كهوف لونغمن الأثرية في الصين

اقرأ في هذا المقال


“Longmen Grottoes” تعتبر إحدى أهم المعالم التاريخية في الصين، حيث تشكل هذه الكهوف بعضاً من أهم وأجمل تمثيلات الفن الحجري الصيني القديم، حيث يأتي إليها الكثير من الزوار ومن مختلف أنحاء العالم للتعرف على تاريخها العريق.

تاريخ كهوف لونغمن

تم إنشاء كهوف لونغمن على مدار ما يقرب من خمسة قرون بدءاً من عام 493م، وتوفر هذه الكهوف، جنباً إلى جنب مع التماثيل والنقوش المنحوتة بداخلها، نافذةً على الظروف السياسية والثقافية والفنية في أواخر فترات شمال وي وتانغ، حيث تم نحت الكهوف في منحدرات الحجر الجيري شديدة الانحدار في جبل لونغمن وجبل شيانغ والتي تواجه بعضها البعض على إمتداد كيلو متراً واحداً، وتشكل وادياً يتدفق عبره نهر يي.

وهذا الموقع بمظهره لبوابةٍ طبيعية، كان يشار إليه تاريخياً باسم “Yique” أو “بوابة نهر يي”، وذلك بعد أن بنى الإمبراطور يانغ من أسرة سوي قصراً إمبراطورياً في لويانغ في بداية القرن السابع الميلادي مع بوابته الجنوبية المحاذية لمنحدرات الموقع، بدأ استخدام اسم لونغمن أو “بوابة التنين” (كان التنين بمثابة شعار قوة الإمبراطور).

وكان نحت الكهوف في سفوح الجبال النائية لتكون بمثابة معابد بوذية ممارسة نشأت في الهند في القرن الثالث قبل الميلاد، بعد ذلك انتقلت البوذية، جنباً إلى جنب مع ممارسة نحت الكهوف إلى الصين على طول طريق الحرير، مما أثر على إنشاء الكهوف البوذية في يونغانغ بالقرب من بينغشنغ (داتونغ الحديثة)، وهي عاصمة أسرة وي الشمالية، وفي منتصف القرن الخامس الميلادي، عندما قام الإمبراطور “Xiaowen”، الذي ساهم في نحت كهوف “Yungang”، بنقل العاصمة من “Pingcheng” إلى “Luoyang” في عام 493م، حول طاقته لبدء بناء الكهف في لونغمن.

وفي المجموع، فقد تم نحت أكثر من 2300 كهف ومنافذ، و 100000 تمثال بوذي، إذ تتراوح أحجامها من عدة سنتيمترات إلى أكثر من 17 متراً، وأكثر من 2800 نقش في المنحدرات في الموقع، مما يجعلها أكبر مجمع من هذا القبيل في الصين، حيث تم نحت غالبية الكهوف في وجه جبل لونغمن، على الجانب الغربي من نهر يي، حيث تمثل كثافة الكهوف والمنافذ هناك مظهراً رائعاً للجرف يشبه قرص العسل عند النظر إليه من مسافةٍ بعيدة، في حين أن تلك الكهوف على الجانب الغربي كانت تستخدم للاحتفالات التي تكرم الموتى، فإن الكهوف المنحوتة على جبل شيانغ إلى الشرق كانت موطناً لمجتمع كبير من الرهبان البوذيين من مختلف الطوائف.

 المعالم الأثرية في كهوف لونغمن

هناك العديد من التماثيل الموجودة في أقدم الكهف المنحوتة في لونغمن، ومن أهمها كهف جويانغ، حيث كانت تلك التي تعهد أعضاء العائلة المالكة ببنائها، الذين تبعوا الإمبراطور شياووين إلى لويانغ، حيث يوجد أكثر من 1000 مكان و 800 نقش داخل الكهف، مما يجعله واحداً من أغنى الكهوف في لونغمن وهو مهم باعتباره انعكاسا لأسلوب شمال وي المتأخر في النحت والكتابة، حيث يتخذ كل من التماثيل المركزية لبوذا ساكياموني وإثنين من بوديساتفا (أولئك الذين على طريق التنوير)؛ مظهراً كئيباً وصورة ظلية رفيعة.

وعلى عكس النمط السابق ذي الأكتاف العريضة الموجود في يونغانغ، كما تشمل النقوش المرفقة بالتماثيل الموجودة داخل كهف جويانغ 19 نقشاً من أصل 20 نقشاً تم تحديدها كأشكالٍ نموذجية لخط شمال وي، وهي ضرورية في المساعدة على تحديد أصول كل عمل.

إلى جانب ذلك فإنه وبعد سقوط أسرة وي الشمالية (535 م)، تباطأ نحت الكهوف حتى تشكيل أسرة تانغ (618 م)، وهي بداية فترة مستقرة ومزدهرة تميزت بإنجازاتٍ ثقافية مهمة، وخلال هذا الوقت، أفسح الأسلوب الزاهد لشمال وي الطريق لأسلوبٍ واقعي ودرامي ومعقد حيث تم تشكيل حوالي 60 ٪ من جميع الكهوف في لونغمن، أكبرها وأكثرها روعة هو كهف “Fengxiansi”، حيث تم نحت تمثال ضخم لـ “Vairocana Buddha” في وسط الجدار الخلفي للكهف، والذي نظراً للأناقة الهادئة والابتسامة الخفيفة للشخصية.

وقد تمت الإشارة إليه باسم “Mona Lisa of the East”، وتمثال “Vairocana” محاطاً بمجموعة من التلاميذ و “Bodhisattvas”، ومجموعة من الملوك والأوصياء السماويين المنحوتة في الجدران الجانبية، لتشكيل نصف دائرة، وبالنظر إلى أن كل تمثال له شخصية مختلفة بشكلٍ ملحوظ ومع ذلك فهي معبرة بشكل متساوٍ، فإن الوقوف في مركز المجموعة في مواجهة بوذا، هو تجربة رائعة حقاً.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: