستين الواقعة في شارع ريال، إنتراموروس في مانيلا، والتي قيل أنه تم وضع أساسها عام 1571، ثم كرست الكنيسة لسيدة الحبل بلا دنس، وفي وقتٍ لاحق من عام 1835، تم تركيب جرس كبير وفي القرن التاسع عشر، أضاف “Augustinian Recollects” الواجهة الأمامية للكنيسة بأقواسها الثلاثة، وعدد من المباني الحجرية التي تحيط بالكنيسة الآن،  ولا تزال الكنيسة قائمةً في الوقت الحاضر، مما يجعلها أكثر كنيسة محفوظة في بوهول.

المعالم الأثرية في كنيسة باكلايون

يوجد للكنيسة واجهتان: واحدة داخلية كلاسيكية في الإلهام، وواحدة خارجية تم بناؤها في القرن التاسع عشر بواسطة “Recollects”، وهي رواق مزين بثلاثة أقواس، ويبدو أن إضافة الأروقة إلى الواجهة كان أسلوباً سائداً في بوهول وسيبو خلال القرن التاسع عشر، كما تحتوي على المذابح الخضراء والمذهبة التي تعتبر النقطة المحورية للداخل.

وهي نسخ غزيرة من الباروك المشهورة خلال القرن الثامن عشر، وعلى الرغم من أن “retablo” الرئيسي يعرض تفاني القديسين في “Recollect”، إلا أن “retablo” نفسها تتبع اليسوعيين الذين يعلو شعار “Ad majorem Dei gloriam” المذبح الرئيسي، وتم العثور في صحن الكنيسة على مقعدين منحوتين في نقشٍ منخفض، حيث يتميز أحدهما بمشاهد من النوع؛ عنزة مرتبطة بشجرة وجوز الهند وبستان نيبا، ورجل في المخزونات، كما تم العثور على لوحة الصعود وآباء الكنيسة وسان فيسينتي فيرير في صحن الكنيسة، التي تعود إلى القرن التاسع عشر.

تم تركيب آلة أرغن للكنيسة في القرن التاسع عشر لكنها الآن في حالةٍ سيئة، وتم تزيين الدور العلوي للجوقة والأرغن بتصميماتٍ مقطوعة، أما اللوحة على التشطيبات الجصية للكنيسة فهي قديمة الطراز ولا تتوافق مع أسلوب وفترة التصميم الداخلي، وخلف الكنيسة يوجد بقايا حصن، حيث تحدد التقاليد الشفوية بعض الهياكل مثل؛ إسطبلات الخيول والمطبخ والسجن.

وبجوار الكنيسة يوجد الدير القديم، الذي يضم متحفاً صغيراً به آثار دينية عمرها قرون، وقطعاً أثرية وآثار أخرى تعود إلى القرن السادس عشر، وتشتمل المجموعة على تمثال عاجي للمسيح المصلوب متجهاً نحو السماء؛ تمثال للسيدة العذراء، وقيل أن الملكة كاثرين أراغون قدّمته، بالإضافة إلى قطع أثرية للقديس إغناطيوس دي لويولا وأثواب كنسية مطرزة بالذهب قديمة وكتب بأغلفة من جلد كاراباو ونصوص من موسيقى الكنيسة مكتوبةً باللاَتينية على جلود الأغنام، كما يمكن العثور على لوحات “cuadro” التي رسمها الرسام الفلبيني “Liberato Gatchalian” في عام 1859.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: